زيارة مشعل لعمان قد تفتح صفحة جديدة في العلاقة مع الأردن

البعض يصفها بروتوكولية رغم استقبال الملك عبد الله الثاني له برفقة ولي عهد قطر

TT

بعد أن تم تأجيلها في مناسبات عدة، لأسباب وُصفت بـ«الفنية»، تأتي زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، اليوم إلى العاصمة الأردنية عمان، برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤشرا إلى فتح صفحة جديدة في العلاقة بين الحكومة الأردنية وحركة حماس، وإنهاء «حالة القطيعة»، التي استمرت بينهما لأكثر من 12 عاما.

كان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الأردني، راكان المجالي، قد صرح، أول من أمس، بأن مشعل سيزور عمان برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني؛ حيث سيستقبلان غدا من قبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مشيرا إلى أن مشعل سيلتقي أيضا عددا من المسؤولين الحكوميين.

كانت أولى إشارات التقارب بين الأردن وحماس قد جاءت على لسان رئيس الوزراء الأردني، عون الخصاونة، عقب تكليفه بمهامه؛ إذ وصف إبعاد قادة الحركة عن بلاده، عام 1999، بأنه «خطأ سياسي ودستوري»، وهو ما اعتبره قادة حماس مؤشرا إيجابيا لجهة إعادة ترتيب العلاقة مع الأردن.

ومنذ أن تم الإعلان عن الزيارة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عبَّر الطرفان عن توافقهما لإنجاحها؛ حيث سبق للمجالي أن أكد أنها «تعتبر صفحة جديدة في العلاقة» بين بلاده وحماس، موضحا، مع ذلك، أنها «لن تكون على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية، التي يعتبرها الأردن الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني».

كما شدد المجالي على أن قرار الانفتاح على الحركة «جزء من السيادة الأردنية، وأن بلاده لن تتأثر بالضغوط الخارجية»، في إشارة إلى التحفظات الأميركية والإسرائيلية على محاولات التقارب مع (حماس)، بذريعة أن قيادة الحركة «تشكل عامل عداء على مسار التسوية الدبلوماسية» للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

من جهته، أكد مشعل، في تصريحات سابقة، أن «هناك تطورا إيجابيا وملحوظا» على صعيد العلاقات مع الأردن، وأن هناك روحا جديدة «نحن نقدرها ونحترمها ونشارك فيها وحريصون عليها»، مشددا على «حرص حماس على إقامة أفضل العلاقات مع الأردن، وفتح صفحة جديدة بما يحفظ أمن المملكة واستقرارها، وحماية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين».

أما بخصوص برنامج الزيارة وجدول أعمالها، فقد أكد المجالي أنه «لا محددات أو برامج مسبقة من كلا الطرفين، مما يجعل الأبواب مفتوحة للحوار، بعد لقاء العاهل الأردني مع خالد مشعل، وولي العهد القطري».

لكن مسؤولا أردنيا قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الزيارة، التي وصفها بالبروتوكولية، لن تستمر أكثر من بضع ساعات سيغادر بعدها ولي العهد القطري ومعه مشعل، بينما سيبقى وفد حماس الذي يضم موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، وعزت الرشق ومحمد نزال ومحمد نصر. وحسب المسؤول فإن الأمير القطري «سيحل ضيفا على طاولة غداء الملك»، في حين سيستقبل رئيس الديوان الملكي، رياض أبو كركي، مشعل والوفد المرافق له على طاولة غداء منفصلة. غير أن هذا المسؤول أكد أن «هذه الزيارة هي مقدمة لعقد اجتماعات في المستقبل».

وأوضح المجالي في تصريح صحافي، أمس، أن حماس لم تطلب شيئا مسبقا يتعلق بالزيارة، كما أنها لم تُشِر إلى أي محور من المواضيع للحديث فيها، مشددا على أن اللقاء سيكون «وديا وعمليا لإعادة فتح ملف العلاقات مع حماس»، إضافة إلى أن اللقاء سيكون «منطلقا لكل لقاءات مفترضة»، لكنه نفى أن تكون فكرة «إعادة فتح مكاتب للحركة في الأردن» مطروحة على جدول الأعمال، قائلا: «إن هذا غير مطروح، كما أن حماس لم تطلب ذلك». وأكد أنه بالنسبة للأردن «فإن الأولوية في الحديث ستكون لصالح علاقة طبيعية مع حماس، تماما كبقية الفصائل، وبحيث تستطيع دخول وخروج الأردن في أي وقت».

من جهته، قال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، في تصريح صحافي أمس: إن من بين العناوين الرئيسة التي ستبحث في اللقاء المرتقب «شكل العلاقة بين حماس والأردن»، مضيفا أن الكثير من المواضيع مدرجة على جدول الحوار مع الحكومة الأردنية، وأن «كل شيء يخص العلاقة بين الجانبين يمكن أن يكون على طاولة الحوار بينهما».

وتباينت آراء المتتبعين إزاء أبعاد زيارة مشعل إلى الأردن وتوقيتها ودلالاتها، بين من يرى أنها ترتبط بالأحداث الجارية بسوريا، التي تتخذ منها الحركة مقرا لها، وما تشهده القضية الفلسطينية من تطورات، خاصة في الشق المرتبط بجهود المصالحة، ودور الأردن فيها.