رفض ترشح معارض بارز لبوتين بداعي الخلل في جمع التوقيعات

غريغوري يافلينسكي يندد بالقرار.. واحتجاجات أمام اللجنة الانتخابية

يافلينسكي (أ.ف.ب)
TT

استبعدت السلطات الروسية، أمس، المعارض الروسي غريغوري يافلينسكي من سباق الانتخابات الرئاسية، بداعي خلل في جمع مليوني توقيع لدعم ترشحه، في حين نددت المعارضة بمناورة تهدف لإفساح المجال لفلاديمير بوتين.

وقال عضو اللجنة الانتخابية سيرغي دانيلنكو: «يؤسفني إعلان عدم استطاعتنا تسجيل يافلينسكي كمرشح». وعلى الفور، ندد يافلينسكي المعارض أحد مؤسسي حزب «يابلوكو» بالقرار وقال إنه «وقع من قبل (رئيس اللجنة الانتخابية) تشوروف، لكني علي يقين من أن بوتين هو الذي أمره بذلك».

من جانبه، قال رئيس حزب «يابلوكو»، سيرغي ميتروخين، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن الهدف هو التخلص من مرشح مزعج؛ فيافلينسكي هو الوحيد الذي لم يدخل لعبة بوتين». واعتبر أن هذا القرار «ينسف شرعية الانتخابات الرئاسية»، التي يعتبر الرئيس السابق، رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين، الأوفر حظا للفوز بها. ويمنع قرار استبعاد يافلينسكي أيضا مراقبي حزبه، الذين كانوا قد نشطوا بقوة لتسجيل حالات التزوير في الانتخابات التشريعية في 4 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من مراقبة الانتخابات الرئاسية المقررة في 4 مارس (آذار) المقبل. غير أن يافلينسكي أكد أن المراقبين التابعين للحزب وعددهم 15 ألفا سيتابعون الاقتراع بإشراف الأمم المتحدة.

وينص القانون الروسي على أن المرشح الذي لا يحظى بدعم حزب في البرلمان، وهو ما ينطبق على يافلينسكي، يتعين عليه حشد دعم مليوني ناخب للتمكن من خوض الانتخابات. وكان هذا النظام موضع تنديد منذ فترة طويلة من المعارضة باعتباره يتيح للسلطات استبعاد أي مرشح مزعج لها بطريقة تعسفية.

وبعد المظاهرات العارمة في ديسمبر، أقر الرئيس ديمتري ميدفيديف بنفسه أنه يتعين إصلاح النظام، معلنا أن عدد التوقيعات سيصبح 300 ألف للتسجيل في الانتخابات الرئاسية. وبموجب التشريع الساري حاليا يتم التثبت من عينات التوقيع والتأكد من 95% منها على الأقل ليمكن تسجيل المرشح.

وقالت اللجنة الانتخابية إنه من أصل 600 ألف توقيع تم فحصها اعتبرت 153930 منها «باطلة» لأنها «نسخ». وأوضح ممثل الحزب، بوريس موسييف، أن «يابلوكو» قدم «توقيعات أرسلت على البريد الإلكتروني»، مؤكدا أن «القانون لا يحظر ذلك».

ورفع ناشطون تابعون للحزب لافتات أمام اللجنة الانتخابية كتب عليها «نعم لانتخابات نزيهة». وكتب على إحدى اللافتات: «تشوروف.. استقل» في إشارة إلى رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف، أحد مساعدي بوتين السابقين في بلدية سان بطرسبورغ، الذي كان موضع انتقاد شديد من المعارضة.

كانت اللجنة الانتخابية المركزية قد لمحت، منذ الاثنين الماضي، إلى أن حظ يافلينسكي ضئيل لدخول قائمة المرشحين. ويافلينسكي خبير اقتصادي والمستشار السابق للرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف الذي كان قد شارك في الانتخابات الرئاسية عامي 1996 و2000.

وفي الاقتراع الرئاسي المرتقب في 4 مارس، يطمح فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء منذ 4 سنوات، إلى العودة إلى الرئاسة التي كان قد غادرها عام 2008، بسبب عدم إمكان الترشح لولايتين متتاليتين من 4 سنوات. وبوتين، الذي منحه آخر استطلاع للرأي لمعهد ليفادا المستقل 62% من نوايا التصويت، يبقى أوفر المرشحين حظا، على الرغم من حركة احتجاج لا سابق لها منذ عام 2000، تاريخ توليه الرئاسة لأول مرة.