الولايات المتحدة توقف منح التأشيرات لآلاف اللاجئين العراقيين في سوريا

أرجأت إجراء المقابلات إلى أجل غير مسمى متذرعة بتدهور الوضع الأمني

عراقية تمر بالقرب من حطام سيارة في موقع انفجار بمدينة الصدر في بغداد أمس (رويترز)
TT

توقفت الولايات المتحدة، بشكل شبه تام، عن منح تأشيرات لآلاف اللاجئين العراقيين الذين نزحوا إلى سوريا هربا من الحرب في بلادهم، وهو ما يقطع كافة السبل أمامهم في بلد تتصاعد فيه وتيرة أعمال العنف بشكل حاد، ويضعف آمالهم في مغادرة سوريا في القريب العاجل. وقد أرجأت الحكومة الأميركية، لأجل غير مسمى، إرسال مسؤولين من وزارة الأمن الداخلي إلى العاصمة السورية دمشق لإجراء المقابلات المطلوبة مع اللاجئين، بداعي أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة هناك، على الرغم من أن الحكومة السورية نفسها تمنح تأشيرات الدخول. وعلى الجانب الآخر، استمرت جهات أخرى، بما في ذلك كندا والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في منح التأشيرات في سوريا.

ورفضت الولايات المتحدة أيضا اتخاذ التدابير المؤقتة التي اقترحها المدافعون عن اللاجئين، بما في ذلك إجراء المقابلات عن طريق الفيديو. يذكر أن ما يقرب من 10000 عراقي في سوريا ينتظرون تلك المقابلات.

وتقول بيكا هيلر، وهي المسؤولة عن إدارة مشروع مساعدة اللاجئين العراقيين في نيويورك: «لقد تقطعت بهم السبل وأصبحوا بين المطرقة والسندان، وثمة حل بسيط لتلك المشكلة وهو إجراء المقابلات عن طريق الفيديو».

من جهتها، امتنعت الولايات المتحدة عن التعليق على الوضع، ولكنها أشارت إلى أن القانون ينص على أن تلك المقابلات يجب أن تتم وجها لوجه، وهو ما يعني أن اللاجئين في سوريا، بمن فيهم معظم العراقيين المتجمعين في ضواحي دمشق، لن يكون أمامهم أي خيار آخر سوى الانتظار في الوقت الذي تتزايد فيه حدة الاضطرابات في البلاد.

وقال ياسر عماد، وهو عراقي منح أخيرا تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة بعد أن عاش في سوريا نحو 4 سنوات: «أعتقد أنه يتعين علينا أن نشعر بالقلق من اندلاع أزمة أخرى للاجئين»، وأضاف أن العراقيين في سوريا كانوا يشعرون بقلق بالغ، كما انضم بعضهم لمسيرات مؤيدة للحكومة خوفا من ترحيلهم، في حين يريد البعض الآخر أن يعود إلى العراق. وأضاف: «الشعور العام هو أن العيش في سوريا ما زال أفضل من العودة إلى العراق». وقد فضل الكثير من العراقيين، الذين فروا إلى سوريا في ذروة العنف الطائفي في العراق، البقاء في سوريا حتى بعد تصاعد الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتزايد أعمال العنف، ولا سيما بعد أن أصبح العراق يواجه خطرا كبيرا في أعقاب رحيل القوات الأميركية، وذلك بسبب الأزمة السياسية والصراعات الطائفية التي تدفع البلاد إلى شفا حرب أهلية. وقد انخفض عدد العراقيين المهاجرين للولايات المتحدة بشكل كبير نتيجة للإجراءات الأمنية الصارمة والثورة الشعبية في سوريا، حيث شهد عام 2011 هجرة أقل عدد من العراقيين للولايات المتحدة منذ عام 2007. وخلال العام المالي 2011. والمنتهي في 31 سبتمبر (أيلول) ، حصل 9388 لاجئا عراقيا على تأشيرة دخول الولايات المتحدة، مقارنة بأكثر من 18000 لاجئ في العام السابق. وخلال العام الماضي، حصل نحو 3000 لاجئ عراقي في سوريا على تأشيرة دخول الولايات المتحدة، وهو ما يفوق عدد العراقيين القادمين من أي دولة أخرى، بما في ذلك العراق نفسها. يذكر أن ما يقرب من 20000 عراقي في سوريا هم الآن في مراحل مختلفة من التقدم بطلب للحصول على تأشيرات دخول الولايات المتحدة.

* خدمة «نيويورك تايمز» وردا على القضايا والمشاكل المتراكمة في سوريا، قررت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي كانت قد أكدت على أن الكثير من العراقيين يحق لهم الحصول على التأشيرات، التوقف عن إحالة حالات جديدة للولايات المتحدة، وقد انتقل بعض العراقيين للبحث عن حياة جديدة في دول مثل الأردن ولبنان، وقال بول سترومبرغ، وهو نائب رئيس المفوضية في سوريا: «أدى هذا إلى خلق قدر كبير من عدم اليقين في أوساط اللاجئين، وهو ما جعل الكثير من العراقيين يطالبون بنقل ملفاتهم إلى بلد آخر».