فتح: هنية لم يف بتعهداته بإعادة منزل أبو مازن

حماس تتهم فتح بالتعاون مع إسرائيل في استهداف الحركة بهدف إفشال المصالحة

TT

تصاعدت بحدة وتيرة الحرب الكلامية بين قيادات حركتي فتح وحماس، على خلفية اتهامات متبادلة بتعطيل تحقيق المصالحة. فمن ناحيته، اتهم صلاح البردويل، القيادي البارز في حركة حماس، حركة فتح بتخريب فرص تحقيق المصالحة بناء على «أوامر عليا» لصالح المفاوضات التي تجريها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل. وقال البردويل إن حركة فتح» تشن هجوما على حركته بالتعاون والتوافق مع إسرائيل، يستهدف بشكل خاص، المبادرات التي طرحها قادة حماس للتوصل للمصالحة، على اعتبار أن المطلوب من حركة فتح نسف المصالحة من أجل تمهيد الطريق أمام المفاوضات السرية الجارية، حاليا، مع إسرائيل. واعتبر البردويل حملات الاعتقال التي يتعرض لها نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، وسائل لإحباط تحقيق المصالحة، بينما أحرجت الخطوات التي أقدمت عليها حركة حماس على صعيد تطبيق بنود اتفاق المصالحة فتح. وهاجم البردويل بشكل خاص، عبد الله أبو سمهدانة، أمين سر الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة، بسبب الاتهامات التي وجهها لحركة حماس بعد مغادرته غزة، مشيرا إلى أن أبو سمهدانة عكف على امتداح الخطوات التي أقدم عليها رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية لتنفيذ اتفاق المصالحة، متهما إياه بالعمل وفق «تعليمات عليا» لضرب المصالحة. من ناحيته، اتهم عبد الله أبو سمهدانة حركة حماس بالمسؤولية عن تعطيل تطبيق اتفاق المصالحة. وفي تصريحات إذاعية في مدينة رام الله، قال أبو سمهدانة، إن حكومة حماس لا تزال تعتقل وتستدعي نشطاء حركة فتح في قطاع غزة، وتمنع كوادرها من السفر أو الدخول إلى القطاع. وأشار إلى أن الوعود التي قطعها إسماعيل هنية على نفسه بالسماح بعودة 80 فتحاويا للقطاع «لم تطبق ولا يوجد شيء يشير إلى أن حماس تبذل أي جهد لعودتهم»، مشيرا إلى أن حماس لم تسلم حتى الآن بيت الرئيس محمود عباس، ولم يتم فتح مقرات فتح ومقر لجنة الانتخابات المركزية ومقر منظمة التحرير التي أغلقت عقب تفجر الانقسام الفلسطيني. وفي ذات السياق، رفض إبراهيم أبو النجا، القيادي البارز في حركة فتح في قطاع غزة، حديث حركة حماس عن السماح لـ«بعض» عناصر من حركة فتح بالعودة لقطاع غزة، معتبرا أن عدم السماح بعودة جميع عناصر حركة فتح سيكون له «مردوده السياسي على القضية الفلسطينية أمام العالم أجمع». وفي تصريح صحافي صادر عنه، قال أبو الهيجا إنه كان يتمنى أن تعلن حماس بشكل واضح، أن أرض قطاع غزة للجميع ولا تمنع أحدا من العودة إليها. وحول حجة حماس بأنها لا يمكن أن تفرج عن بعض نشطاء حركة فتح، على اعتبار أن منهم من هو متهم بالتخابر مع إسرائيل، قال أبو النجا: «نحن لا نغطي على أحد ومن عليه جرم وقضية إساءة لوطنه وشعبه، فعليه أن يقدم للمحاكمة». وفي ما يتعلق بقضية الغزيين الذين تحرمهم حكومة رام الله من جوازات السفر، قال أبو النجا، إن العاملين في مجال الجوازات في حاجة لضمانات حتى لا يتعرضوا للاعتقال والإهانة والاستدعاء. وعلى صعيد المصالحة المجتمعية، قال أبو النجا إنها قطعت شوطا كبيرا وهي بانتظار جمع الأموال لتقديمها للمتضررين، مشيرا إلى أن هذه الأموال لا تأتي إلا عن طريق تشكيل حكومة من مستقلين.

من ناحية ثانية، دعت «لجنة أهالي المعتقلين السياسيين» في الضفة الغربية الفلسطينيين للمشاركة غدا في الاعتصام الاحتجاجي على استمرار مفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإعادة المفصولين لوظائفهم وإطلاق الحريات في الضفة الغربية.

وفي بيان صادر عنها، قالت اللجنة: «السلطة، وبدلا من حل مشاكل المواطنين ومنحهم حرياتهم المشروعة، تفاوض المحتل مديرة ظهرها لواقع الضفة الغربية وهو قيد الانفجار! ومن دون أن يستجاب لأي من مطالبها». واعتبر البيان استئناف السلطة الفلسطينية للقاءات التسوية مع الاحتلال، تبديدا لكل الجهود التي بذلت لإحقاق المصالحة؛ قائلا إن «تشكيل لجنة الحريات وإحالة القضايا إليها كان فقط لإماتة الحقوق وعرقلة المطالبات المدنية ومنعا لاتساع رقعتها».