ساركوزي يقدم موعد سحب القوات من أفغانستان بعد حادثة قتل الجنود الـ4

فرنسا تقرر أيضا نقل المسؤولية الأمنية في ولاية كابيسا إلى الجيش الأفغاني

ساركوزي خلال استقباله كرزاي في الإليزيه أمس (أ.ب)
TT

أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في ختام لقاء مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، أمس، أن انسحاب القوات الفرنسية المقاتلة المنتشرة في أفغانستان سينجز أواخر 2013 بدلا من نهاية 2014 كما كان مقررا من الحلف الأطلسي. وكشف ساركوزي عن هذا القرار على خلفية الجدل الدائر في فرنسا إثر إقدام جندي أفغاني على إطلاق النار وقتله 4 من زملائه الفرنسيين في هجوم أسفر أيضا عن إصابة 15 آخرين، في العشرين من الشهر الحالي.

وكشف ساركوزي عن تقديم موعد سحب القوات غداة تعهد المرشح الرئاسي الاشتراكي فرانسوا هولاند، أول من أمس، بسحب القوات الفرنسية من أفغانستان هذا العام إذا انتخب رئيسا. وتتوقع استطلاعات للرأي أن يتغلب هولاند على ساركوزي في الانتخابات التي ستجرى بعد 3 أشهر.

وأوضح ساركوزي أمس أن فرنسا «ستطلب من الحلف الأطلسي إعداد دراسة عن مجموع المهمات القتالية التي سيتولاها الجيش الأفغاني من الحلف الأطلسي في 2013». كان عام 2014 هو الموعد الذي حدده الحلف الأطلسي لنقل هذه المهمات. وقال ساركوزي أمس أيضا إن فرنسا ستنقل إلى الجيش الأفغاني المسؤولية الأمنية في ولاية كابيسا شمال شرقي العاصمة كابل «ابتداء من مارس (آذار) 2012»، مضيفا أن «متابعة العملية الانتقالية والنقل التدريجي للمسؤوليات القتالية سيتيحان التخطيط لعودة مجمل قواتنا المقاتلة ابتداء من نهاية 2013».

وينص الجدول الزمني لانسحاب نحو 3600 جندي فرنسي ما زالوا منتشرين في الأراضي الأفغانية على أن يعود ألف جندي إلى فرنسا خلال 2011، في مقابل 600 في المشروع السابق، كما أوضح الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأفغاني.

وقال ساركوزي من جهة أخرى: إن مهمات تدريب الجيش الأفغاني التي يقوم بها الجيش الفرنسي والتي علقت بعد مقتل 4 جنود فرنسيين برصاص جندي أفغاني قبل أسبوع، ستستأنف ابتداء من (اليوم) السبت. وأوضح ساركوزي أن الجيش الفرنسي سيواصل بعد 2013 مهمات تدريب الجيش الأفغاني مع مجموعة من المدربين «سيكون عددهم بضع مئات».

كان ساركوزي قد هدد، قبل أيام، بتقديم موعد سحب القوات، غير أن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قال لاحقا إن فرنسا لن تخضع «للذعر» وإن «عليها ألا تخلط بين الانسحاب المنظم والانسحاب المتسرع». وتشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الفرنسيين (84%) يريدون عودة قواتهم بنهاية 2012 حسب استطلاع سي إس إيه الذي نشر هذا الأسبوع.

من جانبه، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الحلفاء أول من أمس للبقاء على التزامهم بنقل المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية بعد تهديد الرئيس الفرنسي بالانسحاب. وقال أندريس فوغ راسموسن إنه يفهم مخاوف فرنسا بعد قتل الجندي الأفغاني الجنود الذين كانوا من دون سلاحهم في العشرين من الشهر الحالي، غير أنه أشار إلى أن بلدان الحلف الأطلسي اتفقت على موعد 2014 لسحب القوات القتالية ونقل المهام الأمنية إلى الأفغان. فبعد مقتل الجنود الـ4 أرسل ساركوزي وزير دفاعه جيرار لونغيه إلى كابل لتقييم سبل تحسين أمن الجنود الفرنسيين الذين يدربون الجيش الأفغاني. وقال لونغيه إنه أبلغ أن القاتل كان متسللا من طالبان إلى الجيش الأفغاني، غير أن مصادر أمنية أفغانية قالت إنه فتح النار بسبب فيديو أظهر جنودا أميركيين يتبولون على جثث متمردين من طالبان.

وقالت طالبان، التي عادة ما تسرع بتبني قتل جنود من التحالف، إنها تحقق في الأمر. وقالت إن بعض الهجمات الكثيرة التي ينفذها الجنود الأفغان على زملائهم الأجانب تحدث بدافع الغضب من «العدو الغازي». وتعتبر الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا البلدان الثلاثة المساهمة بأكبر عدد من القوات التي يتزعمها الحلف الأطلسي في أفغانستان، وقوامها 130 ألف جندي يقاتلون منذ 10 سنوات حركة تمرد طالبانية منذ أن أطيح بالحركة الإسلامية المتشددة من السلطة على أيدي القوات الأميركية عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وإجمالا قُتل 82 جنديا فرنسيا منذ بدء انتشار القوات الفرنسية في أفغانستان عام 2001.

ويزور كرزاي بلدانا أوروبية في جولة تستمر 5 أيام؛ حيث يوقع على اتفاقات شراكة استراتيجية بهدف دعم إعادة الإعمار والتنمية في بلاده. وبعد زيارته لفرنسا، كان مقررا أن يتوجه كرزاي أمس إلى لندن؛ حيث يجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقد وقع كرزاي مع رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو مونتي، أول من أمس، اتفاق شراكة استراتيجية طويل الأمد في روما.