«فلسطينيون من أجل الكرامة»: أول حراك شعبي من نوعه ضد المفاوضات

شبان نزلوا للشوارع مطالبين بمغادرة «نهج التسوية».. وسلاحهم «النفس الطويل»

TT

على الرغم من وقف الجانب الفلسطيني اللقاءات الاستكشافية مع الإسرائيليين، في العاصمة الأردنية عمان، فإن حراكا شعبيا هو الأول من نوعه بدأ يتشكل في الأراضي الفلسطينية، ضد نهج المفاوضات بأكمله، وليس هناك ما يشير إلى أنه سيتوقف.

وعلى مدار أسبوعين تظاهر عشرات الشبان الفلسطينيين في مشهد غير مألوف أمام المدخل الرئيسي لمقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في رام الله، ضد «المفاوضات الاستكشافية» في عمان، وينوون تنظيم مظاهرة ثالثة الأسبوع القادم. وقالت أغصان البرغوثي، إحدى الناشطات التي تقود الحراك الشبابي المعروف باسم «فلسطينيون من أجل الكرامة»، وانبثق عن تجمع أكبر معروف باسم الحراك الشبابي المستقل: «هذه ليست موضة وستنتهي، نقول لهم إننا مستمرون». وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «سنواصل التظاهر أمام مقر الرئيس ضد نهج المفاوضات بأكمله».

وهذه أول مرة ينزل فيها الفلسطينيون إلى الشارع للتظاهر ضد المفاوضات، بعد أن اقتصر الأمر خلال 20 سنة على معارضة فصائلية وحسب. وهاجمت أغصان هذه الفصائل بقولها إنها «لا تقوم بدورها.. وإن مشاركتها خجولة. لكنْ لدينا هنا شبان ومثقفون وطلاب وعائلات بأكملها»، وأضافت: «في كل مرة يزيد العدد بطريقة مرضية بالنسبة لنا».

وهاجم بيان للحراك الشبابي الفصائل المعارضة لنهج المفاوضات، قائلا لها: «لا تبقوا في الخلف تتفرجون وتبحثون عن منافع حزبية هزيلة».

ولم تتدخل الأجهزة الأمنية لفض الاعتصام وإن كانت تراقب الأمر عن كثب. وبحسب أغصان فـ«إنهم لم يتدخلوا بشكل مباشر، لكنهم تعمدوا في بعض المرات استفزازنا عبر اتهاماتنا بأننا مدسوسون».

وحمل المشاركون في الحراك لافتات كتب عليها: «لقد هرمنا من المفاوضات» و«كمان مرة الشعب مش أهبل» و«المفاوضات فاضت علينا» و«قرفتونا مفاوضات». وقالت أغصان: «كلهم تقريبا يطلقون أبواق السيارات في دلالة على الطفر ورفض المفاوضات». وترى أغصان أن تجاوب الفلسطينيين مع دعوات التظاهر ضد المفاوضات كان مرده اقتناع أغلبية كبيرة بعبثية هذه المفاوضات. وقالت: «نطرح الشعارات التي يريدها ويؤمن بها الناس». لكن أغصان ورفاقها لا يعرفون إلى أي حد يمكن أن تستجيب القيادة الفلسطينية لمثل هذه المظاهرات، ورغم ذلك هم مصممون على المواصلة. وقالت: «لا أعرف إلى أي حد يمكن أن يؤخذوا بمطالبنا، نحن سنواصل ضد نهج المفاوضات، وهذه هي رسالتنا».

وتابعت : «نحن نريد أن نفعل الخيارات الأخرى، خياراتنا كثيرة والقيادة تعرف ذلك، نريد الوحدة، ونريد انتخابات مجلس وطني». وأضافت: «ثم إننا لا نفهم ما هي فلسفة أن نهرول وراء المفاوضات في وقت يتحرك فيه العالم لعزل إسرائيل». وقالت أغصان: «لا نثق بالمفاوض الفلسطيني صراحة، نريد أن ينتهي هذا النهج في ظل هذه الظروف». وأردفت: «شعبنا أبو الثورات، وأول من انتفض ضد الذل والقهر، نريد أن نخرج الناس الآن من حالة التخدير، وأقول للقيادة الفلسطينية إن سلاحنا الوحيد هو النفس الطويل».

وتحرض جماعات شبابية على «فيس بوك» و«تويتر» ضد نهج المفاوضات، وتطلب تضامنا أكبر مع المتظاهرين في الشارع. قال بيان للحراك الشبابي المستقل على «فيس بوك»: «سلوان تقول لكم أوقفوا المفاوضات، تل الرميدة يقول لكم غادروا نهج التسوية، أهلنا في العراقيب يقولون لكم إسرائيل دولة عنصرية.. طلاب كلية صفد يقولون لكم المفاوضات حصانة لإسرائيل.. مخيم شعفاط يقول لكم القدس في خطر.. نعلين وبلعين والمعصرة والنبي صالح ومادما وعراك بورين تقول لكم خطوا طريق المقاومة.. خضر عدنان المضرب عن الطعام والكلام منذ 33 يوما يقول لكم بصمتي وجوعي هزمت السجن والسجان، خطوا طريق الكرامة.. أهلنا في الشتات ومخيمات اللجوء يسألونكم أن تخطوا طريق الكرامة.. و(فلسطينيون من أجل الكرامة) يقولون لكم أوقفوا المفاوضات وغادروا نهج التسوية وخطوا طريق المقاومة والكرامة». ولا ترى أغصان أن المقاومة بالضرورة تعني مقاومة مسلحة، وقالت: «نتحدث عن مقاومة شعبية، هذا حقنا». وأضاف بيان الحراك: «إننا كشباب فلسطينيين لا نرى جدوى من هذه المفاوضات العبثية، وقد سئمنا من ممثلين لا يمثلوننا، وإجماع وطني لا يجمعنا، ودولة مستقبلية لا تضمن حقنا جميعا وعلى رأسنا أغلبية الشعب الفلسطيني المتمثلة في اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات ودول المنفى والشتات».