مرشحو الرئاسة يتسابقون إلى ميدان التحرير

البرادعي انسحب لظروف صحية.. وصباحي وأبو الفتوح قادا المسيرات

مئات الآلاف من المصريين الذين تجمعوا بميدان التحرير أمس بين محتفل بالذكرى الأولى للثورة ومطالب باستكمال أهدافها (أ.ف.ب)
TT

في حين لاذ الدكتور محمد البرادعي الذي انسحب من خوض الانتخابات الرئاسية بالانسحاب من الباب الخلفي لمسجد الاستقامة بالجيزة بعد أن صلى الظهر وسط جمع من أنصاره ومئات من المتظاهرين ولم يذهب إلى ميدان التحرير كما كان منتظرا، تاركا البعض يبرر مسلكه بأنه شعر بالتعب الشديد وأنه بحاجة لدخول المستشفى، تسابق المرشحون المحتملون لرئاسة مصر على المشاركة في احتفالاتها أمس بمرور عام على ثورة «25 يناير (كانون الثاني)»، وحرصوا على النزول إلى ميدان التحرير بالقاهرة، والوجود بين حشود الجماهير التي امتلأ بها الميدان بالعاصمة القاهرة، الذي أصبح أيقونة الثورة.

وفي حين فضل بعض المرشحين الوجود مباشرة في الميدان، استغل عدد منهم خبرته الطويلة في قيادة وحشد المظاهرات والجماهير، ليصلوا إلى الميدان في صورة مشرقة، وعبر مسيرات تصدروا مشهدها، انطلقت من مناطق مؤثرة بالقاهرة والجيزة، لتصل في النهاية إلى ميدان التحرير، كان على رأس هؤلاء حمدين صباحي، الذي شارك في مسيرة انطلقت من حي شبرا الشعبي، ثم وصل إلى الميدان، بصحبة عدد كبير من مؤيديه حاملين أعلام مصر، وأعلن صباحي استعداده للاعتصام بالميدان إذا ما أراد الشباب ذلك، لأن أهداف الثورة ومطالبها المتمثلة في: «(عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية)، لم تتحقق حتى الآن». وتابع صباحي: «لن نمنع أحدا من حقه في الاحتفال؛ لكن حق الشهداء لم يجف حتى الآن».

ومن ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين، تقدم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، يرافقه الناشط وائل غنيم والدكتور ممدوح حمزة مسيرة حاشدة، في مشهد أعاد إلى الأذهان أجواء الثورة، جابت شوارع المهندسين وصولا إلى ميدان التحرير، مطالبة الجماهير بالنزول والانضمام إليهم بهتاف: «يا أهالينا انضموا لينا» مثلما كانوا يدعون الناس للنزول في أيام الثورة. كما عادت هتافات الثورة الأولى مثل: «يسقط يسقط حسني مبارك»، في دلالة على أن الثوار لم يشعروا بسقوط نظام مبارك بعد، وانتشرت أقنعة تحمل صور الشهداء؛ ومنهم الشيخ عماد عفت، ومينا دانيال، وخالد سعيد، تكريما لذكراهم ووفاء لدماء الشهداء.

ووجد عمرو موسي مبكرا في ميدان التحرير، وحمله عدد من الثوار على أعناقهم ولفوه بعلم مصر، وطافوا به في أنحاء من الميدان، وهم يهتفون «تحيا الثورة.. تحيا مصر».

موسى الذي فضل أن يرتدي الملابس الكاجوال أعرب عن تفاؤله بأن عام 2012 سوف يشهد «استكمال مقومات الدولة وبداية إعادة بناء مصر، ويجب أن نقف عند هذه المناسبة لنتذكر تضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل نجاح الثورة، وللتأكيد أن الثورة لم تهزم وما زالت مستمرة».

وقال موسي إن «25 يناير» ليس يوما للاحتفال، بقدر ما هو وقفة لتذكر يوم تاريخي، ووقفة للحداد على أرواح الشهداء وتحية لأرواحهم التي أزهقت، واعتبر موسى أن «الثورة انتصرت.. صحيح لا تستطيع أن تقول إنها انتصرت نهائيا؛ لكنها بالقطع مستمرة ولم ولن تهزم، وإن كانت لم تحقق بعد الانتصار الكامل».

وبميدان التحرير، طالب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل القيادي السلفي المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصدار إعلان دستوري من مادة واحدة فقط، بإلغاء مجلس الشورى وفتح الباب للترشح لرئاسة مصر.

وأكد أبو إسماعيل أنه يؤيد تماما ضرورة إجراء انتخابات الرئاسة قبل الدخول في وضع الدستور في ظل وجود السلطة العسكرية بكل أدواتها وضغوطها. لافتا إلى أن هذا «يتيح قانونا فورية فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة التي تؤدى إلى فورية تسليم السلطة إلى سلطة مدنية مكتملة بالانتخاب، وبهذا تنتفي المشكلة القائمة».

بدوره، طالب الدكتور محمد سليم العوا، المتظاهرين المحتشدين بميدان التحرير بالتمسك بمطالب الثورة، ومساندة البرلمان المنتخب، قائلا أمام مئات الآلاف من المتظاهرين: «إننا انتخبنا مجلس شعب يتفق عليه المصريون كلهم.. بإرادتنا انتخبنا هذا المجلس العظيم الذي وقف أول موقف لنصرة الشهداء والمصابين»، وأضاف العوا في كلمته التي ألقاها على المتظاهرين من منصة الإخوان المسلمين بالميدان: «علينا الاستمرار في المطالبة بالحقوق».. في حين غاب عن مشهد الميدان مرشحون آخرون للرئاسة؛ من أبرزهم الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق.