نتنياهو يحيي الصين ويدعوها إلى السير على طريق أوروبا ضد إيران

حجم التبادل التجاري بين البلدين يتعدى 7 مليارات دولار

TT

أقام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، احتفالا كبيرا لمناسبة الذكرى السنوية العشرين لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين. وقد أشاد نتنياهو بهذه العلاقات والطفرة الكبيرة التي حصلت فيها، ولكنه استغل المناسبة ليدعو القيادة في بكين إلى وقف استيراد النفط من إيران، حتى ينهار مشروعها النووي.

وقال نتنياهو إن النهضة الصينية الحديثة وإقامة إسرائيل وتحولها إلى واحدة من الدول المتطورة، هما من علامات هذا العصر المميزة. وذكر أن آلاف الإسرائيليين يتعلمون حاليا اللغة الصينية، تمهيدا لمرحلة تاريخية جديدة قادمة تكون فيها الصين العملاقة من أهم دول العالم. وقال إنه شخصيا يوافق على كل زيارة للصين يريدها أي وزير أو مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية، وذلك لأنه يعلق أهمية كبرى على العلاقات بين الدولتين وشعبيهما. وكشف أن 250 طالبا صينيا يتعلمون في إسرائيل كل سنة مختلف أمور التكنولوجيا والصناعة والزراعة.

يذكر أن العلاقات بين الصين وإسرائيل تعود إلى السنوات الأولى لقيام إسرائيل، حيث تنبأ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، دافيد بن غوريون، أن تصبح كل من الصين والهند أهم دولتين في العالم. وقال يومها إن الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لن تظلا في قمة الهرم الدولي وحدهما، فإن لم تسقط واحدة منهما فستسقط الثانية. وبدأت علاقات سرية بين الطرفين، لكنها توقفت عندما وقفت إسرائيل إلى جانب كوريا الجنوبية ضد الصين.

وفي سنة 1993 أقام البلدان علاقات دبلوماسية رسمية، وبدأ تعاون متنامٍ في المجال العسكري. وتطورت هذه العلاقات بشكل كبير، لدرجة توقيع صفقة ضخمة تقوم إسرائيل بموجبها بتحديث طائرات صينية من الصناعات الروسية القديمة. ولكن الولايات المتحدة تدخلت يومها وقصمت هذه الصفقة. واضطرت إسرائيل إلى دفع غرامة قدرها 350 مليون دولار إلى الصين تعويضا عن الإلغاء. واستؤنفت العلاقات في ما بعد، ولكنها تعرضت لأزمة أخرى في سنة 2005، عندما تدخلت الولايات المتحدة وألغت صفقة إسرائيلية صينية أخرى، تقوم إسرائيل بموجبها ببيع الصين رادارات حديثة لطائرات بلا طيار. ولم تكتفِ الولايات المتحدة بذلك، بل أصرت على فصل المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس يارون، من منصبه عقابا له على هذه الصفقة. وتم إقصاؤه بالفعل من منصبه.

ولكن تحسن العلاقات الصينية - الأميركية في السنوات الأخيرة، بعدما امتنعت الصين عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن حول العقوبات ضد إيران، أدى إلى تحسن موازٍ في العلاقات العسكرية بين تل أبيب وبكين. وفي السنوات الأخيرة أرسلت الصين إلى إسرائيل عددا كبيرا من الضباط الذين شاهدوا تدريبات إسرائيلية عسكرية ميدانية، تحت لافتة «الإفادة من الخبرات الإسرائيلية في مجال مكافحة الإرهاب». واعترف الملحق العسكري في السفارة الصينية في تل أبيب، تشين مو، بهذا في مقابلة مع الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي، وأضاف: «نحن نتعلم منكم كثيرا في مجال مكافحة الإرهاب». وهناك تعاون بين الطرفين في اللوجيستية العسكرية أيضا. وتحاول إسرائيل إقناع القيادة الصينية بأن تتولى شركة الصناعات الجوية التابعة للجيش الإسرائيلي مشروع بناء مصنع كبير للطائرات الحربية في الصين. وقد تكلم وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، مع الجنرال تشن بينغ ده، رئيس الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصيني، في الموضوع لدى قيامه بزيارة رسمية لتل أبيب، في الشهر الماضي.

يذكر أن حجم التبادل التجاري بين الصين وإسرائيل، الذي بلغ 230 مليون دولار في التسعينيات، قفز إلى 7 مليارات دولار في السنة الماضية. وترى إسرائيل أن هناك إمكانيات واسعة لتوسيع نطاق التعاون والتبادل بينهما إلى ما هو أكبر بكثير من هذه المبالغ وأوسع في حقول التعاون، بما في ذلك الأمني والعسكري.