المعارضة السورية تتهم النظام بتسليح القرى العلوية

حوادث خطف طائفية في ريف حماه

TT

بينما كانت دبابات الجيش السوري الموالي للأسد تقصف محافظة حماه أمس، حصلت الكثير من عمليات الخطف ذات البعد الطائفي في ريف المدينة، لا سيما منطقة المبطن شرق مدينة صوران التي تقطنها أغلبية علوية.

وقال شاهد عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «مجموعة من الشبيحة من بلدة المبطن أقاموا حاجزين مسلحين بالقرب من بلدتهم واختطفوا 15 شخصا من الطائفة السنية من مختلف البلدات المجاورة». وقد أثار خبر اختطاف الشبان موجة غضب عارمة عند سكان المنطقة، فتحضروا على أثرها وفقا لشاهد العيان «للهجوم على القرية العلوية والانتقام من أهلها».

وقالت تنسيقية مدينة حماه للثورة السورية في صفحتها على «فيس بوك»: «إن الأزمة قد تم حلّها، بعد تدخل أعيان ورجال دين من الطرفين، أفضى إلى تحرير الشبان المخطوفين». وتمنت التنسيقية التي تعد مصدرا رئيسيا لأخبار حماه وريفها على أهالي القرى العلوية «أن لا ينجروا وراء إغراءات النظام بارتكاب أي حماقة ويفسدوا جيرتهم»، مضيفة «نحن لا نحمل أي ضغينة لهم رغم معرفتنا التامة أن النظام قد سلح كل أفراد هذه القرى على عكس البلدات السنية حيث يلاحق فيها أي مسلح».

كما كشف مجلس ثوار محافظة حماه وريف حماه في صفحته على «فيس بوك» عن أن مجموعات من الشبيحة الذين يتحدرون من منطقة سلحب العلوية قاموا أمس باختطاف أربعة من أبناء قرية التريمسة التي تقطنها أغلبية سنية. وقد أوردت الصفحة أسماء المختطفين، وأشارت إلى أنهم كانوا متوجهين إلى مدينة اللاذقية لبيع المحصول الزراعي.

ويوجد في ريف حماه أكثر من 50 قرية، تتوزع على مناطق سهل الغاب، ومحردة، والسلمية، ومصياف. وهناك تقسيم طائفي لهذه القرى، يجعل من احتمال حدوث توترات مذهبية بين سكانها، عاليا دائما. ويتركز وجود علوي محدود موال للنظام في قرى مصياف، يقابله أغلبية سنية معارضة له في بقية المناطق، كما تعيش أقلية مسيحية في منطقة محردة، وأخرى إسماعيلية في منطقة السلمية.

ويتهم أحد الناشطين المعارضين الإعلامي السوري طالب إبراهيم الذي يتحدر بأصوله من قرية المبطن في ريف حماه «بإشعال فتنة طائفية بين القرية وجيرانها من القرى، عبر تحريض أهلها ودفعهم لتنفيذ عمليات خطف وتشبيح»، كما قال.

ويعد طالب إبراهيم أحد أبرز الصحافيين السوريين المواليين لنظام لأسد والمدافعين عنه بشراسة في وسائل الإعلام، عبر تبني خطاب السلطة بوجود عصابات مسلحة مدعومة من الخارج. غير أن ناشطا آخر وضع هذه الحوادث في سياق التحريض الطائفي الذي يمارسه النظام السوري عبر إعلامه، ويسعى لفرز أفراد المجتمع بين خائن ووطني. ويضيف «النظام سلّح القرى العلوية ليس فقط في سهل الغاب وإنما في كل سوريا بهدف إشعال فتنة طائفية، وللأسف الشديد بعض أبناء الطائفة ينجرون إلى أسلوبه الفتنوي».

وكانت بعض المدن السورية، قد شهدت أعمال عنف طائفي لا سيما مدينة حمص حيث تم تنفيذ مجازر متبادلة ورمي للجثث في الشوارع إضافة إلى احتكاكات طفيفة حصلت في مدينة اللاذقية التي تنقسم بين سنة وعلويين.

ويتخوف ناشطون من حدوث أعمال عنف انتقامية فور سقوط النظام، «مما سيعرض البلاد لاحتمال نشوب حرب أهلية واسعة تمتد إلى جميع المناطق»، كما يقولون.