محافظات مصر تطالب بالقصاص لأرواح «شهداء الثورة»

شهدت مظاهرات حاشدة منذ الصباح وانقساما بين «الاحتفال» و«الاعتصام»

مصريون يرتدون أقنعة لشهداء ومصابي ثورة 25 يناير في ذكراها أمس بميدان التحرير (القاهرة: عبد الله السويسي)
TT

تجمع ألوف المواطنين في ميادين المحافظات المصرية للاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير التي أسقطت حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وللتأكيد على أن مطالب الثورة لم تتحقق كما يريدها الثوار بعد. وغصت الميادين والشوارع الرئيسية بالمتظاهرين وسط خلافات بين «الاحتفال» و«الاعتصام»، ووقعت عدة اشتباكات بين القوى المدنية الليبرالية الاشتراكية، وتيارات الإسلام السياسي من الإخوان والسلفيين في عدة مظاهرات بميادين وشوارع المحافظات منها الإسكندرية وقنا والأقصر والبحر الأحمر. وسارت عدة مسيرات بنعوش رمزية لـ«شهداء الثورة» قائلين إن الثورة لم تنته بعد، ورد عليها أنصار التيار الديني بالرفض مرددين الأناشيد الدينية. واحتشد ألوف المواطنين في عدة ميادين على رأسها ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية والذي كان مركزا لانطلاق المظاهرات الضخمة أثناء الاحتجاجات التي أسقطت حكم مبارك، كما عقد الناشطون مظاهرة أمام مقر المنطقة الشمالية العسكرية، بمنطقة سيدي جابر، حيث يرفض جانب من الناشطين فكرة الاحتفال داعين «لاستكمال مطالب الثورة».

وخرج ألوف المتظاهرين منذ الصباح إلى وسط المدينة قادمين من عدة نقاط تمركز منها محكمة الحقانية، وكنيسة القديسين، ومنزل خالد سعيد، مرددين هتافات قالوا فيها: «يسقط.. يسقط حكم العسكر»، و«مبارك ساب القصر ورجالته بتحكم مصر». ووصل عدد المتظاهرين في ميادين المدينة وشوارعها إلى نحو ربع مليون متظاهر. وطالب المحتجون والمتظاهرون بضرورة تسليم السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة والقصاص من قتلة الثوار والمحاكمة السريعة لكل من تسبب في الفساد. وقال أحمد العراقي، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية إن مطالب المتظاهرين لا تختلف كثيرا عن تلك المطالب التي خرجوا من أجلها ضد حكم مبارك في يوم 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وعلى رأسها تطبيق الحد الأدنى للأجور والحرية والكرامة الإنسانية.

وأضاف عبد الرحمن الجوهري منسق حركة كفاية بالإسكندرية أن أجواء محاكمات النظام السابق توحي بأنها مجرد خدعة لتهدئة الشعب، ولهذا «خرجنا اليوم لنعلن أن الثورة مستمرة وبقوة» و«سوف تطيح بمن يحاول أن يتلاعب» بها، بينما شدد القيادي في حركة 6 أبريل أحمد ثابت على ضرورة التطهير الكامل لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية. وفي محافظتي قنا والأقصر خرجت التيارات الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين بمسيرات احتفالية للتأكيد على أن هناك مكتسبات تحققت بعد الثورة «ولا بد من شكر الله عليها»، وردد المشاركون خلال المسيرة أناشيد وهتافات دينية، بينما خرجت الائتلافات والحركات الثورية بمسيرات احتجاجية للتنديد بحكم العسكر والتأكيد على أن الثورة مستمرة ولم تنته لعدم تحقيق مطالب الثورة حتى الآن، وردد المحتجون شعارات وهتافات معادية للمجلس العسكري.

وتظاهر الألوف من أهالي مدن قناة السويس (الإسماعيلية والسويس وبورسعيد)، وخرجت مسيرات غاضبة تطالب بالقصاص من قتلة الشهداء وإسقاط حكم المجلس العسكري وتحديد جدول زمني لانتخابات الرئاسة والمطالبة بإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين واستكمال أهداف الثورة في تحقيق العدالة الاجتماعية.