الفريق الدابي لـ«الشرق الأوسط»: لم أخطئ في عملي ومتفائل بأداء مهمتي على أكمل وجه

رفض التعليق على سحب البعثة السعودية

TT

دافع رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الفريق أول محمد الدابي، عن مهمته أمس التي تعرضت للكثير من الانتقادات، قائلا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يخطئ في طبيعة عمل البعثة، وإن مهمته هي الرصد لكل ما يحدث على الأرض، وأشار إلى أنه متفائل للقيام بواجبه، وأنه بمجرد عودته لسوريا سيقوم بـ«تحية المراقبين والمجاهدين الذين يتحملون الأعباء في البرد الشديد بشوارع دمشق».

وردا على سؤال عما إذا كان تعيين المبعوث السياسي للجامعة في سوريا (للحوار بين المعارضة والحكومة) سيسهم في تعضيد مهمته بعد التمديد لها شهرا آخر، قال الدابي إن هذا «أمر سياسي لا دخل لي به».

وعقد الفريق الدابي مؤتمرا صحافيا، أمس، في الجامعة العربية بعد أن أنهت اجتماعها الليلة قبل الماضية بتوصيات جديدة بشأن معالجة الملف السوري، وانسحاب مراقبي المملكة العربية السعودية منها. ورفض الدابي في إجابته عن أسئلة الصحافيين، أمس، التعليق على قرار وزير الخارجية السعودي بشأن سحب المراقبين وعدم جدوى ما تقوم به البعثة في ظل عدم استجابة النظام السوري لمتطلبات الحل العربي، مشيرا إلى أن سحب المراقبين السعوديين لن يؤثر على عمل البعثة.

وقال الدابي إن التقرير الذي قدمه للجامعة يتسم بالوضوح والصراحة في رصد ما قامت به الحكومة السورية، معتبرا أن هناك تطورات إيجابية تمت من الجانب السوري ولكنها ليست كافية. وأضاف في ما يتعلق بتصريحات المراقب الجزائري، أنور مالك، الذي انسحب من البعثة العربية في وقت سابق بعد أن تحدث عن مجازر يرتكبها النظام السوري ضد مواطنيه، بقوله إن «المالك» قدم أعذارا إنسانية، وإن زوجته مريضة.

يأتي هذا في وقت أشارت فيه المصادر إلى وجود اختلافات بين توصيات تقرير الدابي ورؤية الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، ومجلس الجامعة العربية. وعلق الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير وجيه حنفي، على هذا الأمر بقوله إنه ليس هناك اختلاف في الرؤى بين تقرير البعثة ورئيسها، وبين الأمين العام للجامعة العربية، مشيرا إلى أن بيان العربي كان بيانا سياسيا، أما الفريق الدابي فقد قدم تقريرا فنيا ميدانيا، وأضاف أن «الجانب السياسي ليس من صلاحيات البعثة.. والأمين العام وضع تقرير الدابي في سياقه الزمني الصحيح».

وذكر الدابي أن العنف هناك انحسر بعد وصول المراقبين، وهو ما يتناقض مع شهادات نشطاء سوريين قالوا إن القتل استمر دون توقف. وأكد: «عندما وصلت البعثة كان هناك عنف واضح وظاهر، ولكن بعد وصول البعثة بدأت تخف حدة العنف تدريجيا.. العنف الذي يتم بين المعارضة المسلحة وبين الحكومة».

وأضاف أن مهمة البعثة كانت التحقق مما يجري على الأرض وليس التحقيق فيه، مضيفا أن المراقبين رصدوا حتى الآن 136 قتيلا منذ بدء مهمتهم، وأن العدد يشمل أنصار المعارضة والحكومة.

وانتقد نشطاء سوريون البعثة ويقولون إنها جعلت الأسد يكسب الوقت دون إنهاء العنف المستمر منذ عشرة أشهر من الاحتجاجات.

كما وجهت انتقادات لتعيين الدابي، وهو من السودان، رئيسا للمجلس بسبب سجل الحكومة السودانية في دارفور ومناطق أخرى في السودان شهدت اضطرابات.

ومضى الدابي يقول إنه في ما يتعلق بالإفراج عن المحتجزين، فإن التقارير كانت من مصادر معارضة وتقول إن 12 ألفا تقريبا احتجزوا، لكن البعثة عندما راجعت هذا الرقم وجدت أن تلك التقارير تفتقر للمعلومات الملموسة ولا يمكن التحقق منها.

ووردت أنباء عن مقتل مئات السوريين منذ بدء بعثة المراقبين عملها. وتحدث ثلاثة مراقبين على الأقل لوكالة رويترز عن المعاناة الشديدة للمدنيين، وشكوا من أن الحكومة السورية لم تبد إرادة لإنهاء هذا القمع.

وردا على من قال إن البعثة كانت تكسب وقتا للحكومة السورية، قال إنه أكد للوزراء العرب ضرورة تقدم عملية السلام حتى يجري الحوار الوطني بالتزامن مع عمل البعثة.