الصدر ينجح في شق صفوف عصائب أهل الحق ويدعو العائدين منهم إلى إعلان «توبة نصوح»

جماعات من التنظيم المنشق عنه أعلنت رغبتها في حضور مهرجان لتياره

عراقيون ينظفون موقع انفجار في منطقة الزعفرانية ببغداد أول من أمس (أ.ب)
TT

في أعقاب سلسلة من البيانات شديدة اللهجة التي وجهها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مؤخرا، إلى جماعة عصائب أهل الحق نجح، ولأول مرة منذ عام 2007، في إحداث شرخ داخل صفوف الجماعة، وذلك من خلال إعلان جماعات منهم توبتهم والعودة إلى صفوف التيار الأم.. التيار الصدري.

في هذا السياق، فقد اعتبر الصدر، أمس، نية عصائب أهل الحق حضور «مهرجان النصر والتحرير» الذي سيقيمه مكتب الشهيد الصدر «توبة خجولا» وغير رسمية، مشترطا عدم استخدام ما يعرف بهم خلال المهرجان. وقال الصدر، ردا على سؤال لأحد أتباعه بشأن رغبة عصائب أهل الحق حضور المهرجان: «إن هذه خطوة نحو توبتهم بصورة خجول وغير رسمية»، مؤكدا أنه سيوافق على حضورهم «من دون شيء يدل عليهم وعلى عنوانهم ومن دون أذى منهم».

وأضاف الصدر أن التيار «ينتظر منهم التوبة الحقيقية للعودة إلى كهف حوزتهم ولأحضان آل الصدر»، مخاطبا أنصاره: «أيها الأحبة انتظروا منا إشارة في وقت لاحق لتلك التوبة الحقيقية، والآن يبقى الحال على ما هو عليه من مقاطعة ومن دون تعدٍّ ولا عدوان».

كان الصدر قد وجه أتباعه في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى الاحتفال بجلاء القوات الأميركية من العراق في أسبوع المولد النبوي الشريف. من جهتها، فقد دعت عصائب أهل الحق أنصارها إلى المشاركة في المهرجان الذي ينوي التيار الصدري إقامته، الأمر الذي يعتبر تطورا على صعيد العلاقة بين الطرفين. كان الصدر، الذي يوجد حاليا في إيران التي يوجد فيها أيضا زعيم العصائب المنشق عنه، قيس الخزعلي، قد وصف، في وقت سابق الشهر الحالي، كلام عصائب أهل الحق بـ«النباح» داعيا أنصاره إلى تجنب الاحتكاك بهم أو مواجهتهم. كانت الخلافات بين التيار الصدري وجماعة عصائب أهل الحق قد اندلعت بقوة في أعقاب إعلان العصائب نيتهم إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية عقب الانسحاب الأميركي من العراق. واعتبر الصدر أن عناصر الجماعة «مجموعة قتلة ولا دين لهم»، مؤكدا أن هؤلاء «هم عشاق الكراسي ومن تبعهم فهو منهم». لكن رد العصائب، على الرغم من قسوة وصف الصدر، اتسم بالهدوء؛ حيث اعتبروا ما صدر عنه يدخل في باب «التسقيط السياسي»، داعية إلى التعامل بالأدلة وعدم إطلاق الاتهامات جزافا.

في السياق نفسه، فقد اشترط الصدريون لحضورهم المؤتمر الوطني المرتقب عدم دعوة عصائب أهل الحق، وهو ما جعل العصائب تؤكد عدم حضورها المؤتمر تجنبا لإشكالات سياسية. وبينما كان أقسى اتهام وجهه الصدر للعصائب هو الضلوع بمقتل القيادي البارز في التيار الصدري صالح العكيلي فإن ترحيبه المشروط لعودة قسم منهم إلى التيار يعتبر مؤشرا على التراجع عن سلسلة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يبعث رسالة اطمئنان إلى بعض المناطق والأحياء الشيعية، سواء في العاصمة بغداد أو بعض المدن الجنوبية التي يتقاسم فيها النفوذ كل من التيار الصدري والعصائب بشأن إمكانية حصول مواجهات شيعية - شيعية قد تصعب السيطرة عليها فيما بعد.