أوباما حول إيران: لا يمكن جمع كل الخيارات.. لكننا اخترنا الأفضل

كارتر: لا خوف من امتلاك إيران للسلاح النووي.. فإسرائيل تملك أكثر

باراك أوباما و جيمي كارتر
TT

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده اختارت الخيار الأفضل للتعامل مع إيران بشأن ملفها النووي، وهو خيار الضغط من خلال العقوبات مع فتح المجال لها لانتهاج طريق الدبلوماسية والحوار، من غير استبعاد الخيارات الأخرى بما فيها الخيار العسكري، وقال إن إيران أصبحت أكثر عزلة، وتقلص دورها في المنطقة، منذ مجيئه إلى السلطة قبل 4 أعوام، حسب ما جاء في مقابلة له مع مجلة «التايم» الأميركية. فيما أشار الرئيس الأسبق جيمي كارتر للمجلة نفسها إلى أنه لا يرى أي مشكلة إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا، قائلا «ربما يكون لديهم سلاح أو اثنان.. ولكن إسرائيل ربما تملك 300».

وقال أوباما تعقيبا على سؤال للمجلة حول تصريحات ميت رومني أحد المتنافسين في الحزب الجمهوري على ترشيح الحزب للرئاسة، قال فيها إن إيران ستحصل على سلاح نووي إذا أعيد انتخاب أوباما، «لقد كنت واضحا منذ حملتي الانتخابية للرئاسة بأنني سأفعل كل ما يمكن فعله من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي». وأضاف «عندما جئت إلى السلطة، كان العالم منقسما حول إيران.. وكانت إيران موحدة وقادرة على التحرك في المنطقة.. وبفعل الدبلوماسية الفعالة، التي انتهجناها، والضغط الذي لم يسبق له مثيل.. وتوقيع عقوبات، إضافة إلى قدرتنا على الحصول على دعم من دول مثل روسيا والصين - كانت ترفض في السابق في أي ضغط جدي على إيران - تواجه إيران الآن عزلة دولية، وتقلصت مكانتها في المنطقة. وتشعر الآن بضغوط اقتصادية هائلة».

وأضاف أوباما «الآن نحن في وضع يمكننا أن نقول لهم أيضا، إن هناك وسيلة أخرى لحل هذه المشكلة، عبر مسار الدبلوماسية، بالتخلي عن الأسلحة النووية، والالتزام بالقواعد الدولية.. ولا مانع أن يكون برنامجها النووي سلميا كما تفعل البلدان الأخرى، بالخضوع لقيود معاهدة عدم الانتشار (النووي)».

ودعا أوباما القادة الإيرانيين إلى الدخول في مفاوضات جادة مع الغرب حول ملفها النووي، مشيرا إلى أنه «بالنظر إلى سجل طهران الحافل، نجد أنها لم تدخل مطلقا في مناقشات جادة حول القضايا الأساسية في ملفها النووي». وقال «نحن قدمنا لهم اقتراحات مهمة جدا تسمح لهم بالحصول على النظائر الطبية التي يحتاجونها من خلال تخصيب اليورانيوم بنسب أعلى في دول أخرى.. ولكنهم تأخروا في الرد.. وأخيرا عندما تم طرح الاقتراح البرازيلي - الهندي كانت الأمور على وشك أن تتحرك إلى الأمام.. وكان الغرض من هذه الخطوة هو إظهارهم لحسن النية وأنهم لا يريدون تخزين اليورانيوم من أجل تحويله إلى سلاح نووي».

وفي رده على سؤال حول الخطوة التالية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية مع إيران، قال أوباما، «من الإنصاف أن نقول إن هذه ليست مشكلة سهلة. إيران تقع في منطقة مضطربة ومتقلبة منذ فترة من الزمن، والصراعات الداخلية الخاصة بها تجعلهم في موقف أكثر صعوبة لاتخاذ قرارات استراتيجية كبيرة». وتابع «هدفنا على الدوام هو الجمع بين الضغوط، مع فتح المجال لهم لاتخاذ القرارات السليمة.. وتعبئة المجتمع الدولي لزيادة هذا الضغط». وأضاف «ومع ذلك أقول ما قلته مرارا وتكرارا إننا لن نسحب أيا من خياراتنا من على الطاولة لمنعهم من الحصول على سلاح نووي. ولكن ما أستطيع أن أقوله بثقة، استنادا إلى المناقشات التي خضتها في هذه الحكومة ومع الحكومات في جميع أنحاء العالم، هو أن من الصعب جمع كل الخيارات المختلفة المتاحة لنا، لقد أخذنا واحدا منها وهو ما نعتقد أنه الأكثر احتمالا لإنجاز هدفنا وهو يتفق مع مصلحة وأمن أميركا».

من جهته، قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لمجلة «التايم»، إن «قادة إيران أقسموا على أن ملفهم النووي سيكون سلميا، ولكن لو كذبوا فإنني لا أرى أن ذلك يشكل كارثة.. فربما يكون لديهم سلاح أو اثنان.. في حين أن إسرائيل ربما تملك 300».

وحول سؤاله عما إذا كان سيتعامل مع مشكلة الرهائن بشكل مختلف مما حدث إبان الأزمة في عام 1979، قال كارتر: «لا، معظم المستشارين كانوا يقولون لي يجب أن نكون أكثر قسوة.. لكني كنت صبورا.. وعاد كل الرهائن إلى البلاد سالمين».