القاهرة: اليمنيون يبحثون عن مصيرهم في مؤتمر موسع

الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر: نظام صالح حول حلم الوحدة الجميل إلى كابوس مفزع

TT

بدأت في العاصمة المصرية القاهرة، أمس، أعمال مؤتمر «اليمن إلى أين؟» الذي نظمه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان اليمني والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والذي يستمر على مدى يومين، ويستعرض عددا من أوراق العمل، وتشارك فيه نخبة من الساسة والأكاديميين اليمنيين ونشطاء حقوق الإنسان اليمنيين والعرب.

وافتُتحت أعمال المؤتمر بمشاركة الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، وقال لـ«الشرق الأوسط» عز الدين سعيد الأصبحي، رئيس مركز التأهيل والتدريب لحقوق الإنسان، المنظم للمؤتمر: إن أهمية المؤتمر تنطلق من الظروف الراهنة التي يعيشها اليمن والمخاوف التي لدى الدول العربية والغربية التي تخشى على مستقبل اليمن وتسعى إلى وضع استراتيجية لمستقبل البلاد بعيدا عن الصراعات والعنف.

وأضاف الأصبحي أنه من الضروري أن «يقوم المجتمع المدني بدور إيجابي في تقديم رؤى لإخراج البلاد من المأزق التي هي فيه، وليس فقط الاحتجاج وفضح الانتهاكات»، مؤكدا «الحاجة وضع رؤية تخرج البلد من الكارثة التي هو فيها؛ حيث إن المعارك مستمرة ولا توجد رؤية تجيب عن سؤال ماذا نريد؟ وكيف نصل إلى ذلك؟». وبشأن ما الذي يرغبون بالخروج منه من أعمال المؤتمر، قال الأصبحي «إنه الوصول إلى رؤية تشرك جميع القوى السياسية والفاعلة في المجتمع، لن يكون هناك حل حقيقي لليمن إلا بالاعتراف بالقوى الحقيقية على الأرض مثل الشباب والجنوب وصعدة وتعز وغيرها، إذا التقى هؤلاء على طاولة وضع الحلول سيجد اليمن مخرجا حقيقيا». وقال الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، في كلمة افتتاح المؤتمر: إن النظام اليمني الراهن قد انقضى أجله ويتوكأ «على الحديد والنار». وأضاف أن سقوط النظام المصري كان إلهاما ماثلا، فخروج جماهير اليمن يحتفون بنصر أشقائهم المصريين ويدشنون الثورة الشعبية اليمنية في اليوم نفسه، التي لا تزال صامدة بعد أن سجلت ملاحم أسطورية خلال ما يقرب من عام كامل. وأردف أن «المؤتمر بعنوانه يضيف نوعا من التفهم لاستحقاقات أخرى قد لا يلتفت إليها الثوار عادة، وهذه الاستحقاقات تتمثل في وضع رؤية لمعالجة القضايا الكبيرة والمعقدة والمركبة التي تخص اليمن دون غيره من بلدان الثورات العربية بما يمكِّن الشباب، وهم قادة اليمن الجديد، من وضع خطاهم المباركة على عتبة المستقبل، ومن أولى هذه المهام: حل القضية الجنوبية العادلة بوصفها مدخلا لحل جميع قضايا اليمن».