مشرف يرجئ عودته إلى باكستان بسبب التحذير من اعتقاله

صواريخ مجهولة المصدر على الأكاديمية العسكرية قرب منزل بن لادن

TT

أعلن الأمين العام لحزب الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، أمس، في دبي أن مشرف أرجأ عودته إلى باكستان؛ حيث تنوي السلطات توقيفه. وقال الأمين العام للحزب، محمد علي سيف، خلال مؤتمر صحافي: «إن مشرف قرر في النهاية اليوم (أمس) أنه سيقبل التوصيات» التي أصدرتها اللجنة المنبثقة من حزب الرابطة الإسلامية لعموم باكستان بإرجاء عودته، مضيفا أن «هذا القرار (المتعلق بالعودة) ستبحثه اللجنة المركزية للحزب».

كان الجنرال مشرف، الذي يعيش في المنفى بين لندن ودبي، قد أعلن في 9 يناير (كانون الثاني) الحالي أنه سيعود إلى بلاده «بين 27 و30 يناير» مبديا نيته الترشح للانتخابات المقبلة. لكن حزبه نصحه بتأجيل عودته؛ نظرا لأن الحكومة الباكستانية أعلنت أن مشرف سيتم توقيفه حال وصوله. وقال سيف إن رد فعل السلطات «أدى إلى تغيير الوضع تغييرا جذريا»، موضحا أن الحزب قرر «أنه لن يكون من مصلحة الحزب أن يعود الرئيس (السابق) مشرف إلى باكستان» في الظروف الحالية.

وبعد أن حكم باكستان من 1999 إلى 2008، أرغم مشرف على الاستقالة في أغسطس (آب) 2008 بعد تشكيل حكومة تحالف بقيادة حزب الشعب الباكستاني لا تزال تحكم حتى الآن. وصدرت بحق مشرف، الذي يعيش منفيا في الوقت الراهن في لندن ودبي، ثلاث مذكرات توقيف في بلاده، إحداها في إطار التحقيق في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في نهاية 2007. بينما تشمل مذكرة التوقيف الثانية مقتل أكبر بوغاني، الزعيم المطالب بالاستقلال لإقليم بلوشستان المضطرب (جنوب غرب) في 2006 خلال عملية للجيش. أما المذكرة الثالثة فقد صدرت بحق مشرف بسبب إعلانه حالة الطوارئ في 2007 وإصداره أمرا باعتقال قضاة لضمان بقائه في السلطة.

وخلف مشرف صورة متناقضة جدا عن باكستان. فإذا كانت إدارته للشؤون المدنية لم تتعرض للانتقادات التي تعرضت لها إدارة الحكومة التي خلفته والتي تعتبر فاسدة وغير فعالة، فإن التحالف الاستراتيجي، المبرم أواخر 2001 مع الولايات المتحدة، لا يزال يتعرض للانتقاد من قسم من البلاد، الذي يأخذ عليه تأجيج التمرد المسلح وموجة الاغتيالات التي أدمت البلاد ابتداء من 2007.

وفي سياق الوضع الأمني، أُطلقت تسعة صواريخ أمس على الأكاديمية العسكرية قرب المنزل الذي كان يسكنه أسامة بن لادن حين قتلته وحدة من القوات الخاصة الأميركية قبل 9 أشهر في شمال باكستان، من دون أن تتسبب بوقوع إصابات. وأوضحت السلطات المحلية أن 3 صواريخ فقط أصابت السور المحيط بالأكاديمية العسكرية الواقعة في أبوت آباد على مسافة 500 متر من المنزل حيث اختبأ زعيم «القاعدة» قبل تصفيته، بينما سقطت الصواريخ الباقية على مقربة في أرض خلاء. ولم يتم التعرف إلى المهاجمين.