السفير الأميركي في صنعاء: صالح لا يزال في مسقط

دبلوماسيون غربيون: الرئيس اليمني يسعى للإقامة في سلطنة عمان والرئاسة تنفي

TT

وسط تضارب حول مغادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى نيويورك للعلاج أكد السفير الأميركي في صنعاء أول من أمس أن الرئيس علي عبد الله صالح سيتوجه في الأيام القليلة المقبلة إلى الولايات المتحدة وبالتالي ما زال في مسقط، مشيرا إلى أن مدة بقائه في أميركا حيث سيتلقى العلاج مرتبطة بما يقرره الأطباء. كما شدد السفير جيرالد فايرستاين في لقاء مع عدد قليل من الصحافيين على أن صالح لن يطلب اللجوء في الولايات المتحدة وهو «غير مقيد الحركة» ويمكنه العودة إلى بلاده متى يشاء. وقال السفير إن صالح «سيسافر إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع، خلال الأيام القليلة المقبلة»، وهو بالتالي لا يزال في العاصمة العمانية التي وصلها ليل الأحد، على عكس ما أعلنته وكالة الأنباء اليمنية حول مغادرته إلى الولايات المتحدة. وشدد على أن هدف استقبال صالح هو «العلاج الطبي»، مشيرا إلى أن «فترة مكوثه في الولايات المتحدة سيحددها الأطباء المعالجون». كما ذكر أنه «لا توجد أي مؤشرات بأن الرئيس سيطلب اللجوء السياسي» وأن مروره في مسقط أمر اتفق عليه بين الطرفين. وعما إذا كان صالح يسعى للحصول على اللجوء السياسي في أي بلد آخر، قال السفير «لم نسمعه يوما يتحدث عن طلب اللجوء السياسي، لا هو ولا أحد من محيطه تكلم عن ذلك... وليس صحيحا أننا نحاول أن نجد مكانا له». وقال فايرستاين إن «عدم تواجد صالح في اليمن سيساعد العملية الانتقالية ويحسن الأجواء لانتقال السلطة» إلا أنه شدد بأن ذلك ليس السبب لمنحه التأشيرة إلى الولايات المتحدة. وعما إذا قرر صالح العودة قبل الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير (شباط) المقبل، قال فايرستاين «إن الرئيس ليس مقيد الحركة بالنسبة لسفره، ويمكنه العودة متى يشاء... لكن توقعاتنا بناء على فهمنا لوضعه الصحي تشير إلى أنه سيبقى في الولايات المتحدة حتى إجراء الانتخابات». وكان صالح أصيب مع عدد من كبار المسؤولين في تفجير استهدف مسجد القصر الرئاسي في يونيو (حزيران) الماضي، وبعد فترة من العلاج في السعودية، عاد إلى اليمن ثم وقع اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة. وتخلى صالح بموجب هذا الاتفاق عن السلطة لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي الذي يفترض أن يصبح رئيسا للبلاد بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي سيخوضها مرشحا توافقيا عن الحزب الحاكم والمعارضة. وغادر صالح صنعاء مساء الأحد متوجها إلى مسقط بعد أن أكد للشعب اليمني في كلمة متلفزة أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة لتقلي العلاج وطلب الصفح عن أي «تقصير» في مرحلة حكمه التي استمرت 33 عاما.

وقال دبلوماسيون أول من أمس إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يسعى للإقامة في المنفى في عمان لكن السلطنة مترددة في استضافته خوفا من الإضرار بعلاقاتها مع أي حكومة يمنية في المستقبل. وغادر صالح صنعاء يوم الأحد وتوجه إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج عقب توقف قصير في سلطنة عمان لكنه قال في كلمة الوداع إنه سيعود إلى اليمن. وقال دبلوماسي أجنبي في مسقط لوكالة رويترز إن صالح طلب الإذن بالإقامة هناك. وامتنع مصدر في الحكومة العمانية عن تأكيد أو نفي تسلم مثل هذا الطلب لكنه قال: إن عمان ستكون عازفة عن منحه الإذن تحسبا لأن يضر ذلك بالعلاقات المستقبلية مع اليمن. ودافعت الولايات المتحدة عن قرارها إصدار تأشيرة دخول لصالح رغم انتقادات بأن ذلك سيكون بمثابة توفير ملاذ له. وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على خطة لإقناع صالح بالتنحي عن السلطة من خلال منحه حصانة من المحاكمة بشأن قتل متظاهرين أثناء الانتفاضة ضد حكمه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الاثنين الماضي نعتقد أن غيابه عن اليمن في هذا المنعطف الخطير سيساعد في تسهيل انتقال يكمل نهاية حكمه ويساعد اليمن ويكون له في نهاية الأمر أثر إيجابي على حقوق وكرامة الشعب اليمني. وقال محور سياستنا سيظل منع حدوث المزيد من عدم الاستقرار وبقاء الانتقال في مساره، مضيفا أن صالح سيبقى في الولايات المتحدة لفترة محدودة فقط. ورغم رحيل صالح يعتقد كثيرون أنه ومؤيديه سيحتفظون بنفوذ في اليمن الذي شهد عاما من المظاهرات المناهضة للحكومة تخللتها معارك بين قوات صالح وقوات لواء معارض وميليشيات قبلية. غير أن أحمد عبد الله الصوفي سكرتير الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نفى في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في لندن عبر الهاتف أن يكون «أي طلب قدم إلى سلطنة عمان بشأن إقامة الرئيس في السلطنة» وأضاف الصوفي «توجه الرئيس للولايات المتحدة، لتلقي العلاج، حتى هذه اللحظة لا توجد ترتيبات متعلقة بإقامته خارج البلاد». وحول موضوع عودة الرئيس صالح بعد رحلته العلاجية إلى الولايات المتحدة أكد الصوفي أن «الرئيس صالح سوف يعود في الوقت الذي يحدده الأطباء، وعند عودته وبعد الانتخابات المقررة في فبراير القادم سوف يعود الرئيس مواطنا يمارس واجباته كمواطن يمني».