محامي العادلي: جماعة الإخوان نقضت تنسيقها مع «أمن الدولة» في بداية الثورة

استئناف جلسات محاكمة مبارك غدا

TT

قال عصام البطاوي، محامي وزير الداخلية المصري الأسبق حبيب العادلي، إن جماعة الإخوان المسلمين نقضت تنسيقها مع «أمن الدولة» في بداية الثورة، وإن الجماعة قالت إنها ستشارك مشاركة محدودة في مظاهرات 25 يناير (كانون الثاني) إلا أن الأجهزة الأمنية فوجئت فجر الجمعة 28 يناير الماضي (جمعة الغضب) بتجهيز عناصر «الإخوان» حافلات من مختلف المحافظات لحشد أعضائها في ميدان التحرير على غير الاتفاق السابق.

وعلق مصدر في جماعة الإخوان لـ«الشرق الأوسط» على كلام البطاوي بقوله، إنه غير صحيح، ويهدف إلى تشويه صورة الجماعة التي أصبحت تهيمن على الأغلبية في البرلمان المصري.

ويحاكم العادلي حاليا مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك وستة من كبار مساعدي الوزير في قضية قتل المتظاهرين في الاحتجاجات المليونية التي أسقطت حكم مبارك، وقتل فيها أكثر من 800 شخص. وقررت المحكمة استئناف جلسات المحاكمة غدا (الخميس)، في وقت قالت فيه مصادر مطار القاهرة الدولي، إن محامي مبارك فريد الديب غادر فجأة إلى بيروت.

وقال البطاوي خلال مرافعته، إن جماعة الإخوان المسلمين قامت بالتنسيق مع جهاز أمن الدولة قبل المشاركة في مظاهرات ثورة 25 يناير، حيث قالت إنها لن تشارك بقوة ولكن ستكون مشاركة رمزية في ميدان التحرير، مضيفا أن الأجهزة الأمنية فوجئت فجر الجمعة 28 يناير الماضي بتجهيز عناصر «الإخوان» حافلات من مختلف المحافظات لحشد أعضائها في ميدان التحرير على غير الاتفاق السابق.

وأوضح أن الأجهزة الأمنية قامت على أثر ذلك باعتقال مجموعة من قيادات مكتب إرشاد «الإخوان»، وقال إن الخطة التي وضعت يوم 28 يناير كانت أن تخرج المظاهرات من بعض المساجد عقب صلاة الجمعة إلى ميدان التحرير، فوضعت الداخلية خطة لتقليل أعداد المتظاهرين بالميدان دون استخدام السلاح.

وربط البطاوي بين الحشد الإخواني ودخول عناصر خارجية بين المتظاهرين، وقال إن هناك عناصر دخلت مصر على وفاق فكري مع «الإخوان» من أنفاق غزة بسيناء ومن بيروت عن طريق السودان، وقاموا باقتحام السجون وأقسام الشرطة وحرقها لإخراج العناصر التابعة لهم من داخل السجون. ونفى البطاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن يكون معنى كلامه اتهام «الإخوان» بإثارة الفوضى واقتحام السجون، ولكنه قال إن ما حدث هو توافق في الفكر بين «الإخوان» والعناصر الخارجية وليس توافقا في الفعل، مشيرا إلى أنه قابل أول من أمس الرئيس السابق ووزير داخليته بعد الانتهاء من مرافعته، وقالا له «إن ما تقوله هو حقيقة ما حدث في الثورة».

وقررت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت تأجيل جلسة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وستة من كبار مساعدي الوزير إلى غد (الخميس)، بعد أن استكملت في جلستها أمس الاستماع لمرافعة عصام البطاوي محامي العادلي.

وكانت الجلسة قد بدأت بعرض مقاطع فيديو مدتها قرابة ساعة قدمها البطاوي، أظهر في بدايتها وضع جنود الشرطة يوم 25 يناير، حيث كانوا يقفون في ميدان التحرير وهم يرتدون الخوذات على الرأس دون حمل سلاح أو دروع، في حين يلقي المتظاهرون عليهم الحجارة، مما جعل البطاوي يصفهم بـ«المشاغبين».

وأثناء عرض هذه المقاطع وقف جميع المتهمين بالقضية في مقدمة القفص ليشاهدوا مقاطع الفيديو باستثناء الرئيس السابق الذي ظل جالسا على مقعده في آخر القفص، بينما أخذ جمال مبارك يدون ملاحظاته على ما يشاهده. وقابل المحامون المدعون بالحق المدني مقاطع الفيديو باعتراضات واسعة وهتف أحدهم «هذا كذب وتزوير»، وقالوا إن هذه الأحداث جاءت كرد فعل طبيعي على أحداث القتل التي قامت بها الشرطة ضد المتظاهرين السلميين. وأوضح البطاوي أن وزير الداخلية الأسبق وضع خطة لتأمين المظاهرات تقوم على تقليل الأعداد الوافدة إلى الميدان بسبب ضيق مساحته، وتقوم الخطة على غلق مداخل الميدان دون استخدام الأسلحة، مشيرا إلى أنه قد تكون هناك أخطاء إدارية وقعت في تنفيذ الخطة ولكنها غير متعمدة، وقال البطاوي إنه لم يوجد أي ضباط أو أفراد للشرطة يحملون السلاح باستثناء 160 ضابطا ومجندا ضمن الخدمات الثابتة التي تقوم بتأمين المنشآت العامة مثل السفارات والبنوك والوزارات.

في غضون ذلك، توجه محامي الرئيس السابق فريد الديب إلى بيروت مساء الأحد الماضي بصورة مفاجئة أدهشت العاملين والركاب بمطار القاهرة، خاصة أنه غادر في نفس اليوم الذي انتهى فيه من مرافعته عن الرئيس السابق ومعه حقيبتان تزنان 40 كيلوغراما، وأثار الموعد الذي حجزه الديب لتذكرة عودته إلى القاهرة 31 ديسمبر (كانون الأول) 2012 الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، بينما أكدت مصادر بشركة «طيران الشرق الأوسط اللبنانية»، التي غادر عليها الديب، أنه من حقه تعديل موعد عودته في أي وقت قبل مرور العام.