الجزائر تتعامل بفتور مع طلب مغربي ملح حول فتح الحدود المغلقة منذ 1994

العثماني في أول زيارة لوزير خارجية المغرب منذ 2004: زيارتي لن تحسم كل شيء

TT

قال وزير خارجية المغرب، سعد الدين العثماني، إن زيارته التي بدأها أمس إلى الجزائر، «لن تحسم كل شيء ولا يمكننا التحدث عن جميع البرامج». وفهم من كلام العثماني أن الرباط أدركت مدلول رسالة أطلقها وزير جزائري عشية الزيارة، مفادها أن الجزائريين غير متحمسين حاليا لفتح الحدود.

وذكر العثماني للصحافة بمطار العاصمة الجزائرية، أن زيارته «تعكس الإرادة المشتركة بين البلدين للاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية الحالية، لبعث ديناميكية قوية في العلاقات الثنائية وتمتينها وتعميقها أكثر»، مشيرا إلى أنه «بالنسبة لنا كحكومة جديدة في المغرب وبالنسبة لي كوزير خارجية جديد، تمثل هذه الزيارة بداية لإعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات بين البلدين، وتعكس نية البلدين في المضي بهذه العلاقات إلى الأمام».

وتستغرق زيارة العثماني يومين، يبحث خلالهما مع نظيره الجزائري، مراد مدلسي، العلاقات الثنائية، وبعث «اتحاد المغرب العربي» في ضوء اجتماع مجلس وزراء خارجيته المزمع عقده يوم 17 فبراير (شباط) المقبل بالرباط، والوضع في ليبيا والساحل، وتداعيات الثورات العربية على المنطقة. ويتضمن برنامج الزيارة محادثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة صباح اليوم.

وقال العثماني إن زيارته «لن تحسم كل شيء وإنما هي بداية لسلسلة من المشاورات». ويترجم هذا التصريح، حسب مراقبين جزائريين، خيبة أمل مغربية حيال البرودة التي تلقتها من مسؤول كبير عشية الزيارة، بخصوص مطلب فتح الحدود البرية الذي يلح عليه المغاربة منذ سنتين على الأقل، فقد ذكر عبد القادر مساهل، الوزير المنتدب للشؤون الأفريقية والمغاربية، أول من أمس، أن موضوع الحدود غير مدرج في محادثات الرسميين الجزائريين مع العثماني، وأن الجزائر تعطي الأولوية لتبادل الزيارات على مستوى وزاري. وقال بالتحديد: «تبادل الزيارات يفيدنا أكثر، بينما اجتماعات اللجان المشتركة هي عملية بطيئة. أما مشكلة الحدود فستلقى حلا يوما ما». وهذه الجملة بالضبط، تؤكد تباعد الرؤية بين الجانبين بخصوص الأولويات في العلاقات الثنائية التي تعاني من شلل مزمن، انعكس سلبا على البناء المغاربي المتعثر منذ انطلاقه بسبب الخلاف الجزائري - المغربي حول نزاع الصحراء.

يشار إلى أن مصادر تحدثت الأسبوع الماضي عن قرار جزائري بفتح الحدود، مؤقتا، للسماح بمرور سباق الدراجات المغربي السنوي إلى مدينة مغنية الحدودية، لكن تقارير إعلامية جزائرية نسبت إلى رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، رفضه فتح الحدود أمام التظاهرة الرياضية المغربية.

وأفاد رئيس الدبلوماسية المغربي بأن الرباط «تولي أهمية لتوسيع العلاقات الثنائية نحو قطاعات ومجالات جديدة»، دون تقديم تفاصيل، مشيرا إلى «أهمية التشاور في سبيل تفعيل الاتحاد المغاربي ومؤسساته».

وأضاف: «إننا نعرف اليوم أن تغيرات وقعت في بعض دول الاتحاد، وهو ما يمكن أن يعطينا فرصة أفضل لتجاوز معوقات التكامل والاندماج المغاربي». يشار إلى أن العثماني يزور الجزائر بانتظام، في إطار «الرابطة الإسلامية» بين «حزب العدالة والتنمية» المغربي الذي ينتمي إليه، و«حركة مجتمع السلم» الجزائرية التي أعلنت في بيان أن العثماني سيلتقي قيادتها اليوم.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الجزائري، مراد مدلسي، أن «كل العوامل تدفع في اتجاه فتح علاقات تزداد سنة بعد سنة، ليس فقط ثقة، بل تزداد حجما في كل الميادين».

وأشار مدلسي إلى أن زيارة العثماني للجزائر تأتي بعد تلك التي قام بها إلى المغرب في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتي تم خلالها فتح حوار بناء على المستويين الثنائي والمغاربي.

وأضاف قائلا: «سنواصل هذا الحوار من أجل وضع ميكانيزمات وبرامج تمكن من تعزيز العلاقات الثنائية وتجسيد الطموح المغاربي على أرض الواقع».