الأزهر: لن نستسلم أو ننخدع بعد اليوم

أرسل مندوبا رسميا عنه ووجه رسالة للثوار بميدان التحرير

مصريون يزأرون بالشعارات الحماسية أثناء تجمعهم بميدان التحرير أمس في الذكرى الأولى لثورة «25 يناير» (أ.ب)
TT

دخل الأزهر بقوة أمس على خط احتفالات مصر بعام على ثورة 25 يناير ووجه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر نداء ناشد فيه المصريين وشباب الثورة أن يملكوا أمرهم، وأن يحرصوا على وحدتهم ويحافظوا على وطنهم ويفتدوه بكل غالٍ ورخيص.

وقال الدكتور حسن الشافعي رئيس المكتب الفني للمشيخة الذي ألقى كلمة شيخ الأزهر في ميدان التحرير لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف الأزهر أمس معبر عن تطلعات المصريين والثوار إيمانا منه بمشروعية المطالب وحتميتها لاستكمال أهداف الثورة».

وكان الأزهر وشيخه الدكتور الطيب، تعرضا لاتهامات، بأنه كان بعيدا عن أحداث الثورة في ميدان التحرير يناير (كانون الثاني) الماضي، خاصة بعد فتوى تحريم الخروج صباح يوم مليونية «جمعة الغضب» في 28 يناير العام الماضي، وتركه «منصة التحرير» لدعاة التيارات الأخرى، مكتفيا بإصدار بيان واحد حث فيه الثوار على ضبط النفس.

واعتبر علماء أزهريون وقتها، أن الأزهر لم يقصر في متابعة أحداث الثورة، قبلها أو بعدها، وأن سبب تأخره عن إعلان مواقفه هو خوفه على سلامة المتظاهرين وأمن البلاد.. إلا أن آخرين قالوا إن الوهن ضرب الأزهر خلال فترة الثورة بسبب عدم استقلاله ماليا وإداريا عن السلطة.

وفي كلمته أمس، قال شيخ الأزهر «في حياة كل أمة لحظات فارقة، وأحداث فاصلة، وأيام مشهودة، وأن يوم الخامس والعشرين من يناير بتاريخه الذي بهر العالم كله، وجعل أفئدة الشعوب تهوي إلى ثوار مصر وتقتدي بهم حتى نادوا جميعًا من عرب ومن عجم، ومن شرق ومن غرب بما نادى به المصريون بكلماتهم الفصحى بحروف العربية، وسجّلوا بذلك في تاريخ العالم المعاصر مثلا حيًا، وأنموذجًا فريدًا خالدًا».

وأكد الدكتور الطيب أن «الأمم القوية الناهضة تبني على ما أسّسته من أصول وقواعد وتضيف إلى ما حققته من مكاسب وأمجاد»، مشيرًا إلى أن الشعب واع ذكي، مفتح العينين لا يملك أحد خداعه أو تضليله بعد اليوم» مضيفا أن «جميع المصريين مسؤولون اليوم عن تحقيق أهداف الثورة، وإنهم جميعا فداء لتحقيق تلك الأهداف، ولن يسكت مصري بعد اليوم على أي خروج على مصلحة هذا الشعب أو العبث بمقدراته».

وأشار الطيب إلى أن «العالم العربي والإسلامي كله يتطلع إلى المصريين في هذا اليوم، والدنيا بأسرها ترقبكم وتنظر إليكم»، مطالبا الجميع بأن يفاجئوا العالم من جديد «بوحدتكم الرائعة، وروح ثورتكم السِّلمية الفريدة، والأخذ على يد كل مخرِّب ومخدوع»، وأن يوحدوا قواهم وأن يمضوا على طريق وطني واحد، لبناء مؤسسات الوطن الدستورية، وصياغة وثائقه الأساسية، بروح توافقية تراعي كل مكونات الوطن دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء ووضع الأساس الذي لا يهتز لدولة وطنية دستورية ديمقراطية حديثة، تقوم على المساواة في المواطنة وسيادة القانون، بما يحفظ كرامة كل مصري يعيش على هذه الأرض الطيبة، وأن نحافظ جميعا على نعمة الحرية والكرامة.

وبحسب السفير محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي السابق باسم الأزهر (الذي نزل ميدان التحرير وشارك في المظاهرات)، فإن «مجموعات من الأزهريين شاركوا في الثورة العام الماضي ولم يصدر الأزهر بيانا يدين ذلك»، وإنه هو شخصيا شارك المتظاهرين في ميدان التحرير.

وتابع الطهطاوي: «إن الأزهر كان موقفه متوازنا وتحسب له عدة أمور، أولا أنه أول من سمى ضحايا الثورة بالشهداء، ثانيا أن الأزهر لم يؤيد الثورة كونها ثورة فحسب، إنما أيد مطالبها، ووجّه رسالة شديدة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) بألا يتورط في إراقة الدماء».