مصادمات طائفية غرب مصر بسبب علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة

إصابة العشرات وإحراق منازل.. والسلطات تحاول احتواء الموقف

TT

اندلعت أمس في مدينة الإسكندرية بمصر (220 كلم شمال غربي القاهرة)، أعمال عنف على خلفية اشتباكات طائفية غرب المدينة، التي تعتبر معقلا للتيار السلفي في البلاد. وقالت مصادر أمنية إن مسلمين ومسيحيين تبادلا إطلاق الرصاص الحي عقب انتشار مقاطع مصورة بين الأهالي تكشف عن وجود «علاقة عاطفية» بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة في إحدى القرى التابعة للمحافظة، وهو ما أثار حفيظة بعض الشباب المسلم وهددوا بحرق منزل الشاب المسيحي.

وقال محمد أبو النور، أحد المصابين في الاشتباكات، الذي يتم علاجه حاليا بمستشفى العامرية العام، إن الأحداث تفجرت بعد قيام شاب مسيحي يملك (حياكة ملابس) بنشر مقاطع مصورة لإحدى السيدات ممن يترددن عليه بمحله في أوضاع مخلة، وترديده بين أهالي القرية إنه أقام علاقة غير شرعية مع هذه السيدة، وهو الأمر الذي تأكد بعد أن تمكن أحد الأهالي من استدراج هذا الشاب وتفريغ محتويات هاتفه الجوال للتأكد من هذه المعلومات.

وأضاف أبو النور: «قمنا مع عدد من الأهالي بالذهاب إلى كبير عائلات المسيحيين في القرية، ويدعى إسحق حارون، ليقوم بنصح الترزي (صاحب المحل) وأسرته بمغادرة القرية حقنا للدماء؛ لأن عددا من المنتمين للتيار السلفي في القرية هددوا بحرق منزله إذا لم يرحل من القرية، إلا أنه رفض خروجه من القرية، مؤكدا لهم أن (الخطأ مشترك)». وقام عدد من المسلمين بالتجمهر أمام منزل المواطن المسيحي طالبين منه الخروج من القرية، إلا أن شابا مسيحيا آخر له منزل مجاور لمنزل «الترزي»، أصابه الخوف من التعدي على المسيحيين، فأخرج سلاحا آليا من محله لتهديد المسلمين المتجمهرين أمام منزل «الترزي». وقالت المصادر إن طلقات عشوائية خرجت من سلاحه، لكنها لم تصب أحدا، وهو ما جعل المسلمين يهاجمون منزل «الترزي» ويحرقونه، بينما لم يكن «الترزي» أو أفراد أسرته موجودين في المنزل حيث كانوا قد هربوا قبلها بساعات.

وعقب قيام عشرات من السلفيين بإشعال النيران في منازل ومحال بالقرية تخص مسيحيين وفقا لنادر مرقس، عضو المجلس الملي، قام شخص مسلم بإحضار سلاح وأطلق منه طلقات عشوائية أصابت العشرات من الموجودين، والذين تم نقلهم على الفور لتلقي العلاج.

وقالت مصادر أمنية إن قوات من الجيش والشرطة حاصرت القرية وتمركزت 15 سيارة للأمن المركزي قرب موقع الأحداث، وحضر محافظ الإسكندرية وعدد من نواب مجلس الشعب التابعين لحزب الحرية والعدالة (الإخواني)، لتهدئة الأهالي ومنع تفاقم الأحداث، مؤكدين أن كل من أخطأ من الجانبين سوف يلقى عقابه، بينما طالب محافظ الإسكندرية، الدكتور أسامة الفولي، كبار القرية بالقيام بدورهم في التهدئة.