لاجئون إلى تركيا يتحدثون عن «غليان طائفي» في اللاذقية وتقارير عن انشقاقات واسعة

ناشطون لـ«الشرق الأوسط»: عدد معتقلي الاحتجاجات في المدينة بلغ 4 آلاف.. وحصار خانق للأحياء المعارضة

مظاهرة في بلدة نصيب بدرعا للمطالبة برحيل النظام السوري
TT

قال نازحون من مدينة اللاذقية السورية، وصلوا إلى جنوب تركيا، أول من أمس، إن المدينة تعيش تحت حصار أمني محكم، وإن الأمور مرشحة لانفجار كبير في أي لحظة. وأشار نازحون إلى أن مدينة اللاذقية شهدت، الأسبوع الماضي، اشتباكات عنيفة بين أفراد من الجيش السوري الموالي للرئيس السوري، بشار الأسد، وعناصر منشقة، قرب معسكر الطلائع في حي الرمل الجنوبي.

وقال شاهد عيان كان في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات بدأت بعد قيام مجموعة من الجنود المتمركزين في الحي بالانشقاق عن قيادتهم، وإعلان انضمامهم للثورة، واستمر تبادل إطلاق النار حتى الفجر، حيث سقط الكثير من العناصر التابعة للنظام. ويرجح الشاهد فرار الجنود المنشقين إلى منطقة آمنة بعد توقف الاشتباكات.

وقال النازح المقبل مع أفراد عائلته إن أهالي مدينة اللاذقية، نزلوا، أول من أمس، بأعداد كبير للمشاركة في تشييع أربعة أطفال قام «الشبيحة» بإحراق منزلهم الكائن في حي العوينة، مما أدى إلى وفاتهم جميعا. وأوضح أن الأطفال الأربعة هم أبناء طبيب الأسنان، معد الطايع، الذي اعتقلته أجهزة الأمن السورية من عيادته منذ خمسة أشهر، بسبب تبرعه بالمال لمجموعة من العائلات المنكوبة.

وما زالت المدينة الساحلية التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 385 كلم، تعيش حصار أمنيا مشددا، يمنع سكانها من المشاركة الفاعلة في المظاهرات المطالبة برحيل نظام الأسد. وعلى الرغم من زيارة المراقبين العرب لمدينة اللاذقية، وإقامتهم فيها نحو أسبوع، فإن «شيئا لم يتغير في الواقع المأساوي»، كما يقول حسان، أحد الناشطين المعنيين بتنظيم المظاهرات المناهضة للنظام.

ويضيف الناشط الثلاثيني: «حين حضر المراقبون إلى المدينة في المرة الأولى، تعرضوا لهجوم عنيف من قبل شبيحة النظام. وفي المرة الثانية، تم مواكبتهم من قبل سيارات الأمن، لم يسمح لنا أبدا بالتحدث معهم».

وقد نشر ناشطون معارضون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر تعرض المراقبين العرب لاعتداء شرس من قبل شبان يؤيدون نظام بشار الأسد في حي الزراعة شرق المدينة. كما وثق الشريط إحدى سيارات المراقبين، بعد أن أشعل مناصرو النظام النار فيها.

وتعيش المدينة التي يتجاوز عدد سكانها أجواء توتر طائفي خطير، منذ اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. حيث تنقسم أحياؤها بين مؤيدة للنظام الحاكم، وتقطنها أغلبية علوية؛ الطائفة التي يتحدر منها الأسد. وأخرى معارضة، تسكنها أغلبية سنية، تطالب برحيل النظام الحالي. وشهدت هذه الأحياء في بدايات الثورة احتكاكات طائفية عنيفة، تم ضبطها بسرعة. إلا أن الواقع الأمني الذي فرضه النظام على المدينة خلال الأشهر الماضية زاد من الاحتقان الطائفي بين السكان، كما يشير الناشط.

ويضيف: «النظام فرض حصارا خانقا على الأحياء السنية المعارضة وارتكب الكثير من المجازر، إضافة إلى اعتقال عدد كبير من الشباب في هذه الأحياء. بينما ترك الأحياء الأخرى تعيش حالة طبيعية، لا، بل أكثر من ذلك، الشبيحة في الأحياء الموالية يقيمون الاحتفالات، كلما تم اقتحام حي معارض ونُكّل بأهله».

ويقول الناشط إن عدد معتقلي الاحتجاجات الأخيرة في مدينة اللاذقية، وصل إلى 4000 معتقل، يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب. ونظرا لامتلاء السجون في المحافظة، فقد استعان النظام السوري سابقا، بالمدارس وصالات السينما. وأثناء القصف الذي تعرض له حي الرمل الجنوبي في منتصف شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، قام النظام الحاكم بتحويل المدينة الرياضية إلى «مسلخ بشري»، حسب تسمية الناشطين، حيث تم نقل المعتقلين إلى هناك بشكل جماعي.