عماد غليون: تصرفات النظام تقول إن العد العكسي لنهايته قد بدأ.. وحلفاؤه سيتخلون عنه قريبا

أحمد رمضان: ندعو مجلس الأمن لتبني المبادرة العربية

عماد غليون
TT

أكد عماد غليون، وهو أول برلماني سوري انشق عن النظام السوري، أن النظام في سوريا يقوم بحملة عنيفة يستخدم فيها أقصى درجات القوة في محاولة أخيرة لقمع الانتفاضة وأضاف «هي بداية النهاية، تصرفاته تقول إن العد العكسي لنهايته قد بدأ، ونرى الصمود موجودا والنصر يقترب رغم العنف المفرط، لذلك ندعو الشعب السوري للصمود حتى يصل لتحقيق أهدافه».

كما تحدث غليون أمس في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» عن أن «الجانب الإيراني ما زال يدعم النظام السوري، وشوهد الكثير من الإيرانيين يقاتلون إلى جانب الأمن والشبيحة، ولم يستطع أحد من قبل أن يوثق للموضوع، إلا أن الجيش الحر قام بإيقاف عدد منهم، وبهذا كانت بداية للتوثيق لوجودهم». وأضاف «شوهد المئات من الأشخاص في إدلب لا يتقنون العربية، ولهم لحى، وعندما تحدث إليهم أشخاص هناك لم يتمكنوا من الرد بالعربية، ولكن وقتها لم تتوفر صور، ولدي معلومات أن الكثير من الإيرانيين يقومون بالمساعدة على القمع، كما أن هناك معلومات عن أسلحة إيرانية وغازات سامة من صنع إيراني تستعمل لقمع المحتجين». لكنه توقع أن الضغط الغربي على إيران سيجعل دورها يتراجع وستستعمل النظام السوري كورقة للتفاوض مع الغرب. وأكد أنه يرى أن حلفاء الأسد سيتخلون عنه قريبا، وأوضح قائلا «متأكد أنها ستضحي به، بالنسبة للداخل وعربيا وإقليميا النظام انتهى، والآن يدور حديث حول المجتمع الدولي، وإيران تعلم ذلك وستضحي به، وكذلك روسيا لن تستمر في الدعم ولكنهم يريدون الثمن، وقد يكون كبيرا وسينخفض مع الضعف الذي ظهرت علاماته على النظام».

وقال غليون إن هناك جهات عربية أو غربية تحذر من حرب أهلية أو تيارات طائفية وهي ذريعة لعدم دعم السوريين «لكن أقول لهم الشعب السوري حضاري ومسالم ويريد أن ينتقل لدولة مدنية ولا نريد غير السلام».

واعتبر غليون أن تحويل الملف السوري لمجلس الأمن «حالة طبيعية، وننتظر أمورا إيجابية، لأنه سيساهم في حل المسألة وستكون الأمور باتجاه خيارات الشعب السوري، فلم يبق أمامنا إلا خيار التوجه نحو المجتمع الدولي الذي نرى أنه هو الوحيد الذي يمكن أن يخلصنا من النظام، والشعب يطالب بالتدخل من أي جهة لتحقيق مطالبه».

وعن المراقبين قال غليون، إن «وجودهم أو عدمه لم يقدم شيئا للشعب، ونشكر موقف الدول الخليجية والسعودية». وأضاف «هم لا ثقة لهم بالنظام ويعلمون أنه لن يقدم شيئا من التزاماته، لذلك سحبوا المراقبين».

وحول موقفه بأن يبقى معارضا مستقلا، قال «اخترت أن أبقى مستقلا، ونسعى إلى تشكيل ائتلاف من الحراك وليس الهياكل الموجودة حاليا، ونريد أن نكون ممثلين لمطالب الشباب السوري». واستدرك «ومن ناحية أخرى نطالب المجلس الوطني لأن يكون مواقف أكثر وضوحا ولا نريد توترا بين صفوف المعارضة ونريدها صفا واحدا تحفظ الحقوق للجميع».

ومن جهته، قال الدكتور أحمد رمضان، مدير المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري المعارض، إنه يتمنى أن تتم الموافقة على مشروع القرار العربي - الغربي، وتقوية مسودته لتشمل حماية المدنيين بصورة واضحة. وأضاف «خاصة في حمص وحماه وحلب اليوم (أمس) حيث بلغ عدد الشهداء نحو 14 شهيدا، وأيضا ندعو إلى تبني المبادرة العربية وإعطائها قوة دفع لمنع النظام من المراوغة، وأن يتضمن المشروع الجانب الإغاثي للشعب السوري حتى تكون الإغاثة على المستوى الدولي».

وأعرب عضو المكتب التنفيذي في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس عن تقدير الشعب السوري الكبير والمجلس الوطني لموقف المملكة العربية السعودية الخاص في الجامعة العربية والعمل على نقل المبادرة العربية في الإطار الدولي. وقال إنه «في اللقاء الذي تم مع الأمير سعود الفيصل كان هناك تأكيد على أن موقف المملكة هو داعم للسوريين، ومستنكر لعمليات القتل التي تتم»، كما أنه حمل النظام مسؤولية المبادرة العربية وإفشال وإعاقة عمل البعثة لهذا تم سحب المراقبين السعوديين والخليجيين لشعور المملكة بأنه لن يسمح لهم بالعمل بشكل حر ومسؤول وصحيح.

كما تحدث رمضان عن المطلب الذي تقدم به المجلس الوطني السوري من أجل إنشاء صندوق دعم وإغاثة للشعب السوري يتبناه مجلس التعاون، للمساعدة على تخفيف نكبة ومعاناة السوريين، خاصة مع التدمير والتهجير الذي سببه النظام، وقال رمضان إن الأمير سعود الفيصل «وعد بدراسة هذا الموضوع وطرحه على المستوى الرسمي في المملكة وأمام مجلس التعاون». وقال إن اللقاء تم يوم الأحد الماضي في القاهرة مباشرة قبل إعلان المبادرة العربية.

واعتبر رمضان اللقاء فاتحة للقاءات مستقبلية بين المجلس الوطني والقيادة السعودية. وأضاف «أؤكد أن المجلس الوطني يقدر عاليا دور دول الخليج العربي في مساعدة الشعب السوري، وخاصة دور القيادة القطرية والشيخ حمد بن جاسم الذي ساعد على توجيه الملف السوري لمجلس الأمن».