لقاءات بين حزب الله وفريق سلفي لتدارك انعكاسات ما يجري في سوريا

الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: الحزب اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة

TT

في ظل الاحتقان السياسي في لبنان، والناجم عن الخلاف على كيفية إدارة البلد، ومع ارتفاع منسوب التشنج بين فريق السلطة الممثل بـ«8 آذار» وفريق المعارضة المتمثل بـ«14 آذار» على خلفية الأحداث في سوريا، سجل اختراق لافت لهذا الواقع تمثل بالإعلان عن لقاءات إسلامية حصلت بين قيادات لبنانية وفلسطينية في ضاحية بيروت الجنوبية، وأخرى في مدينة طرابلس (شمال لبنان) بين ممثلين عن حزب الله وبعض مشايخ الحركة السلفية، بهدف اجتراح آلية تعاون لتدارك انعكاسات ما يجري في المنطقة، وخصوصا في سوريا على الساحة اللبنانية، ومحاولة وأد أي فتنة سنية شيعية قد تنفجر في أي لحظة، وإحياء تفاهم قديم أطاحت به الصراعات السياسية.

وكشف رئيس «جمعية الأخوة للإنماء والتربية الإسلامية» في طرابلس الشيخ صفوان الزعبي، عن أن «هذه اللقاءات ليست جديدة، وهناك محاولة لإحياء التفاهم الذي وقع بين التيار السلفي وحزب الله في عام 2008 ثم ألغي بضغط من قوى سياسية ومنها تيار المستقبل». وقال الشيخ الزعبي الذي يمثل جناح «السلفية العلمية» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتفق مع حزب الله على أمور أساسية ونختلف معه على أخرى، نتفق على عداوتنا لإسرائيل ولمنع الفتنة السنية الشيعية التي ليست من مصلحة الطائفتين، ومحاربة الفكر التكفيري عند السنة والشيعة، وما يسمى الإسلام العلماني، لكننا نختلف على السياسة التي ينتهجها حزب الله على الساحة اللبنانية والدور الأمني الذي يقوم به، والخطاب السياسي الذي يزيد من الاحتقان الداخلي، ومقاربة ما يجري في سوريا»، مشيرا إلى أن «التيار السلفي العلمي ليس مع النظام السوري وليس مع الثورة، في حين أن حزب الله يقف مع النظام السوري ويرفض إسقاطه ويدافع عنه علنا». أضاف «نحن مع تغيير النظام في سوريا ولكن بغير أساليب الثورة، فطريقتنا كسلفيين أن تغيير النظام يأتي عبر تغيير المجتمع، فإذا أردنا الدولة الإسلامية يجب أسلمة المجتمع أولا، وإذا أردنا دولة ديمقراطية عادلة يجب نشر العدالة والمساواة لتتحقق العدالة». أضاف «الحركة السلفية هي مذهب وليست تنظيما، لذلك فهي ليست موحدة، فالمراقبون يقسمونها إلى ثلاث فئات: السلفية الجهادية التي يمثلها الشيخ داعي الإسلام الشهال، السلفية التكفيرية ويمثلها الشيخ عمر بكري، والسلفية العلمية التي نمثلها نحن».

وردا على سؤال عما إذا كانت ثمة إمكانية لإعادة بناء التفاهم بين السلفية العلمية وبين حزب الله، قال الزعبي «الكرة الآن في ملعبهم، فإما يستجيبون لنداء العقل وإما لا يلقون بالا وتبقى الأمور على ما هي عليه، هم يعرفون أن الأرض مهيأة اليوم للفتنة وللحرب الأهلية، وهي تنتظر من يشعلها، وعندها يدفع البسطاء الثمن، لذلك نصر على إحياء هذا التفاهم». وحول ما إذا كانت هذه اللقاءات محاولة من حزب الله لاختراق الساحة السنية، وخصوصا في طرابلس، أوضح أن حزب الله اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة، كما أنه اخترق تيار المستقبل، علينا أن نعترف الآن بأن هناك مشكلة كبيرة وهي من سيملأ الساحة السنية، هل هي الشخصيات السياسية السنية أم التطرف أم حزب الله؟. البعض يظن أن الخطر على لبنان آت من حزب الله ومن تنظيم القاعدة، لكن برأيي الخطورة تكمن في تجار الدين وتجار السياسة الذين يتحالفون مع الشيطان من أجل الحصول على المال والسلطة. ورأى أن «ما يحصل في سوريا اليوم حرب حقيقية بدأت ولا أحد يعرف أين ومتى تنتهي، نحن في لبنان وقبل أن ننقسم بين مؤيد للنظام السوري ومؤيد للثورة علينا أن نساعد أنفسنا ونحصن ساحتنا لأن الخطر كبير وداهم».