1000 شخصية إسرائيلية «خائنة» على قائمة سوداء أعدها اليمين المتطرف

بينهم شيمعون بيريس ووزيران في الحكومة والأديب عاموس عوز وقائدة حملة الاحتجاج

TT

أعدت منظمات اليمين المتطرف في إسرائيل «قائمة سوداء» بأسماء أكثر من ألف شخصية سياسية وأدبية وفنية، ممن تعتبرهم «خونة للوطن». وضمن هذه الأسماء ما يعادل 10% من محاضري الجامعات الإسرائيلية ورئيس الدولة شيمعون بيريس.

جاءت هذه المبادرة، وفقا لواضعي «القائمة السوداء»، بهدف «كشف وجوه أساتذة الجامعات الإسرائيلية المتطرفين، الذين ينشطون من أجل سلب إسرائيل شرعية الوجود كدولة يهودية». ويقول الموقع الإلكتروني لمنظمة «يسرائيل كامبوس»، وهو من الواقفين وراء المبادرة: «إن هذه القائمة السوداء هي حصيلة متابعة لأقوال ونشاطات مجموعة من ناشطي اليسار المتطرف الذين يشجعون رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وتنفيذ ممارسات خارجة عن القانون، ويقيمون علاقات مع تنظيمات دولية معادية لإسرائيل، ويحاولون إظهار إسرائيل كدولة فاشية وعنصرية وإرهابية».

وتقف وراء المبادرة أيضا حركة «إذا أردتم»، التي تلاحق حركات حقوق إنسان في إسرائيل، وتعاونت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، معها في طرح قانون يمنع تمويلا أوروبيا لهذه الحركات، و«مونيتور الأكاديمية الإسرائيلية»، التي تلاحق المحاضرين الجامعيين الإسرائيليين وتراقب تصريحاتهم داخل الحرم الجامعي أو في مؤتمرات دولية. وقد أعدت قائمة بأسماء 800 محاضر جامعي، يشكلون نسبة 10% من مجموع المحاضرين الإسرائيليين، تتهمهم بالخيانة، ومعهم أكثر من 200 شخصية سياسية وثقافية وقضائية تضعهم في الخانة نفسها.

ومن بين الأسماء التي ظهرت في هذه القائمة السوداء، يبرز، إضافة إلى شيمعون بيريس، كل من: رئيسة محكمة العدل العليا في إسرائيل، القاضية دوريت بنيش، والرئيس الأسبق للوكالة اليهودية، الذي شغل أيضا منصب رئيس الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أبرهام بورغ، والوزيران في حكومة نتنياهو، ميخائيل إيتان ودان مريدور، اللذان يعتبران معتدلين، مقارنة مع بقية الوزراء، والأديبان المعروفان عاموس عوز وإيلي عمير، ووزير الخارجية الأسبق، البروفسور شلومو بن عامي، ووزيرة التعليم الأسبق، يولي تمير، والمؤرخ السياسي توم سيغف، ورئيسة «صندوق القدس الجديد» الذي يمول نشاطات جمعيات حقوق الإنسان، نوعمي حزان، وقائدة حملة الاحتجاج الاجتماعية والاقتصادية للشباب الإسرائيلي، دفني ليف، وقادة حركة «سلام الآن»، البروفسور يهودا شنهاف، والبروفسور زئيف شترنهال (الذي كان قد تعرض لمحاولة اغتيال)، والمحامية طاليا ساسون، التي كلفها آرييل شارون بوضع دراسة عن وضع المستوطنات، فكشفت عن النشاطات الخفية للمستوطنين في نهب أراضي العرب وإقامة بؤر استيطانية عليها من دون تصاريح حكومية، ورجل الأعمال المعروف بتمويله نشاطات يهودية عربية، أبيشاي مرغليت.

وقد صرح البروفسور نيف غوردن، من جامعة بئر السبع، بأن فكرة هذه القوائم السوداء منسوخة عن نهج مكارثي معروف في الولايات المتحدة، هدفه بث جو إرهابي حول معارضي سياسة الحكومة. وطالب الإسرائيليين بألا يستهينوا بها «فهي قد تبدو نشاطا سياسيا آخر لأول وهلة، والشخصيات المهددة فيها ليست ضعيفة ولا ترضخ، لكن السكوت عليها سيجعل إسرائيل تبكي لأجيال. ففي هذا التصرف تكمن خطورة بالغة على الجيل الجديد من الأكاديميين والمثقفين، الذين لم يختاروا طريقهم السياسي بعدُ. وجاءت هذه الحملة لكي تربيهم على الرضوخ للإرهاب الفكري اليميني».

وقال الفنان أوري روزنفاكس، رئيس نقابة منتجي الأفلام الوثائقية: إن هذه «شرطة أفكار». وحذر، هو أيضا، من أن هذا الإرهاب الفكري بدأ يؤثر على المنتجين الشباب، الذين باتوا يترددون في إنتاج سينما وثائقية صادقة.

وقد تنصلت حركة «إذا أردتم» من مسؤولية القائمة السوداء، لكنها باركت الخطوة، قائلة: «يجب فضح نشاط اليسار المتطرف الذي يدعو إلى مقاطعة إسرائيل». لكن الناطق بلسان «يسرائيل كامبوس»، البروفسور ستيفن بلاوت، تباهى بنشاط حركته وقال: «مهمتنا هي أن نفضح أولئك المحاضرين المعادين لإسرائيل والمؤيدين لأعدائنا بشكل صريح». وقال بيان لمؤسسة «مونيتور الأكاديمية الإسرائيلية»: «إن هدفنا هو حماية الجامعات الإسرائيلية من المحاضرين الذين يتصرفون في الجامعات وكأنها ملعب ذاتي لهم، خصوصا من أنصار اليسار الراديكالي».