الأمم المتحدة تدعو الأفغان أنفسهم إلى إجراء محادثات السلام

مقتل 6 جنود و17 من طالبان في معارك بين الحدود الأفغانية ـ الباكستانية

طالبات أفغانيات خلال حفل تخرج في كابل، أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتبر الرئيس الجديد لمهمة الأمم المتحدة في أفغانستان السلوفاكي يان كوبيس، أمس، أن محادثات السلام التي تجرى مع بعض مسؤولي طالبان يجب أن يجريها الأفغان أنفسهم. وقال كوبيس الذي خلف السويدي ستيفان دو ميستورا، في مؤتمر صحافي، إن «هذه العملية يجب أن يقوم بها الأفغان وأن تنتمي إلى الأفغان. ولست أرى فرص نجاح إذا لم يكن الأمر كذلك».

وجاء تصريح كوبيس تعليقا على قبول حركة طالبان، التي تخوض منذ عشر سنوات تمردا ضد الحكومة الأفغانية وتحالف القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة تحت راية الحلف الأطلسي، منذ أكثر من شهر، فتح مكتب تمثيلي في الخارج (في قطر) للمشاركة في محادثات سلام. ويبدو أن الحركة لا ترغب في التفاوض سوى مع الولايات المتحدة وليس مع حكومة الرئيس حميد كرزاي التي لا تعترف بسيادته على أفغانستان. وهذه الحكومة التي كانت تعارض بشدة فكرة تمثيل المتمردين خارج أفغانستان، وافقت في نهاية المطاف على هذه الفكرة بتشجيع كبير من حلفائها ولا سيما الأميركيين.

واعتبر يان كوبيس أن «هذه العملية التي يقوم بها الأفغان لن تلقى النجاح إلا إذا قامت على مشاركة صحيحة وتمثيلية، ليس فقط للقوى السياسية بل أيضا للمجتمع الأهلي». وقررت البلدان الغربية العاجزة عن إلحاق هزيمة عسكرية بطالبان، مغادرة البلاد أواخر 2014. ورغبة منها في عدم ترك البلاد في حالة فوضى شاملة، قررت هذه البلدان، وعلى رأسها الولايات المتحدة، البدء بمحادثات مع المتمردين.

في غضون ذلك، قتل ستة جنود على الأقل و17 من عناصر حركة طالبان في معارك اندلعت في المناطق القبلية شمال غربي باكستان، معقل المتمردين، حسب ما أعلنت مصادر عسكرية أمس. وبينما قامت وحدة من حرس الحدود الذين يتولون الأمن في هذه المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان بعملية تفتيش في قرية جوغي بمنطقة كورام القبلية، تعرضت لهجوم شنه خمسون من عناصر طالبان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شير بهدار خان، الموظف الكبير في الإدارة المحلية، قوله إن «ستة جنود قتلوا وأصيب أربعة خلال المعارك، وصد الجنود الهجوم وقتلوا 17 متمردا». وأكد المسؤول العسكري هذه الحصيلة، وقال إن المهاجمين كانوا عناصر من «طالبان الباكستانيين»، موضحا أن الجيش استعاد السيطرة على المنطقة.

ويتعذر التحقق من الحصيلة التي قدمها الجيش أو السلطات المحلية عن المعارك بين الجنود والمتمردين في المناطق القبلية بسبب خضوعها للسيطرة العسكرية أو سيطرة حركة طالبان. والمناطق القبلية في الشمال الغربي هي معقل عناصر طالبان الباكستانيين الذين دانوا بالولاء لـ«القاعدة» في 2007. وفي تلك السنة، أعلنوا بالاتفاق مع أسامة بن لادن شخصيا، الجهاد على إسلام آباد بسبب دعمها «الحرب على الإرهاب» التي بدأتها واشنطن منذ أواخر 2001. ومنذ ذلك الحين، بات عناصر طالبان أبرز المسؤولين عن موجة من الاعتداءات التي كان القسم الأكبر منها انتحاريا وأسفرت عن نحو خمسة آلاف قتيل في غضون أكثر من أربع سنوات في كل أنحاء البلاد.