«المجلس الكردي»: «نريد حصتنا من الحكومة الانتقالية» المستقبلية

عبد الحكيم بشار: تخلي الأسد عن السلطة لا يكفي

TT

فيما يقترب المجلس الوطني السوري من استحقاق انتخاب رئيس جديد له يوم 15 من الشهر المقبل بموجب قاعدة الرئاسة الدوارة، أعلن الدكتور عبد الحكيم بشار، رئيس المجلس السوري الكردي الذي يضم غالبية الأحزاب الكردية أن المناقشات مع المجلس الوطني «حققت تقدما» قد يفضي لاحقا إلى انضمامه إلى المجلس بانتظار الحصول على تفاهمات وضمانات بشأن مستقبل الأكراد وموقعهم في السلطة السورية القادمة. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بمناسبة زيارته إلى باريس بدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية، نفى بشار بقوة أن يكون الأكراد «يتفرجون» على الثورة السورية من بعيد مؤكدا أنهم «يشاركون فيها بفعالية.. لكن الإعلام العربي لا يغطي الأحداث في المناطق الكردية». ويذهب بشار إلى حد تأكيد أن نسبة مشاركة الأكراد الذين يمثلون 15 في المائة من سكان سوريا أعلى من نسبة مشاركة الآخرين «حيث بقيت حتى الآن خمس محافظات» خارج الحراك.

وسريعا جدا، يطرح بشار الذي يشغل أيضا منصب أمين عام الحزب الديمقراطي الكردي، سلسلة مطالب طويلة يريد إجابات «واضحة ودقيقة» بشأنها قبل الانخراط في أي من التجمعات السياسية المعارضة، مع التأكيد على أن الأكراد «جزء من الثورة السورية» وأنهم «مستمرون فيها» سواء حصل اتفاق مع المعارضة أم لم يحصل. ويريد بشار اعترافا دستوريا صريحا بالهوية الكردية وبالشعب الكردي باعتباره «مكونا» رئيسيا وبرفع الغبن الذي لحق بالأكراد منذ عشرات السنين وبإلغاء السياسات «الشوفينية» بحقهم ورد حقوقهم والتعامل المتساوي معهم كشركاء متساوين في الوطن ورفض عبارة «الجمهورية العربية السورية» لأنها تتجاهل الأكراد. والأهم من ذلك أنه يطالب بأن «يقرر الأكراد مصيرهم بأنفسهم» على أرض سورية مضيفا أن وحدة سوريا «خط أمر» لا يجوز تجاوزه. وإذ يحذر من «مشاكل كبيرة» ستحصل بعد التغيير، فإنه «يصر» على الحصول على «إجابات وضمانات واضحة وموثقة» حول موقع الأكراد وحقوقهم وتعهدات من المعارضة.

ويحذر بشار من أنه «إذا لم يحصل توافق بين أطراف المعارضة اليوم، فقد يحصل بعد التغيير ما لا تحمد عقباه» في إشارة إلى اختلاف الاستراتيجيات والطموحات عند أطراف المعارضة.

ويدعو رئيس المجلس الكردي الذي أبصر النور حديثا إلى «وحدة المعارضة» وإلى «طمأنة الأقليات»، ليس فقط الأكراد وإنما أيضا العلويون والمسيحيون والإسماعيليون وغيرهم. كذلك، فإنه يطالب بتغيير النظام بكليته وليس على مستوى الرأس وحده بل بكل بناه و«تفكيك الدولة الأمنية ومنع عودة الاستبداد بأية صورة من الصور». ومن هذا المنطلق، يرى بشار أن المبادرة العربية التي تقول بتحويل صلاحيات رئيس الجمهورية إلى نائبه الأول «غير كافية لأن الحكومة لا تستطيع شيئا في ظل نظام أمني كالنظام السوري».

ويعزو بشار عجز المعارضة السورية المشتتة عن توحيد صفوفها إلى «الأنانيات» حينا و«الصراع على السلطة» أحيانا وإلى تفكير كل طرف بالموقع الذي سيحتله بعد التغيير والحصة التي ستؤول إليه. ويدعو بشار كل أطياف المعارضة إلى ممارسة «الخطاب الشفاف» الذي تفهمه عامة الناس بحيث لا يكون موجها فقط إلى النخب السياسية السورية.

ويأخذ بشار على المجلس الوطني السوري «الكلام العام والمبادئ العريضة» التي يلجأ إليها في حديثه عن المسألة الكردية ويدعوه إلى «ترجمة أفكاره» إلى إجراءات وتدابير وإلى بلورة برنامج سياسي متكامل وواضح.