أب وأم وأربع بنات.. تحت راية الثورة

أصبحت الأسرة علامة في «التحرير» وتفتخر بلافتات الأب عاشق الخط العربي

صورة للأسرة في إطار إحدى مشاركاتها بميدان التحرير («الشرق الأوسط»)
TT

قد تبدو هذه الأسرة في مهمة صعبة، لكنهم مصرون على إنجازها، أو على الأقل نيل شرف التعبير عنها، أما المهمة فهي تحقيق مطالب ثورة 25 يناير المصرية في الحرية والعدل، أما الأسرة فمكونة من أب وأم وأربع بنات، تتفاوت أعمارهن، وتميزهن الملامح المصرية.. في كل مظاهرة أو في المليونيات المتعددة في ميدان التحرير، تشد الأسرة الرحال من محافظة القليوبية المجاورة للعاصمة القاهرة ليشاركوا في التظاهر والمسيرات، لافتين النظر إليهم بلوحاتهم المميزة في الميدان وحرصهم الشديد على الوجود، في قلب المشهد، حتى أصبحت الأسرة إحدى علامات الاحتجاج اللافتة بالميدان.

الأب «السيد عبد المجيد إبراهيم»، موظف حكومي، وهاو للخط العربي منذ فترة طويلة، يحمل في ذكرى مرور عام على الثورة لافتة خط عليها «يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا في دولة مش معسكر»، ويقول: «أنا عاشق للخط العربي وأمتهنه كهواية، منذ فترة طويلة، وأقوم بتعليمه للآخرين، وأصمم اللوحات التي نحملها أنا وأسرتي منذ بداية الثورة وحتى الآن بما يتناسب مع الموقف، والسبب الذي نتظاهر من أجله».

ويوضح الأب أنه منذ الثورة أصبح لديه أكثر من 250 لوحة يعتز بها.. «أكتبها بيدي، وهي لا تقارن بأشخاص ضحوا بحياتهم واستشهدوا أو أصيبوا خلال الثورة».

زوجة السيد عبد المجيد تحمل في ذكرى الثورة لافتة كتب عليها «عاوزني احتفل بإيه قل لي إيه اتحقق إيه»، وهي تشاركه في التظاهر والاعتصام منذ بداية الثورة وحتى الآن، بعد مرور عام عليها، حاملة اللافتات التي يخطها زوجها بخطه العربي المميز بما يتناسب مع أهداف التظاهر.

وتؤكد الزوجة أنها تحرص على النقاش مع بناتها، ليعبرن عن رأيهن، وتصورهن للوضع بكل حرية، «فالنقاشات السياسية أصبحت جزءا من حياتنا؛ سواء في المنزل، أو في المدرسة، حتى مع أصدقائهن».

الابنة الكبرى منه الله (23 سنة) حاصلة على دبلوم تجارة، تشير إلى أنه «يجب الاستمرار في التظاهر لحين الحصول على حقوقنا، فحتى الآن الثورة لم تحقق أهدافها، وهناك مماطلة في انتخاب الرئيس والإصرار على وضع الدستور أولا، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على الثوار مؤخرا، وعلى البنات بشكل خاص وهو أمر مرفوض تماما ولا يجب السكوت عليه».

وتشير أختها الأصغر فاطمة (13 سنة) إلى أنها لم تشعر بالخوف إطلاقا من المشاركة في التظاهر والاعتصام في بداية المظاهرات، ولكن الخوف الوحيد الذي شعرت به كان خوفا على البلد وليس على أنفسهم. وتؤكد فاطمة أن اللافتة التي حملتها كانت المفضلة بالنسبة لها، وهي لافتة خط والدها عليها عبارة «الشهداء أكرم منا جميعا»، مشيرة إلى أن «حقوق الشهداء يجب أن لا تضيع لأنهم السبب فيما وصلنا إليه الآن، ولولا دماء هؤلاء الشهداء لما كان هناك ثورة، ولما تمكننا اليوم من الخروج في الشوارع في هذه المسيرات».