مصر: مليونية عيد الثورة الأول بميدان التحرير تطالب برحيل المشير

عصام العريان لـ«الشرق الأوسط»: الاستمرار في إهانة العسكري سيؤدي لضياع البلد

مئات الآلاف من المصريين احتشدوا بميدان التحرير أمس في الذكرى الأولى لثورة 25 يناير بين مُطالب بتحقيق أهداف الثورة ومحتِفل بها (أ.ف.ب)
TT

احتشد مئات الآلاف من المصريين أمس في ميدان التحرير بالقاهرة، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لثورة 25 يناير، والتي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير (شباط) الماضي. وخرج المصريون في مسيرات كبيرة طافوا بهاء أرجاء العاصمة وصولا إلى ميدان التحرير، وهم يهتفون «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، مطالبين بتسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة لرئيس مدني منتخب.

وبينما تجلت ملامح الثورة الأولى في الحشود المتدفقة على ميدان التحرير، بدا تباين واضح بين المتظاهرين حول أولوية المطالب التي يسعون لتحقيقها، والتي تنوعت ما بين الاحتفال بالثورة ونتائجها خاصة انتخاب البرلمان، والاحتجاج على المجلس العسكري والمطالبة برحيله الآن، لكن الذي جمع بينهم كان الشهداء الذين وقعوا في أحداث الثورة والأحداث التي تلتها خلال العام الماضي، حيث اتفقت كل الأطياف على ضرورة القصاص للشهداء ورعاية المصابين.

وأعلنت عدة حركات وأحزاب سياسية، منها حركة شباب 6 أبريل وحركة كفاية واتحاد الثورة، بدء اعتصام مفتوح في التحرير حتى تسليم السلطة، كما دعت إلى جمعة غضب ثانية في 27 يناير (كانون الثاني) الحالي.

لكن أحزابا إسلامية، حققت أغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي أعلنت نتائجها الأسبوع الماضي، عارضت هذا التوجه، ودعت المصريين للاحتفال بالثورة وتأييد المجلس العسكري في خارطة الطريق التي وضعها لتسليم السلطة. وشهد الميدان حضورا لـ«الإخوان» والسلفيين والجماعة الإسلامية، الذين اختاروا الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة والدعوة للقصاص من قتلة المتظاهرين الذين لم تصدر أي أحكام بإدانتهم حتى الآن.

وقال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن المطالب التي نسمعها حاليا بتنحي المجلس العسكري وعدم احترام الانتخابات السابقة، تؤكد إصرار البعض على عدم الالتزام بخارطة الطريق الواقعية التي توافقت عليها كل القوى السياسية، وتحدد تسليم السلطة في 30 يونيو (حزيران) المقبل بعد انتخابات رئاسية.

وأوضح العريان، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا التصعيد يدل على أن هناك من يحاول فرض رأيه على الشعب، في حين أن كل من في ميدان التحرير ليس متفقا على هذه المطالب. ونفى العريان نية «الإخوان» الاعتصام في الميدان، قائلا «نحن لا نعتصم إلا لهدف واضح محدد وهذا غير موجود، وإن الاعتصام الحالي لا بد أن يكون بضوابط ولا يؤدي لتخريب».

وشدد العريان على أن الاستمرار في إهانة المجلس العسكري واستفزازه بشدة واستدراجه إلى معارك في الشارع سيؤدي لخسارة وضياع البلد كله، وأنه على من يتعمد ذلك أن يتحمل المسؤولية وحده عن أفعاله أمام التاريخ.

وامتلأ ميدان التحرير عن آخره بالمتظاهرين، وامتدت الحشود إلى الشوارع المتفرعة من الميدان، وردد المتظاهرون هتافات «أنا مش غبي أنا مش طرطور.. مش هاستنى ست شهور»، و«يلا يا مصري انزل من دارك.. الطنطاوي هو مبارك»، و«القضية مش شاويش.. ولا عسكري مظلوم في الجيش.. القضية مجلس خونة.. حط الشعب في وش الجيش». وأعلن الدكتور عادل عدوي، مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية، إصابة نحو 200 شخص في المظاهرات بسبب الازدحام.

وانتشرت صور الشهداء والضحايا تقديرا وإحياء لذكراهم، خاصة الرموز منهم مثل الشيخ الأزهري عماد عفت، كما ارتدى كثير من الشباب «ماسكات» لصور الشهداء. ونصبت بعض الأحزاب منصات خاصة بها لإحياء ذكرى الثورة، مثل منصة «الإخوان»، وأخرى لشباب الثورة، وثالثة لحزب الوفد، في حين اختارت باقي القوى السياسية الوجود بمسيرات تجوب أرجاء الميدان.

ورفع أعضاء حزب المصريين الأحرار لافتات تحمل 6 مطالب للحزب، أولها إلغاء مجلس الشورى الذي ستبدأ انتخاباته الأحد المقبل، وسرعة تسليم السلطة من المجلس العسكري لسلطة مدنية، والتعجيل بانتخابات الرئاسة وتطهير الإعلام، وإلغاء حالة الطوارئ من دون استثناءات، وسرعة محاكمة رموز النظام السابق وقتلة الثوار.

في المقابل، تجمع الآلاف من ائتلاف ما يسمى بـ«الأغلبية الصامتة» في ميدان العباسية لإعلان تأييدهم للمجلس العسكري، رافعين صورا للمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، تعلوها عبارة «مصر فوق الجميع»، وحملوا أحد أفراد الشرطة على الأكتاف مرددين «شرطة وشعب وجيش وقضاء إيد واحدة».