إجهاض محاولة لاغتيال سفير إسرائيل في أذربيجان

إيران خصصت 150 ألف دولار لثلاثة مواطنين محليين حتى ينفذوا العملية ردا على اغتيال علماء الذرة

TT

مع الإعلان عن ضبط خلية خططت لاغتيال السفير الإسرائيلي في باكو وتنفيذ عمليات أخرى ضد اليهود في أذربيجان، هدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، بـ«اليد الطولى» لجيشه، ودعا الأعداء لئلا يحاولوا إدخال أنفسهم في تجربة حربية معه.

وقال غانتس إن «هناك محاولات متكررة من الأعداء في الشمال (يقصد حزب الله اللبناني وإيران) لتنفيذ عمليات إرهاب ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، لأنهم يدركون أنهم لا يستطيعون مواجهتنا في حرب». وذكرت مصادر أمنية في تل أبيب، في أعقاب النشر عن عمليات في أذربيجان، أن المخابرات الإسرائيلية أعدت قوائم بأسماء مجموعة كبيرة من الشخصيات الإسرائيلية المهمة، بينهم علماء يعملون في مؤسسات بحث حساسة وأكاديميون بارزون وضباط كبار سابقون من الجيش والمخابرات والشرطة ورجال أعمال وإعلاميون، وطلبت منهم تبليغها بأية رحلات إلى الخارج ووجهت إليهم تعليمات حول الوقاية والحذر من عمليات اغتيال. وقسم منهم أبلغ بقرار وضع حراسة أمنية عليه طيلة مدة وجوده في الخارج.

كما ذكرت مصادر أمنية أن إسرائيل توجهت مؤخرا إلى عدد من دول أوروبا وآسيا بطلب زيادة الحراسة على وفود السياح الإسرائيليين الذين يؤمون بلادهم، وبشكل خاص اليونان وبلغاريا.

وكانت الشرطة والمخابرات في أذربيجان قد أعلنتا عن ضبط خلية من ثلاثة مواطنين محليين خططوا للقيام بعدة عمليات ضد أهداف يهودية في البلاد، بينها اغتيال السفير الإسرائيلي، ميخائيل لوتم، وتفجير مقر الحركة الدينية اليهودية «حباد» التي تعمل على تكريس يهودية السياح الإسرائيليين، فتنظم لهم احتفالات دينية أيام السبت وأيام الأعياد الدينية وتعمل على حفظ التقاليد الدينية لليهود في العالم. كما خططوا لاغتيال عدد من قادة الحركة.

وذكرت الشرطة أن الثلاثة هم بلكردار داداشوف، وهو رئيس المجموعة، ورسم عليييف وعلي حسينوف. وقد عاش داداشوف لفترة في إيران وتم تجنيده عميلا للنظام الإيراني وتلقى تدريبات خاصة على تنفيذ العمليات وحصل على أسلحة وذخيرة ووعد بالحصول على أجر في حالة نجاحه في تنفيذ المهمتين (مبلغ 150 ألف دولار). وقد وفر للشابين الآخرين معلومات عن تحركات الإسرائيليين الذين خطط لاغتيالهم وصورا شخصية لكل منهم وخرائط تبين مواقع بيوتهم. وكان يفترض أن ينفذوا هذه العمليات قبل ثلاثة أسابيع من موعد حلول ذكرى اغتيال عماد مغنية، قائد الجناح العسكري لحزب الله اللبناني، الذي اغتيل في دمشق في 13 فبراير (شباط) 2008. لكن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من التنفيذ.

وأكدت شرطة أربيجان أن قوات الحرس الثوري الإيراني تقف وراء العملية، حيث تتهم إسرائيل بالمسؤولية عن اغتيال خمسة علماء إيرانيين في مجال الذرة وتريد الانتقام.

وقد توجهت إسرائيل بالشكر للسلطات في أذربيجان على نجاحها في إجهاض العمليات المذكورة، واعتبرتها «تطورا خطيرا في النشاط الإيراني المعادي لإسرائيل». وقالت مصادر إسرائيلية إن النشاط الذي يقوم به الإيرانيون وحزب الله في أذربيجان وغيرها معروف لإسرائيل. فقبل أربع سنوات حاولت عناصر تابعة لهما تفجير السفارة الإسرائيلية في باكو، انتقاما لاغتيال مغنية. وفي حينه أيضا تم إجهاض العملية. وقد أصدر «طاقم مكافحة الإرهاب» في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليمات للمواطنين الإسرائيليين تحظر عليهم زيارة هذه الدولة الآسيوية، وتوخي الحذر الشديد في حال اضطرارهم لذلك. ووجهت تعليمات بالحذر أيضا لثلاثين ألف مواطن يهودي في أذربيجان، علما بأن اليهود هناك يعيشون بمساواة تامة. وأقام الرئيس إلهام عليييف لهم مدرسة دينية يهودية يتعلم فيها 450 تلميذا، بنيت على أرض مساحتها 15 دونما منحتها لهم الدولة مجانا.

يذكر أن سلطات الأمن في تايلاند أعلنت أنها أجهضت في مطلع الشهر الحالي عملية مشابهة ضد حركة «حباد» في بانكوك وضد سياح إسرائيليين شباب.