نائب قائد «الجيش السوري الحر» لـ«الشرق الأوسط»: سنزيد وتيرة العمليات العسكرية

اعتبر أن الجامعة العربية وضعت الكرة في ملعب النظام لكنها أعطته مهلة إضافية للقتل

جندي سوري بنقطة تفتيش في مدينة حمص أمس (رويترز)
TT

اعتبر نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي أن للقرارات الأخيرة التي اتخذتها الجامعة العربية وجها سلبيا وآخر إيجابيا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الإيجابية هي أنها وضعت الكرة في ملعب النظام الذي كنا متوقّعين أنّه سيعلن رفضه للمبادرة، وبالتالي سيخضع للمزيد من الضغوط الدولية، وفي وجهها السلبي فهي أعطته مهلة إضافية للمزيد من القتل. لذا نطالب الجامعة العربية بالعمل على إيقاف القتل الذي يتحمّل مسؤوليته المجتمع الدولي وعلى رأسه روسيا التي هي شريك النظام في القتل».

وقال الكردي «كنا على يقين بأنّ النظام لن يوافق على هذه المبادرة، ولا سيّما تسليم المهام لنائبه. والقرارات العربية الجديدة لن تختلف عما سبقتها. النظام يراهن على عامل الوقت متسلحا بالأسطول الروسي والموقف الإيراني، علّه يستطيع إخماد الثورة عبر اللجوء إلى العنف والمزيد من القتل». وأضاف «ندرك أن المجتمع الدولي يرى أنّ الوقت لم يحن بعد لإصدار قرار بحق النظام السوري، ولم يعط بالتالي الضوء الأخضر للجامعة العربية».

وفيما يتعلّق بخطة الجيش الحرّ في المرحلة المقبلة يؤكّد الكردي «سنعمل على زيادة وتيرة العمليات العسكرية في ظل تزايد الانشقاقات، مع التأكيد على أنّ وجود الجيش الحرّ هو للدفاع عن سلمية الثورة».

واعتبر الكردي أنّ تراجع حدّة القتل في اليومين الأخيرين كان حيلة من حيل النظام السوري وسياسته التي يتبعها منذ أكثر من 40 سنة، وهي بشكل أساسي «المراهنة على الوقت»، ولا سيّما قبل أيام قليلة من اجتماع الجامعة العربية لبحث تقرير بعثة المراقبين، محاولا إظهار أن حدّة القتل تراجعت. لكن ورغم ذلك يؤكّد الكردي أنّ «عدد القتلى منذ بدء عمل بعثة المراقبين وصل إلى نحو 795 قتيلا بحسب إحصاءات الهيئة العامة للثورة السورية، وهذا خير دليل على أنّ وجود المراقبين لم يردع النظام، وبالتالي تمديد مهمتهم لن تغيّر من الواقع شيئا».

وفي حين يلفت الكردي إلى أنّ هناك انشقاقات لافتة سجلت في الفترة الأخيرة في صفوف عدد من الضباط العلويين والدروز من السويداء وهناك بوادر لازديادها مع تقدّم الضغط العربي والدولي، يقول «لا نزال نعوّل على المجتمع الدولي لينصفنا ويتّخذ قرارات ليدعمنا بالسلاح، الأمر الذي سيساعدنا في زيادة وتيرة عملياتنا الدفاعية، أمّا في حال لم يتخذ قرار بهذا الشأن، فنحن لن نتوانى عن استخدام كلّ ما لدينا من إمكانات لإسقاط النظام والدفاع عن الشعب وعن أنفسنا، ونؤكّد أنّنا مستمرون بتأمين الأسلحة وشرائها من الدعم المالي الذي يقدّمه لنا المواطنون السوريون، إضافة إلى ما يحمله معهم المنشقون من الغنائم، وما نستطيع الحصول عليه وشراءه من كتائب الأسد والشبيحة ووسطاء التهريب».

وعما إذا كان هناك من تنسيق حصل بين «الجيش الحرّ» والمجلس الوطني بعد مبادرة الجامعة العربية وقراراتها، قال الكردي «كان لنا اجتماع مع وفد من المجلس الوطني قبل اجتماع الجامعة العربية، ووضعنا كلّ الاحتمالات والحلول المقترحة لها، وكانت لدينا وعود من بعض الجهات بأنّه سيتم رفع القرار إلى مجلس الأمن، أما اليوم وبعد صدور هذه القرارات، فسنعقد اجتماعا مشتركا بين الطرفين في الساعات القليلة المقبلة لوضع آلية للتعامل معها».