سقوط 15 سوريا بينهم 5 جنود في اشتباكات مع منشقين.. و150 ألف شخص يشيعون قتلى دوما

المظاهرات تتواصل واشتباكات بين قوات النظام و«الجيش الحر» في حماه والبوكمال والقصير

مدرعة تعرضت لأضرار في أحد شوارع حمص، أمس (رويترز)
TT

لقي عشرة مدنيين سوريين حتفهم، أمس، على أيدي قوات الأمن في سوريا، في حين قضى خمسة جنود في الجيش النظامي السوري في معارك مع منشقين في محافظة حمص (وسط).

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص الرشاشات في قرية الصحن بمحافظة إدلب (شمال غرب)، وسقط ثلاثة آخرون في مدينة حمص، التي تشكل معقل الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الأسد في وسط البلاد.

وأعلن الناشط آدم عمر، أن «الوضع الأمني في مدينة حمص كان ساخنا على ثلاثة محاور». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنطقة الصناعية التي تقع بالقرب من فرع المخابرات الجوية، شهدت توترا أمنيا على خلفية مرور سيارة للأمن الجوي أطلقت النار على مجموعة من الأشخاص، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص، بينهم الطفل عبيدة الشاعي (12 عاما)، الذي فارق الحياة على الفور»، مشيرا إلى أن «عشرات العناصر الأمنية خرجوا من حاجز الأطفائية الواقع في شارع القاهرة، واحتلوا مباني في الجهة المقابلة للحاجز، وأخلوها من سكانها، لتنتشر عناصر القناصة داخل هذه المباني وعلى الأسطح، في حين أطلق الجيش السوري النار على المدنيين في حي الإنشاءات الذي يفصل بين وسط المدينة وحي باب عمر، مما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى»، لافتا إلى أن «الوضع الأمني في حمص يزداد تعقيدا، باعتبار أن النظام السوري ينفّس غضبه من قرارات الجامعة العربية فتكا بالمدنيين والأبرياء».

وفي محافظة درعا (جنوب)، قتل شخصان في قرية صيدا برصاص طائش إثر مواجهات بين رجال أمن ومنشقين. ولقي مدنيان آخران مصرعهما في حماه (وسط) وحلب (شمال)، كما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا.

وأشار عضو «مجلس ثوار حماه»، أبو غازي الحموي، إلى أن «قوة عسكرية من الجيش النظامي حاولت، فجر اليوم (أمس)، اقتحام حي باب القبلي، الذي يعد أكثر مناطق المدينة سخونة لاحتلاله ووقف المظاهرات اليومية التي تحصل بداخله، فتصدت لها مجموعة من الجيش السوري الحر ومنعته من الدخول».

وأشار إلى أن «الرهان الوحيد والأخير لدى الثوار يبقى على عناصر الجيش الحر، الذين سندعمهم بدمائنا»، وقال: «يوما بعد يوم يفقد هذا النظام مبررات قمعه للتحركات السلمية، فمدينة صغيرة مثل مصاف (في محافظة حماه) فيها المسيحيون والسنة والعلويون، لا تتوقف فيها المظاهرات اليومية، وهذه المدينة تشكّل قلقا كبيرا له، لأنه يفقد الحجة بوجود إرهابيين وسلفيين لمهاجمتها».

وأكد أبو غازي أن «ريف حماه مشتعل يوميا بالتحركات والمظاهرات، لكنه مغيّب عن الاهتمام الإعلامي»، موضحا أن «مظاهرات ضخمة شهدتها اليوم (أمس) مناطق كفرنبودة، كرناز، الطامنة وطيبة الإمام»، كاشفا أن «الجيش السوري النظامي يركّز الآن اهتمامه على منطقة إدلب، وخصوصا جبل الزاوية، بسبب الانشقاقات الكبيرة التي تحصل يوميا في هذه المنطقة، بفعل قربها من الحدود التركية، وتمكن المنشقون من دخول تركيا في حال هوجموا عسكريا، وعجزوا عن صدّ الجيش النظامي».

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري، أمس، أن خمسة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا وجرح 13 إثر اشتباك مجموعات منشقة مع حاجز عسكري أمني مشترك في قرية الزراعة التابعة لمدينة القصير، صباح أمس.

وفي إدلب أيضا وقعت مواجهات بين منشقين والجيش النظامي فجرا على الطريق الدولي بين دمشق وحلب، قرب معرة النعمان. وقال المرصد إن «اشتباكات جرت فجر الاثنين (أمس) مع حاجز للجيش السوري قرب محطة وقود جنوب مدينة معرة النعمان، مما أدى إلى إعطاب ثلاث آليات عسكرية ومقتل وجرح ثمانية جنود».

ووقعت مواجهات مماثلة في البوكمال في محافظة دير الزور (شرق). وأصيب ثمانية مدنيين برصاص رشاشات ثقيلة استخدمها الجيش النظامي، بحسب المرصد.

وفي دوما، حيث لم تنتشر قوات الأمن سوى على مداخلها، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أكثر من 150 ألف شخص تجمعوا، الاثنين، للمشاركة في تشييع 12 مدنيا قتلوا فجرا، وفي الأيام السابقة.

وأعلن المرصد «تشييع أكثر من 150 ألف مواطن جثامين 12 شهيدا انضموا فجر الاثنين والأحد والسبت»، موضحا أن عدد المشاركين هو «الأضخم منذ انطلاقة الثورة» ضد النظام السوري.