زيارة العثماني إلى الجزائر لم تحقق تقدما يذكر على صعيد نزاع الصحراء وفتح الحدود

لقاء وزير الخارجية المغربي مع الرئيس الجزائري دام 3 ساعات وتناول «ذكرياته» في وجدة المغربية

TT

أخفقت محادثات أجراها سعد الدين العثماني، وزير خارجية المغرب، يوم الثلاثاء الماضي في الجزائر في تحقيق تقدم يذكر على صعيد قضية فتح الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994 وكذلك نزاع الصحراء المستمر منذ عام 1975، في وقت يستعد فيه المغرب والبوليساريو إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات في الشهر المقبل في نيويورك، وسيقود العثماني خلال هذه المحادثات الوفد المغربي.

وكان سعد الدين العثماني أجرى محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومراد مدلسي وزير خارجية الجزائر خلال زيارة دامت يومين، ونسب إلى العثماني قوله بعد عودته إلى الرباط بأن لقاءه مع الرئيس الجزائري، الذي دام 3 ساعات، كان «وديا وحميميا»، وقال في تصريحات لبعض الصحف المحلية إنه لم يكتفِ بمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين بل شملت محادثاتهما أحداث «الربيع العربي» كما تناول اللقاء ذكريات بوتفليقة عن سنوات إقامته في وجدة خلال فترة كفاح الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، كما تطرق إلى علاقاته آنذاك ببعض السياسيين المغاربة.

وتمسكت الجزائر خلال محادثات العثماني في العاصمة الجزائرية بموقفها حول نزاع الصحراء، وهو موقف يرى ضرورة بقاء الملف بيد الأمم المتحدة، ودأبت الجزائر على القول إن حل المشكلة يجب أن يكون عن طريق الأمم المتحدةـ في حين يعتقد المغاربة أن اتفاقا مغربيا جزائريا يمكن أن يؤدي إلى حل.

وحول قضية الحدود المغلقة منذ صيف عام 1994 أبدت الجزائر تحفظا بشأن طلب مغربي نقله العثماني إلى المسؤولين الجزائريين بفتح الحدود، وقال العثماني بعد عودته إن الجزائر تحبذ أن تجري مفاوضات مستقبلية حول هذا الموضوع، مع إمكانية بحث تطوير العلاقات بين البلدين في بعض المجالات. ومن ذلك عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال العام الحالي.

وعبر العثماني عن اعتقاده أن نزاع الصحراء وقضية الحدود تتطلب بعض الوقت، وأقر بأنها «مشاكل معقدة تتطلب وقتا طويلا»، ونسب إليه قوله أيضا «ليس لدينا عصا سحرية ولا يمكن حل مشاكل معقدة بجرة قلم.. لكننا سنواصل العمل ونحتاج إلى المزيد من الوقت».

يشار إلى أن مصدرا في وزارة الخارجية المغربية أبلغ «الشرق الأوسط» عدم علم المغرب بوساطة بين البلدين، وقال المصدر «نحن نلتقي ونتباحث في كل الأمور، وسنواصل هذا المسار». وكانت بعض الأنباء أشارت إلى وساطة خليجية، في حين قالت مصادر أخرى إن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ومن خلال زيارة سيقوم بها إلى المغرب الشهر المقبل سيطرح «أفكارا تونسية» للتوسط بين البلدين، لكن لم يصدر في الرباط أو الجزائر ما يؤكد هذه المعلومات.

يشار إلى أن العثماني سلم خلال زيارته للجزائر رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وذكر في الرباط أن العاهل المغربي أبلغ الرئيس الجزائري في رسالته «عزم الرباط وإرادتها القوية في تطوير العلاقات المغاربية».