اليمن: صالح توقف في بريطانيا في طريقه إلى أميركا.. و15 قتيلا من «القاعدة»

الخارجية البريطانية لـ «الشرق الأوسط»: الطائرة الرئاسية هبطت للتزود بالوقود

TT

أكدت مصادر رسمية يمنية وصول الرئيس المنتهية ولايته، علي عبد الله صالح، أمس، إلى مطار ستانستيد، في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية، للعلاج، فيما أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها في 21 فبراير (شباط)، عدم مشاركة المغتربين اليمنيين في التصويت، وسط تهديدات من أنصار الحراك الجنوبي في مدينة الضالع الجنوبية بمنع الانتخابات بكل الوسائل الممكنة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن صالح الذي وقع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة بإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، «وصل عصر أمس، مطار ستانستيد بلندن، مقبلا من سلطنة عمان، التي وصلها الأسبوع الماضي، في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال العلاج من الإصابات التي نتجت جراء الاعتداء الذي تعرض له في جامع دار الرئاسة مع كبار قادة الدولة في 3 يونيو (حزيران) الماضي». وأكدت الخارجية البريطانية أن الرئيس اليمني وصل لندن، وهبطت طائرته للتزود بالوقود في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية، التي طلبت عدم ذكر اسمها، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» في لندن، «إن أيا من ركاب الطائرة لم يغادرها، وإن الهدف من هبوط الطائرة كان لمجرد التزود بالوقود، وإن الطائرة واصلت بعد ذلك رحلتها إلى الولايات المتحدة حسبما هو مقرر لها». وأكدت المتحدثة أن «الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 21 فبراير (شباط) المقبل تعد حجر الزاوية في طريق إنجاز التحول السياسي في البلاد، وأن بريطانيا تدعم بقوة هذا التحول».

إلى ذلك أقرت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء المشرفة على الانتخابات الرئاسية المبكرة، عدم مشاركة المغتربين في الانتخابات، وقالت إن ذلك لـ«أسباب أوردها عدد من سفارات اليمن، منها ما يتعلق بعدم توفر العدد المحدد قانونا وعدم توفر البطاقات الانتخابية». وفي السياق نفسه في موضوع آخر هدد أنصار الحراك في محافظة الضالع بمنع إقامة الانتخابات الرئاسية في المدينة.. وقال مصدر في الحراك لـ«الشرق الأوسط»، طلب إخفاء هويته: «إن الحراك الجنوبي يرفض هذه الانتخابات لأنها تكرس الوضع القائم»، وأضاف المصدر «أن قيادة الحراك أقرت منع الانتخابات الرئاسية بكل الوسائل الممكنة».. وأشار إلى أنهم يعتزمون إقامة «مهرجانات ومسيرات لرفض الانتخابات في جميع المديريات، كما أنهم سيدعون إلى عصيان مدني يوم 21 فبراير موعد الانتخابات».

في سياق آخر تواصلت الاحتجاجات في المؤسسات العسكرية والأمنية، في عدد من المدن اليمنية، حيث تظاهر، أمس، العشرات من منتسبي المخابرات اليمنية (جهاز الأمن السياسي) للمطالبة برحيل رئيس الجهاز، اللواء الركن غالب القمش، الذي يعتبر من أهم الشخصيات الأمنية التي عملت مع الرئيس صالح وتحظى بثقة أطراف الأزمة في اليمن. وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»: «إن ضباطا وجنودا تظاهروا أمس داخل مقرهم الرئيسي في الحي السياسي القريب من دار الرئاسة بالمنطقة الجنوبية لصنعاء، بعد تجاهل مطالبهم التي رفعوها قبل أيام والتي طالبوا فيها بتغيير مسؤولين داخل الجهاز، متهمين بالفساد المالي والإداري». وأضاف المصدر «أن رئيس المخابرات القمش، اجتمع مع ممثلين عن المطالبين برحيله، ولم يعرف تفاصيل اللقاء». وفي الحديدة (غرب اليمن) طالب المئات من ضباط وجنود القوات البحرية برحيل قائدهم رويس مجور، واتهموه بالتقصير في أداء عملهم وعدم الاهتمام بمنتسبي القوات البحرية. في حين وجه نائب الرئيس المخول بصلاحيات رئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي، لجنة عسكرية برئاسة وزير الدفاع، لتهدئة الاحتجاجات في القوات الجوية التي يقودها الأخ غير الشقيق لصالح، اللواء محمد صالح الأحمر، وأكد مصدر عسكري «أن اللجنة التقت اللواء الأحمر يومي الخميس والجمعة، وناقشت معه أوضاع منتسبي القوات الجوية ومشكلاتهم وتنفيذ مطالبهم».

وفي سياق المواجهات مع تنظيم القاعدة أصيب مسؤول أمني بمحافظة حضرموت (شرق اليمن) بجروح بليغة، في محاولة اغتيال نفذها مسلحون تقول وزارة الدفاع إنهم ينتمون إلى «القاعدة»، وأوضحت الوزارة «أن مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة أطلقوا النار مساء أول من أمس على مدير البحث الجنائي في مديرية الشحر، المقدم مبارك بارفعة، وهو في طريقه إلى منزله في مديرية غيل باوزير، ولاذوا بالفرار».

وفي مدينة زنجبار (جنوب اليمن) قتل خمسة من عناصر تنظيم القاعدة وجندي، بعد هجوم مسلحي «القاعدة» المعروفين باسم «أنصار الشريعة» على دبابة تتبع اللواء 25 ميكا أمام مقر الأمن المركزي في ضواحي المدينة صباح أمس، بحسب مصادر محلية، وارتفع عدد قتلى «أنصار الشريعة» إلى 15 شخصا، بينهم سعودي وعراقي وصومالي، خلال يومين، وقال مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاشتباكات تتركز في منطقة باجدار وساحة الشهداء وضواحي مدينة زنجبار، سقط على أثرها قتلى وجرحى من الجانبين». وكشفت المصادر «عن إنشاء تنظيم القاعدة مستشفى ميدانيا لمعالجة جراحهم في منطقة عزان والروضة ما بين محافظتي أبين وشبوة». فيما ذكرت مصادر عسكرية في أبين أن خلافات عميقة بين قائد اللواء 39، مدرع العميد محمد الجرباني، وقائد المنطقة الغربية اللواء مهدي مقولة، بعد اتهام الأول للثاني بعدم إمداد جنوده في زنجبار بالأسلحة والغذاء وتركهم في مناطق يحاصرها تنظيم القاعدة. وفي شمال غربي اليمن، تواصلت المواجهات المسلحة في محافظة حجة، حيث فشل مسلحو جماعة الحوثيين في السيطرة على مواقع القبائل المسلحة، في مديريات كشر ووشحة وعاهم، على الرغم من كثافة هجماتهم على المنطقة خلال الأيام الماضية. وقال مدير مديرية كشر أحمد الجيشبي: «إن جماعة الحوثيين هاجمت أول من أمس جبل المشبة الذي يقع شمال غربي مديرية كشر، لكن القبائل تصدوا لهم وأجبروهم على التراجع، ونتج عن الهجوم مقتل أربعة أشخاص، وجرح 7 من القبائل، فيما قتل من الحوثيين أكثر من 11 شخصا». وناشد الجيشبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الدولة والجهات المختصة بالتدخل لإيقاف نزف الدم، وفك الحصار عن المديرية التي يحاصرها الحوثيون من جهتي الشرق والغرب».