نيجيرفان بارزاني: العراق يمر بأكبر أزمة سياسية منذ سقوط النظام السابق

المرشح لرئاسة حكومة كردستان يلتقي أمير الجماعة الإسلامية

TT

في إطار مشاوراته مع القوى والأحزاب الكردستانية قبيل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة التي يترأسها للسنتين المقبلتين، التقى نيجيرفان بارزاني مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لرئاسة الحكومة بأمير الجماعة الإسلامية علي بابير، بعد أن التقى بزعيم حركة التغيير نوشيروان مصطفى في مدينة السليمانية الأسبوع الماضي.

وكان بارزاني قد أكد في تصريحات سابقة أنه سيتشاور مع جميع قادة الأحزاب الكردستانية من أجل بلورة رؤية مشتركة لشكل وملامح الحكومة القادمة بما يلبي طموحات جميع الأطراف، سعيا وراء إجراء عملية إصلاح شاملة على مستوى الإقليم، وكان يفترض أن يلتقي بقادة الاتحاد الإسلامي الكردستاني وهو الطرف الثالث في جبهة المعارضة الكردية، ولكن الاتحاد رفض اللقاء، وهذا ما أدى بنيجيرفان بارزاني إلى انتقاد هذا الموقف، مؤكدا في مؤتمر صحافي ضمه وأمير الجماعة الإسلامية في أعقاب المحادثات التي أجراها بمقر الجماعة في أربيل أمس: «لقد ارتكب الإخوة في الاتحاد الإسلامي خطأ بغلقهم الأبواب أمام استقبال أي وفد من الحزب الديمقراطي، فإذا كانوا يريدون حل المشاكل، كان يفترض بهم أن لا يرفضوا ذلك، لأن هنا في كردستان مشكلة، وليس معقولا أن لا نجلس لنتحاور من أجل التغلب عليها، فالمشاكل تقع ولا بد أن تحل عبر الحوار والتفاوض، وكانت في كردستان مشاكل أكبر من ذلك تمكنا من حلها بالحوار».

وحول رغبته بإشراك قوى المعارضة الكردية في حكومته القادمة قال بارزاني: «سنكون سعداء إذا شاركونا في الحكومة القادمة، والأمر لا يتعلق بي شخصيا كرئيس للحكومة، وإنما نحن نريد أن يشاركوننا في تنفيذ المشروع الإصلاحي، وطبعا عدم مشاركتهم ليس خطأ، فهم أحرار في قراراتهم، ولكننا سنواصل جهودنا التفاوضية معهم بهذا الشأن، سواء شاركونا أم رفضوا». وجدد بارزاني موقفه من دعوات المعارضة للإصلاحات، وقال: «ليست لدينا أية خطوط حمراء تجاه أية مشكلة تحدث اليوم في كردستان، ونحن على استعداد للتحاور مع الجميع من أجل حلها عبر الحوار الأخوي البناء». وحول موعد تشكيل حكومته المقبلة، قال بارزاني: «أنا لم أكلف رسميا بعد بتشكيل الحكومة، كما أن الاتحاد الوطني الكردستاني لم يحدد مرشحه لمنصب نائب رئيس الحكومة، ونحن بانتظار عودة الرئيس طالباني لكي ننهي هذا الموضوع ونبدأ المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة». وأشار بارزاني إلى أن «المحادثات التي أجراها مع أمير الجماعة الإسلامية تطرقت إلى العديد من القضايا الكردستانية والعراقية».

وحول آخر تطورات الأزمة السياسية في العراق وتهديد القائمة العراقية بالانسحاب من الحكومة والبرلمان، قال بارزاني: «نأمل أن تحل هذه الأزمة عبر الحوار، لأن العراق يمر اليوم بظروف غاية في الخطورة، والأزمة الحالية تعتبر من أكبر الأزمات السياسية التي تعصف بالعراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003، وهي أزمة سياسية؛ وعليه أرى بأن تحل في إطار حوار سياسي بين جميع الأطراف العراقية».

من جانبه ثمن أمير الجماعة الإسلامية موقف بارزاني من الانفتاح على المعارضة الكردية وقال: «أثمن هذه الروح الإيجابية من الأخ نيجيرفان بالانفتاح، وزيارتنا والتي سبقتها زيارة أخرى للأخ نوشيروان مصطفى، ورغم أن بارزاني لم يكلف بعد رسميا بتشكيل الحكومة ولكننا نتمنى له التوفيق في حال تسلم هذه المسؤولية، ونتمنى أن يكون محل رضا جميع أبناء كردستان». ورغم وصف أمير الجماعة لأجواء لقائه بنجيرفان بارزاني بالإيجابية، فإن المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية محمد حكيم أشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «بارزاني جاء لزيارة أمير الجماعة على رأس وفد حزبي من عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة القيادية، وليس كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة، والمباحثات التي أجريت ركزت على العديد من القضايا السياسية منها توحيد الموقف الكردي للتعامل مع أزمة العراق، أما ما يتعلق ببقية المسائل التي تثار حاليا حول مشاركة أحزاب المعارضة بالحكومة القادمة التي سيترأسها بارزاني، فالمعارضة ما زالت متمسكة بمواقفها السابقة بعدم المشاركة من دون تنفيذ مشروعها الإصلاحي».

وحول الانتقادات التي وجهها بارزاني إلى الاتحاد الإسلامي الكردستاني، اتصلت «الشرق الأوسط» بالمتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الدكتور صلاح الدين بابكر. وقال في تصريح مقتضب: «عند تلقينا أية دعوة رسمية من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني للحوار معنا، فإننا سندرس الدعوة في قيادة الاتحاد وسنرد عليهم بشكل رسمي».