مصادر: حماس تدعم «سرا» الثورة السورية وتمنع التضامن معها في «العلن»

فضت بالقوة فعالية داعمة للثورة قبل يومين من زيارة هنية لطهران

متظاهرون سوريون ضد نظام الأسد في إدلب أمس في جمعة «حق الدفاع عن النفس»
TT

قبل يومين من زيارة منتظرة يقوم بها إسماعيل هنية، رئيس الحكومة المقالة في غزة، إلى إيران، فضت الأجهزة الأمنية التابعة للحركة تجمعا مناهضا للنظام السوري ويدعم ثورة الشعب السوري، في غزة، وعممت بعدم تنظيم فعاليات من هذا القبيل أمام وسائل الإعلام.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، أن أجهزة حماس اقتحمت بالقوة فعالية للسلفية الدعوية في محافظة الوسطى في غزة، أقيمت دعما للثورة السورية، قبل أن تقوم بفضها بالقوة، بعدما قامت بتمزيق اللافتات في المكان، وصادرت جميع الكاميرات والأجهزة الأخرى، واعتقلت الشيخ ياسر أبو هولي، مدير جمعية «ابن باز» السلفية في المنطقة، وهي الجهة التي كانت منظمة للفعالية.

وكانت الجمعية السلفية أطلقت حملة كبيرة في غزة لنصرة الشعب السوري وجمع التبرعات له تحت عنوان «نصرة أهل فلسطين لأهل سوريا المستضعفين»، غير أن الحملة جوبهت بموقف صارم من حماس.

وقالت المصادر إن حماس عممت على ناشطين ومشايخ وسلفيين أن يتجنبوا تنظيم فعاليات ضد النظام السوري أمام وسائل الإعلام، حفاظا على موقفها «الوسطي» المعلن من المسألة السورية، مؤكدة أن لا ضير من فعاليات بدون إعلام.

وبحسب المصادر، فإن حماس وقيادتها تدعم الثورة السورية لكن في «السر» ولا تريد لهذا الموقف أن يكون علنيا، ولذلك تجد من بينهم من يدعو للثورة السورية من على منابر المساجد فقط. ويدلل على تأييد حماس سرا للثورة السورية ما تسرب بداية هذا الشهر من فيديو لهنية نفسه، يتحدث فيه إلى أحد السوريين في تركيا كما يبدو أو الخرطوم، قائلا له «قلوبنا معكم»، على الرغم من أنه وغيره لا يعلقون رسميا على الأحداث. وحسب الفيديو الذي لم تنفه حماس أو هنية، ونشرته المعارضة السورية على موقع «فيس بوك»، فقد تفاجأ هنية بأحد المواطنين السوريين يقول له «والله، الشعب عم يتقتل ولا يريد منكم إلا كلمة واحدة»، ليرد هنية قائلا: «قلوبنا معكم، مشاعرنا معكم وموقفنا الجوهري معكم».

ويضيف «أملنا بالله كبير إن شاء لله ربنا سبحانه وتعالى، يجعل لكم من أمركم رشدا». ومن المنتظر أن يبدأ هنية نهاية الشهر الحالي زيارة لطهران، الموالية للنظام السوري، بعد دعوة من الرئيس أحمدي نجاد، على أن يذهب بعد ذلك إلى الكويت ودول أخرى. ومن غير المعروف ما إذا كان نجاد سيبحث موقف حماس من نظام الأسد مع هنية.

وكانت حماس أصدرت بيانا واحدا منذ بداية أحداث سوريا دعت فيه إلى حل سياسي ينقل البلاد إلى مرحلة جديدة. وقالت الحركة في بيان صحافي الشهر الماضي «بادرنا وما زلنا نبادر بجهود كبيرة متواصلة من أجل المساعدة في خروج سوريا العزيزة من هذه الأزمة الصعبة، من خلال حل سياسي يحقن الدم السوري، ويحقق للشعب السوري تطلعاته في الإصلاح والديمقراطية، ويحفظ لسوريا أمنها واستقرارها، ويعزز جبهتها الداخلية، ويجعلها أقدر على مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية». ورغم صمت حماس فإن العلاقة بين حماس ونظام الأسد متوترة، منذ رفضت الحركة تأييده بشكل واضح وعلني، وهو الموقف الذي لم يعجب النظام السوري.

وزاد التوتر بين دمشق وحماس، منذ اتخذ نظام «الإخوان» الذي تنتمي إليه حماس موقفا معاديا ومناهضا للنظام السوري. وغادر عشرات من نشطاء حماس وعائلاتهم سوريا، بينما يتعمد قادة الحركة البقاء في دول الجوار مثل مصر وقطر وتركيا والسودان والأردن، في وقت حافظت فيه حماس على تمثيل بسيط في العاصمة السورية.