العلوي زعيم «العراقية البيضاء»: سفير إيران يتصرف وكأن العراق ولاية فارسية

قال لـ «الشرق الأوسط» إن طهران أخفقت في البحرين وهي الآن في سبات نووي

حسن العلوي
TT

شن زعيم الكتلة العراقية البيضاء في البرلمان العراقي والنائب والمفكر العراقي المعروف، حسن العلوي، هجوما عنيفا على إيران، وذلك على خلفية التصريحات التي يدلي بها السفير الإيراني في بغداد، حسن دناني فر. وأبدى العلوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، استغرابه مما سماه «صمت الحكومة العراقية على التصريحات الاستفزازية الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين؛ سواء قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني أو السفير دناني فر، الذي يتصرف وكأن العراق ولاية تابعة لبلاد فارس»، مشيرا إلى أن «الحكومة العراقية كالت بمكيالين على صعيد العلاقة مع إيران وتركيا. ففي الوقت الذي استدعت فيه السفير التركي، وهو أمر يعد جزءا من الممارسة الدبلوماسية لأي دولة، وذلك على إثر التصريحات التي صدرت عن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، فإنها لم تستدع السفير الإيراني للغرض نفسه».

وعبر العلوي عن دهشته واستغرابه مما سماه «التطاول الإيراني المستمر على السيادة العراقية، بينما يفترض أن يتصرف سفير أي دولة وفقا لقواعد القانون الدولي التي تحكم العلاقات بين الدول». وأضاف العلوي: «إننا إذا ارتضينا هذه القسمة، وذلك بأن يكون فريق من العراقيين ساكتا على تدخل إحدى دول الجوار ويستغرب تدخل أخرى وبالعكس، فإننا بذلك نضع سيادة بلدنا في مهب الريح».

واعتبر العلوي أنه «أصبح من الواضح أن هناك ورقة تفاهم إيرانية - تركية بشأن العراق بعد الانسحاب الأميركي، قوامها نوع من تقاسم النفوذ بينهما في هذا البلد، وذلك في ظل غياب دور عربي فاعل».

وحول التصريحات التي صدرت عن القائمة العراقية مؤخرا، وبدت في بعض جوانبها ودية حيال إيران، قال العلوي إن «تصريحات العراقية الودية حيال إيران إ نما جاءت بناء على نصيحة تركية إلى زعامات العراقية، وذلك بتسوية مشكلاتها مع إيران، حيث إن أنقرة باتت مقتنعة بأن أي رئيس وزراء في العراق لا يمكن أن ينصب، ما لم يعمد في إيران». وأشار العلوي إلى أنه «في مقابل ذلك، فإن الزيارة السريعة التي قام بها زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم إلى تركيا، بعد التوتر المفاجئ في العلاقات بين بغداد وأنقرة، إنما جاءت من وحي نصيحة إيرانية لغرض تهدئة الأجواء لحاجة إيرانية ملحة في هذا الجانب».

ويرى العلوي أن «إيران أخفقت في البحرين فيما كانت المعارضة البحرينية تصعد من مطالبها»، مشيرا إلى أن «الموقف الإيراني الذي بدا متهاونا ينسجم مع وضعها الحالي على صعيد علاقتها مع المجتمع الدولي، حيث إن إيران الآن في حالة سبات نووي، وبالتالي فإنها تحاول أن لا تصعد مواقفها إلا من باب التهديدات التي تطلق كبالونات اختبار فقط ولا تعني شيئا، مثل التهديد بغلق مضيق هرمز أو ضرب القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة أو غيرها. غير أن الحقيقة الثابتة أن إيران الآن لا تستطيع أن تفعل أي شيء حتى تنهي مشروعها النووي»، موضحا أنها «لم تدخل عبر تاريخها حربا بالنيابة عن أحد بينما دخل آخرون دول وجماعات وجهات حروبا ومعارك نيابة عنها».

وحول موقف كتلته من المؤتمر الوطني، وما يجري على صعيد العلاقة بين القائمة العراقية، بزعامة إياد علاوي، ودولة القانون، بزعامة نوري المالكي، قال العلوي إن «المشكلة التي لا تريد أن تفهمها العراقية أن خصومها يفرحون تماما بالمواقف التي تتخذها واتخذتها مؤخرا، مثل تعليق العضوية في البرلمان والحكومة، بل هم يتمنون ما هو أبعد من ذلك، مثل الانسحاب من العملية السياسية، لأن البديل موجود ومن ذات المكون السني الذي تمثله العراقية».

وأشار إلى أنه «ليس من صالح العراقية الاستمرار في تعليق العضوية بصرف النظر عن انعقاد المؤتمر الوطني أو عدم انعقاده أو نجاحه فيما انعقد أو فشله، إذ إن فريق السلطة الحاكم يرحب في أعماقه بمواقف القائمة العراقية التي تعتبرها هي أوراق ضغط، بينما هو يراها أمرا آخر مختلفا تماما». ونصح العلوي زملاءه في العراقية بـ«العودة القوية للبرلمان والحكومة حتى لا يخلو الملعب لسواهم من الفريق الآخر».