تقرير دولي يحذر من تزايد مخاطر «بوكو حرام» في أفريقيا

دول الساحل تزيد موازنة الدفاع وتقلص الإنفاق على الصحة والتعليم بسبب التهديد الأمني

TT

أشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن حركة «بوكو حرام» المتشددة النيجيرية تعزز صلاتها بـ«القاعدة» وغيرها من الحركات المتشددة في غرب أفريقيا، مما يثير مخاوف متنامية لدى حكومات المنطقة.

وأظهرت بعثة أرسلتها الأمم المتحدة إلى منطقة الساحل للوقوف على التداعيات الأمنية بعد سقوط معمر القذافي، أن الهجمات واعتقال مشتبه بهم من المتشددين وضبط أسلحة ومتفجرات معظمها تم تهريبه من ليبيا تزيد من مخاوف تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر ونيجيريا والبلدان المجاورة لها.

وأشار التقرير إلى أن التخوف الأساسي هو من أعمال إرهابية وتردي الوضع الأمني. وأضاف أن النيجر زادت موازنتها الدفاعية بمقدار 65 في المائة وقلصت الإنفاق على الصحة والتعليم بسبب التهديد الأمني.

وأكدت الحكومات الشكوك بأن الأسلحة التي كانت مكدسة لدى النظام الليبي السابق تم تهريبها إلى بلدان أخرى من خلال جنود ليبيين سابقين ومرتزقة. وتابع التقرير أن سلطات النيجر اعترضت مؤخرا قافلة كانت تحمل 645 كيلوغراما من مادة السيمتكس البرستيكية المتفجرة فضلا عن 445 فتيل تفجير. وقالت سلطات النيجر إن المتفجرات «كانت في طريقها إلى معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي». وتابع التقرير «اعتراض تلك الشحنة ربما يشير إلى أن الجماعات الإرهابية تتلقى منذ فترة الأسلحة والذخيرة والمتفجرات من مخازن السلاح الليبية». وقال الفريق الذي أرسلته الأمم المتحدة بقيادة ممثل الأمم المتحدة لغرب أفريقيا سعيد جنيت «بعض الأسلحة ربما مخبأة في الصحراء ويمكن بيعها لمجموعات إرهابية مثل القاعدة في المغرب الإسلامي وبوكو حرام وغيرهما من التنظيمات الإجرامية».

وقالت البعثة الدولية إن «بوكو حرام» المتهمة بالمسؤولية عن قتل 185 شخصا في هجمات كانو الأخيرة بشمال نيجيريا فضلا عن تفجير انتحاري لمقر الأمم المتحدة في أبوجا في أغسطس (آب) الماضي وعدد آخر من الهجمات، باتت تهديدا متناميا خارج نيجيريا.

وأضاف التقرير أن 7 من أعضاء «بوكو حرام» احتجزوا أثناء تنقلهم عبر النيجر متوجهين إلى مالي وهم يحملون مواد لصنع المتفجرات وأسماء واتصالات بالقاعدة في المغرب الإسلامي حيث كان من المقرر أن يلتقوا عناصر بها.

والتقى وزراء من مالي وموريتانيا والنيجر والجزائر في العاصمة الموريتانية نواكشوط هذا الأسبوع في مسعى لتعزيز التعاون بينهم. وتابع تقرير الأمم المتحدة أن الوضع الأمني المتردي أضر بالفعل بالجهود الإنسانية في بلدان الساحل. فقد أوقفت وكالات الإغاثة حملات التلقيح وبرامج الغذاء «للسكان الأكثر حاجة».

وقال التقرير إنه في بعض المناطق «تسد القاعدة في المغرب الإسلامي وعناصر إجرامية هذا الفراغ، حيث تقدم مساعدات وخدمات في مناطق نائية بات فيها وجود الحكومات شبه معدوم». وبدوره يساعد ذلك القاعدة في المغرب الإسلامي على تجنيد العناصر ومد شبكات لجمع المعلومات والسلاح.