تظاهرة في شمال لبنان تؤيد الشعب السوري وثورته وتندد بالنظام

المتظاهرون أحرقوا علمي روسيا وحزب الله

TT

واصلت مدينة طرابلس في شمال لبنان، تسيير المظاهرات المؤيدة للشعب السوري، والمواكبة لثورته التي يشتد عودها يوما بعد يوم رغم كل ما تتعرض له من قمع، ورغم ارتفاع أرقام الضحايا الذين يسقطون يوميا.

وقد انطلقت المظاهرة أمس من أمام مسجد حمزة في منطقة القبة، يتقدمها خطيب وإمام المسجد الشيخ زكريا المصري، بمشاركة مئات الشبان والرجال الذين تحدوا الطقس الماطر والبارد. وجابت المسيرة شوارع القبة، وردد المتظاهرون هتافات التأييد للشعب السوري والتنديد بالنظام الحاكم، ومن العبارات التي أطلقها المشاركون «لو في برد ولو في ريح، والله مارح نستريح»، «بدنا نكمل هالمشوار.. لحتى يسقط بشار». وحطت المسيرة رحالها في آخر شارع ابن سينا، حيث ألقيت كلمات استعرضت «المآسي والمحن التي يمر بها الشعب السوري على مدى 11 شهرا»، وأشادت بـ«بطولة هذا الشعب وشجاعته واستبساله في الوقوف بوجه مخطط الهلال الفارسي الذي يمتد من إيران إلى العراق إلى سوريا فلبنان، ليكسر هذا الشعب البطل تلك الحلقة ويبطل المؤامرة التي تستهدف العالم الإسلامي».

وكانت الكلمة الأبرز للشيخ زكريا المصري، رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان»، الذي اعتبر أن «حزب البعث السوري الدخيل على العروبة والدخيل على سوريا، أصبح من سقط المتاع في بلاد الشام، حتى لم يعد يلقي الشعب السوري الأصيل له بالا». وقال «كلما تعرض هذا الشعب لمزيد من الضغط والعدوان على أيدي جلاوزة نظام البعث، ظهر جوهره الثمين للعيان أمام العالم بأنه شعب لا يلين ولا يستكين». وقال «إن الشعب السوري الأصيل الذي صبر وتحمل هذا الضغط النفسي الكبير طيلة أربعين سنة، قرر اليوم التخلص من هذا الكابوس اللئيم، وراح يطالب بالحرية وباختيار النظام الذي يحكمه، وقرر أن يتحمل في سبيل موقفه هذا التضحيات مهما غلت»، منددا بـ«وقوف روسيا وإيران وحزب الله، ومعهم الصين الشيوعية ضد الشعب السوري».

وإذ حذر المصري المسؤولين الأمنيين في لبنان «مما جرى تداوله من احتمال تسليم بعض السلطات الأمنية لناشطين سوريين في لبنان إلى النظام السوري». اعتبر أنه «إذا حصل ذلك، فإن الأمور سوف تأخذ منحى آخر في لبنان». وختم بالقول «إذا لم يكن بمقدور الدولة اللبنانية أن تكون إلى جانب الشعب السوري المظلوم فلتلتزم الحياد على الأقل». وتخلل المظاهرة حرق العلم الروسي وعلم حزب الله وختمت بإقامة صلاة الغائب على أرواح الشهداء والدعاء لهم.

إلى ذلك، نفى أمس حزب التحرير، إحراق أي علم لحزب الله في المظاهرة التي نظمها هو أيضا في مدينة طرابلس. ولفت في بيان أصدره إلى أن «وسائل الإعلام أوردت خبر المظاهرة التي نظمها حزب التحرير - ولاية لبنان، مقترنا بخبر مظاهرة أخرى خرجت في الوقت ذاته أحرق فيها علم حزب الله، فالتبس الأمر على كثير من المشاهدين، وظنوا أن مظاهرة حزب التحرير هي التي أحرقت العلم». وقال «يهمنا أن نؤكد أنه رغم الخلاف البين بيننا وبين حزب الله في شأن الثورة في سوريا، فإننا لم نحرق أي علم للحزب المذكور، لا سيما أن هذا العلم يحوي لفظ الجلالة وآية من القرآن الكريم».