82% من شبيبة المستوطنين يخدمون في الجيش في إطار سياسة مخططة

أكثر من 60% منهم في وحدات قتالية تعمل في مواقع احتكاك مع الفلسطينيين

TT

كشفت إحصائيات أعدت في مكتب القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، أمس، أن شريحة شبيبة المستوطنين تعتبر من أكثر الشرائح الاجتماعية في إسرائيل التزاما بالخدمة العسكرية، وأن معدل هذا الالتزام يبلغ نسبة 82 في المائة. ولا يكتفي المستوطنون بارتفاع نسبة هذه الخدمة، بل يختار غالبيتهم (نحو 62 في المائة) الخدمة في وحدات قتالية، أي أقل قليلا من ضعفي المعدل العام في بقية المناطق في إسرائيل، البالغ نحو 40 في المائة.

يذكر أن المقاتلين في هذه الوحدات هم الذين ينفذون عمليات المداهمة والاعتقالات في الضفة الغربية والعمليات الخارجية. وهم يعملون بالأساس في مواقع احتكاك مع الفلسطينيين ومع بقية العرب في المنطقة.

وجاء في الإحصائيات أيضا أن واحدا من كل 6 من جنود المستوطنين يحصل على درجة ضابط، وهنا أيضا تضاهي هذه النسبة ضعفي المعدل العام (8 في المائة).

وقد عرض الجيش هذه الإحصائيات أمام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، «مع تقديم تحيات الشكر والتقدير للتربية في المستوطنات على روح التضحية والقتال». وكتبت قائدة القوى البشرية في الجيش، أورنا بربيباي، وهي أول امرأة تصل إلى درجة جنرال وعضو في رئاسة هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، «من الناحية العملية نجد أن 9 من كل 10 جنود من المستوطنين، يؤدون مهام ذات قيمة عليا في الجيش. وهذا هو مصدر افتخار لكم ولكل سكان المستوطنات. ونحن نرجع هذه الحمية العالية إلى الجهود التي تبذلونها أنتم في قيادة المستوطنات، من أجل توعية شبابكم على أهمية التجند للجيش في وحدات ذات مغزى، تتسم في تحمل المهمات القتالية الصعبة».

ورد جرشون مسيكا، رئيس مجلس المستوطنات في منطقة نابلس، قائلا إنه ورفاقه في قيادة المشروع الاستيطاني سعداء بهذه الإحصائيات «المدهشة»، ويرون فيها شهادة شرف كبير للشبيبة الاستيطانية من جهة، وصفعة لأولئك الذين يبثون في المجتمع الإسرائيلي روح الكراهية للمستوطنين. وأكد أن هذه الحمية في الالتزام بالخدمة العسكرية المميزة، تعبر عن «التربية المميزة في المستوطنات لأهمية أرض إسرائيل وممارسة الصهيونية في كل يوم والدفاع عن إسرائيل. فالتربية على حب إسرائيل تقود إلى التميز في الخدمة العسكرية».

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي يقف في حالة حرج هذه الأيام، بعد أن خرج مجموعة كبيرة من الضباط في جيش الاحتياط بحملة احتجاج ضد ما يعرف باسم «قانون طال»، لأنه يتيح للمتدينين اليهود أن لا يؤدوا الخدمة الإجبارية في الجيش وأن يحصلوا في الوقت نفسه على مكافآت حكومية.