هدوء في ميدان التحرير.. وقوى سياسية تدعو لـ«جمعة غضب ثانية» لتسليم السلطة

المتحدث باسم الإخوان لـ«الشرق الأوسط» : سنشارك فيها ونرفض تسميتها

متظاهرون في التحرير في يوم شهد هدوءا نسبيا بعد مليونية إحياء الذكرى الأولى لثورة 25 يناير (إ.ب.أ)
TT

في حين أعلنت قوى ثورية مشاركتها في مظاهرات «جمعة الغضب الثانية» أو «جمعة العزة والكرامة» اليوم (الجمعة)، بعد يومين من احتفالات المصريين بالذكرى السنوية الأولى لثورة 25 يناير، التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير (شباط) الماضي، قررت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في المظاهرة؛ لكنها تحفظت على اسمها.

ودعا نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى تنظيم مسيرات اليوم (الجمعة) من أرجاء العاصمة القاهرة وصولا إلى ميدان التحرير، للمطالبة بتسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) السلطة لرئيس مدني منتخب.

وساد ميدان التحرير حالة من الهدوء النسبي وسط وجود عشرات الخيام للمعتصمين، وانتظمت حركة المرور بالميدان رغم غياب اللجان الشعبية، وعاود المتحف المصري فتح أبوابه أمام السائحين والزائرين. وتطوع عدد من الشباب لحماية شارع محمد محمود (بجوار مقر وزارة الداخلية). وبينما شهد الميدان استمرار وجود عدد من منصات الأحزاب والتيارات السياسية، أبرزها منصة حملة «كاذبون»، وجماعة الإخوان المسلمين، التي ترفع لافتة ضخمة كتب عليها: «العيد الأول للثورة»، و«الشعب يريد استرداد الأموال المهربة»، بالإضافة إلى منصة تابعة لمجموعة من النشطاء السياسيين المستقلين. بينما تراجعت أمس، أعداد المتظاهرين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» وخلا محيط المبنى تماما من المحتجين.

وشهد قرار الاعتصام في ميدان التحرير تباينا في الآراء بين المتظاهرين، وأعلنت حركات وائتلافات شبابية محدودة (بينها حركة كفاية وحركة 6 أبريل - جناح جبهة أحمد ماهر) اعتصامها في الميدان لحين تسليم المجلس العسكري السلطة للمدنيين. وقالت نسرين أحمد عضو الاتحاد النسائي لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك قوى محدودة أعلنت الاعتصام لحين الاستجابة لجميع مطالب الثورة، وللتأكيد على التعجيل بإجراء الانتخابات الرئاسية».

من جهتها قررت حركة شباب 6 أبريل (جناح الجبهة الديمقراطية) عدم مشاركتها في الاعتصام والتفرغ للعودة مرة أخرى للحشد والمشاركة في مظاهرة «اليوم»، وقالت الحركة في بيان لها حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «قرار عدم المشاركة في الاعتصام جاء بعد مشاورة من منطلق العقل والحكمة». وأكد البيان أن مشاركة الحركة في الدعوة للتظاهر اليوم (الجمعة) لعدم وضع الدستور الجديد في وجود المجلس العسكري في الحكم.

وفي السياق ذاته، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في المظاهرة. وقال الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين: «في نظر الجماعة، المشاركة في مظاهرة اليوم (الجمعة) امتداد للذكري الأولي للثورة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركتنا جزء من الاحتفال بالذكرى الأولى وما تحقق فيها من إنجاز، وجزء آخر للتذكير بالمطالب التي لم تتحقق حتى الآن ليتذكرها المصريون والمسؤولون عن إدارة شؤون مصر». ورفض الدكتور غزلان تسمية المظاهرة باسم «جمعة الغضب الثانية أو الثورة الثانية»، قائلا: «هي أسماء مرفوضة وهذه الأسماء يسميها غير الإخوان».

وأوضح الدكتور غزلان في رده على موقف الجماعة من الاعتصام بالميدان، بقوله: «إذا كان الاعتصام سوف يعيد إنتاج كارثة، مثل ما حدث في شارعي محمد محمود ومجلس الوزراء بوسط القاهرة، فالجماعة تعترض على هذا الاعتصام، أما إذا كان مجرد اعتصام احتفالي من الممكن أن نقبله ونشارك فيه».

ومن جانبه، دعا اتحاد شباب الثورة أحد الداعين لجمعة الغضب الثانية، نواب مجلس الشعب (البرلمان) إلى قيادة المسيرات التي ستخرج من مساجد القاهرة وميادينها الكبرى إلى ميدان التحرير، للمطالبة بتسليم السلطة إلى رئيس مؤقت توافقي في أسرع وقت. وطالب الاتحاد في بيان له بتسليم السلطة إلى رئيس مدني مؤقت يتم التوافق عليه من القوى الثورية، وأن يدير مجلس الشعب المرحلة المقبلة بشكل سليم حتى يتاح الوقت لاختيار الجمعية، وعمل الدستور والاستفتاء عليه بطريقة صحيحة، وفتح باب الترشح لرئاسة مصر، ومنح وقت للمرشحين لجمع التوقيعات اللازمة للترشح ومزيد من الوقت لحملاتهم الانتخابية.

ووجه الاتحاد الدعوة إلى جموع المصريين للمشاركة في «جمعة الغضب الثانية» للتأكيد على استمرار الثورة، وقال إن «الدعوة لجمعة الغضب تأتي للحفاظ على عزة الشعب المصري التي أرجعتها الثورة للشعب». وأضاف البيان أن «الثورة خرجت من أجل تحقيق العيش والعدالة والحرية للشعب المصري، وليست من أجل أن تصل الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى هذا الحد، وذلك بسبب تشبث المجلس العسكري بالسلطة واستخدامه لنفس سياسة مبارك في إدارة الدولة». وقال عمرو عبد الرحمن عضو الاتحاد لـ«الشرق الأوسط» إن «مظاهرة يوم الأربعاء الماضي (25 يناير)، خير دليل على استمرار الثورة، وأن الشعب المصري سيستكمل ثورته حتى تتحقق جميع مطالبها».

ومن جانبه، أشار الدكتور عبد الجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إلى أن المشاركة في جمعة الغضب الثانية تأتي للتأكيد على مطالب وأهداف ثورة 25 يناير التي لم تتحقق حتى الآن، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «مشاركتنا للتأكيد على أن الشعب المصري جزء أساسي من صنع القرار، وأن الثوار الذين صنعوا الثورة ما زالوا موجودين في الميدان ولن يتنازلوا عن أي جزء من مطالبهم».

ومن جهة أخرى، خلا محيط مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» من المحتجين، عدا أفراد من قوات الأمن المركزي المسؤولة عن حراسة المبنى.. وكانت دعوات مجهولة انتشرت على موقع «فيس بوك» أمس دعت لاقتحام المبني.

وفي الإسكندرية، قال محمد نبيل عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية، إن جميع الحركات والائتلافات سوف ترفع شعار «اليوم»: «لن نستسلم.. سنناضل»، مضيفا أن «الائتلاف سوف ينظم مسيرة من أمام مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل إلى ميدان فيكتور عمانويل بمنطقة سموحة للدخول في اعتصام مفتوح لحين تسليم السلطة ومحاكمة قتلة الثوار».