مصر: مسيرات «جمعة العزة والكرامة» شرايين الثورة إلى «قلب الميدان»

هزت الشوارع وهتفت أمام وزارة الدفاع «يسقط حكم العسكر»

TT

استظلت مسيرات «جمعة العزة والكرامة» التي اندلعت أمس في شتى ربوع مصر بروح شهداء الثورة، وطاف ألوف المصريين بشوارع القاهرة في طريقهم إلى ميدان التحرير للمشاركة في «جمعة العزة والكرامة»، لمطالبة المجلس العسكري (الحاكم) بتسليم السلطة فورا للمدنيين. وفيما كانت الجموع تهتف في مسيرات أطلقوا عليها أسماء شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير: «سلمية.. سلمية». شهدت بعض المسيرات احتكاكات ومشادات بين مؤيدي المجلس العسكري والمتظاهرين المطالبين بإسقاطه، بالقرب من مقر وزارة الدفاع وفي شارعي الأزهر ورمسيس.

واهتزت شوارع القاهرة أمس بهتافات المتظاهرين، في مشهد ذكر المصريين الذي ظلوا يتابعون المسيرات من شرفات منازلهم بذكري يوم «جمعة الغضب» في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث ارتدى المتظاهرون أقنعة بملامح شهداء الثورة: الشيخ عماد عفت، مينا دنيال، علاء عبد الهادي، مصطفى الصاوي، محمد محسن وخالد سعيد، أحد الذين مهدوا لها.

وقال أيمن عامر منسق الائتلاف العام للثورة لـ«الشرق الأوسط» إن «المسيرات طالبت بتسليم السلطة وفق جدول زمني ينتهي في أبريل (نيسان) المقبل، والقصاص العادل لدماء الشهداء والمصابين وتطهير مؤسسات الدولة».

أما نور عبد الحميد (35 عاما) الذي التقط خيط الكلام، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «تسمية المسيرات بأسماء الشهداء، للتذكير بما قدموه لمصر ومحاسبة المسؤولين عن قتلهم». ومن حي شبرا انطلقت مسيرة حملت اسم الشهيدة سالي زهران إلى التحرير، سبقتها إلى قلب الميدان مسيرة من مسجد مصطفى محمود بضاحية المهندسين، وحملت اسم الشهيد مصطفى الصاوي، وطالب المتظاهرون فيها بتسليم السلطة لمجلس رئاسي وتقديم موعد إجراء انتخابات الرئاسة، وردد المتظاهرون هتافات: «مش هاستنى 6 شهور.. الرئيس قبل الدستور»، مؤكدين استمرار احتجاجهم لحين تنفيذ مطالب الثورة.

ونظمت الحركات الشبابية مسيرة من الجامع الأزهر، حملت اسم الشهيد الشيخ عماد عفت، للتنديد بحكم العسكر وشهدت اشتباكات بين المتظاهرين وأصحاب المحال التجارية، وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام مسجد النور بحي العباسية باسم الشهيد محمد محسن واتجهت إلى ميدان التحرير، وردد المتظاهرون هتافات تندد بحكم المجلس العسكري، منها: «يسقط.. يسقط حكم العسكر»، «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم».

وصادفت المسيرة التي انطلقت من مسجد الاستقامة بمحافظة الجيزة سيارة شرطة مصفحة بالقرب من ميدان الدقي، وحاول البعض الاحتكاك بها، مما أدى إلى تدخل عدد من قادة المسيرة ومنعوا الشباب من الاشتباك مع الشرطة، واستجاب ضابط الشرطة ورحلوا بالسيارة فيما ردد المتظاهرين: «سلمية.. سلمية». وتحركت مسيرة من أمام جامع الفتح بضاحية المعادي، ورفع المتظاهرون صورا للشهداء ومنها صورة شهيد مبتسم مجهول الهوية، بالإضافة إلى العديد من المسيرات من أحياء القاهرة المختلفة.

وأمام مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» توافد الآلاف بمسيرات من ميدان التحرير للمطالبة بتطهير الإعلام، ورددوا هتافات: «الثوار مش بلطجية»، «صور ذيع حق الشهدا مش هيضيع».

إلى ذلك، قام متظاهرون مؤيدون للمجلس العسكري بالعباسية بعمل كردون بشري لمنع المسيرة القادمة من مسجد الفتح برمسيس في اتجاه وزارة الدفاع، مرددين هتافات «الجيش والشعب إيد واحدة»، وهي الهتافات التي رد عليها متظاهرو المسيرة بهتافات أخرى تندد بحكم العسكر. وحدثت احتكاكات بين الفريقين استطاعت بعدها المسيرة من دخول ميدان العباسية، ولم يحل بينها وبين الوصول لمحطة مترو كوبري القبة سوى الأسلاك الشائكة ومدرعات الجيش التي أغلقت الطريق لوزارة الدفاع. مما اضطر المتظاهرين لكتابة مطالبهم ووضعها على الأسلاك الشائكة.

وامتدت المسيرات خارج القاهرة وكانت السمة الأساسية في جميع محافظات مصر، ففي الإسكندرية توجه عشرات الآلاف عقب صلاة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم بمسيرة حاشدة إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، وردد المتظاهرون، الذين أصروا على المشاركة رغم برودة الجو وهطول الأمطار، هتافات: «عيش حرية عدالة اجتماعية»، و«الشعب.. والشعب إيد واحدة». وقالت الناشطة السياسية سوزان ندا إن «مطالب المتظاهرين هي تسليم السلطة فورا لضمان محاكمة كل المتورطين في قتل الثوار».