انسحاب «أنصار الشريعة» من رداع.. والمتحدث باسمهم لـ «الشرق الأوسط» : لسنا من «القاعدة»

اشتباكات مع الجيش في أبين

رجال قبائل يمرون بجوار جامع العامرية الشهير في مدينة رداع التي انسحب منها مسلحو «أنصار الشريعة» بعد اتفاق مع زعماء قبليين (رويترز)
TT

انسحب المسلحون، بحسب مصادر «الشرق الأوسط»، في تمام الساعة الثامنة من مساء أول من أمس الثلاثاء، بعد نجاح وساطة قبلية تشكلت من سبع مديريات، وتوصلت إلى تشكيل لجنة مكونة من خمسة وثلاثين شخصا لإدارة شؤون المدينة والإفراج عن 15 شخصا، مقابل خروج المسلحين منها. فيما أفرجت السلطات الأمنية عن ثلاثة أشخاص كدفعة أولى، وهم نبيل الذهب - شقيق طارق الذهب - وناصر الظفري، ونصار مرفد، فيما سيتم الإفراج عن بقية المعتقلين خلال الأسبوع المقبل.

وقال مصدر قريب من «أنصار الشريعة» إنهم غادروا رداع متجهين إلى منطقة (المناسح قيفة)، حيث مسقط رأس زعيمهم طارق الذهب، وتسلمت لجنة الوساطة المقار الحكومية والمواقع التي انسحب منها المسلحون، وسلمت بعضها لقوات الحرس الجمهوري، فيما البقية لا تزال في حماية القبائل المسلحة. وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال الشيخ ماجد الذهب شيخ مشايخ قيفة، التي ينتمي إليها ابن أخيه طارق الذهب، إن «مشايخ سبع مديريات في رداع تفاوضوا مع مسلحي أنصار الشريعة من أجل تجنيب المدينة صراعات الحرب والدمار».

وأجرت «الشرق الأوسط» في لندن اتصالا هاتفيا مع متحدث باسم أمير تنظيم «أنصار الشريعة»، الذي دخلت قواته مدينة رداع خلال الأيام الماضية، وتمكن من فرض سيطرته على قلعة رداع التاريخية، بالإضافة إلى مسجد العامرية الذي يعود تاريخ بنائه إلى العصور الوسطى. وأكد الشيخ قائد الذهب شقيق أمير «أنصار الشريعة» في رداع، الذي يعمل سكرتيرا له، أن ما دعاهم لدخول المدينة هو حالة الفساد التي تمر بها، حسب قوله. وأكد الذهب أن من ضمن مطالبهم تشكيل مجلس لإدارة المدينة في ظل الغياب الكلي للدولة ممن سماهم «أهل الحل والعقد». وقال الذهب، وهو شقيق أمير «القاعدة» في رداع، الشيخ طارق الذهب «نطلب تشكيل مجلس من أهل الحل والعقد لإدارة المدينة بعد أن ظهر الفساد فيها بين أعضاء الحزب الحاكم وفي معظم مرافق الدولة، وبعد انتشار الخمور والدعارة في المدينة». وأضاف الذهب أن من أسباب دخولهم المدينة أن «الحكومة اليمنية أغلقت مسجد العامرية التاريخي منذ 15 عاما بحجة ترميمه، غير أنها حولته إلى ما يشبه المتحف أو المزار للسياح الذين سمحت لهم بدخوله، في الوقت الذي تحرم فيه المصلين من أداء الصلاة داخله». وأكد الذهب أن الهدف الرئيسي لدخولهم المدينة يرجع إلى أنهم يريدون «تحكيم شريعة الله». وقال إن الأجهزة الأمنية هربت من المدينة «خوفا أو تخويفا»، مما اضطرهم لحماية المرافق العامة.

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كانوا يشكلون «إمارة إسلامية»، نفى الذهب نية إقامة إمارة إسلامية في المدينة، غير أنه أشار إلى أنهم يرغبون في تطبيق شريعة الله فيها حتى تكون رداع مثالا يحتذى به من قبل المدن اليمنية الأخرى. وفي رده على سؤال «هل تريدون تشكيل دولة داخل الدولة؟»، قال الذهب «لا توجد في اليمن أصلا دولة حتى نشكل دولة داخلها، ووجودنا في رداع هو لأن الدولة غائبة والفساد موجود. وأكد الذهب أن ما بين 1700 و2000 مقاتل بايعوا الشيخ طارق الذهب على «نصرة دين الله سبحانه وتعالى وسنة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم». وأكد الذهب أنهم لا تربطهم علاقة بالنظام اليمني، وأنهم لا يوالون من والى «اليهود والنصارى، وسمح للأميركان بقتل المسلمين بطائراتهم، مثل الشيخ أنور العولقي والشيخ أبو علي الحارثي». وذكر الذهب أنهم دخلوا في بداية دخولهم المدينة في معركة صغيرة مع الحوثيين بعد اعتدائهم على أحد «أنصار الشريعة»، غير أن الشيخ الذهب تلقى اتصالا من عبد الملك الحوثي يطلب فيه الصلح، وعلى ذلك شكلت لجنة من الطرفين لتقصي الحقائق حول من بدأ الاعتداء. وأكد الذهب أن الحوثيين غادروا المدينة بعد ذلك.

وعن طبيعة المقاتلين من «أنصار الشريعة»، قال الذهب «أغلب المقاتلين في رداع هم من رداع وما جاورها ومن محافظة البيضاء بشكل عام، وهناك مقاتلون من مختلف المحافظات اليمنية، ولدينا مقاتلون أيضا من معظم البلاد الإسلامية». وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن سبب استيلائهم على مسجد العامرية التاريخي في مدينة رداع، قال الذهب «نحن لم نستول على المسجد، وإنما دخلناه بنية الاعتكاف فيه لحين الاستجابة لمطالبنا بفتحه للمصلين ومنع دخول غير المسلمين إليه، وقد دخلنا القلعة لأنها مطلة على المسجد، ولا نريد أن نستهدف من جهتها»، نافيا أن يكونوا دخلوا القلعة بهدف الإضرار بها، ومؤكدا أن ما يهمهم هو «نصرة دين الله لا غير».

وعن السجناء من التنظيم، قال الذهب «يقضي الاتفاق الذي أنجزناه مع الأطراف المختلفة بإطلاق سجنائنا، وقد تم بالفعل إطلاق عدد من السجناء من سجون في صنعاء والبيضاء، ونأمل أن تنفذ بقية الاتفاقات حول تشكيل مجلس أهل الحل والعقد الذي اتفق على تشكيله، وتم فعلا تشكيله»، وحول ماذا سيفعل «أنصار الشريعة» بعد الاتفاق مع القبائل، قال «إذا نفذ الاتفاق فسوف نخرج من المدينة وسنعود إلى بيوتنا لأننا لا نطلب سلطة أو شيئا».

وفي جنوب اليمن في مدينة زنجبار، قتل قيادي من عناصر تنظيم القاعدة، فيما جرح 18 منهم، في مواجهات مسلحة مع قوات الجيش على أطراف المدينة. وقال مصدر محلي في المدينة لـ«الشرق الأوسط»: «إن عناصر (القاعدة) هاجمت نقاطا ومواقع عسكرية تابعة للواء 25 ميكا، و210، صباح أمس، وأسفرت عن إصابة 13 جنديا، فيما رد الجيش بقصف مدفعي وصاروخي على مواقع (القاعدة)، قتل فيه قياديا ميدانيا منها، وجرح 18 آخرين». وأوضح المصدر أن «أهالي زنجبار شاهدوا سيارات تابعة لعناصر (القاعدة) تنقل الجرحى إلى مدينة جعار حيث معقلهم الرئيسي». فيما تم نقل جرحى الجيش إلى مستشفى باصهيب في مدينة عدن.