لقاءات بين حركة طالبان ومسؤولين أميركيين في الدوحة

الخارجية الأميركية ترفض التعليق على خبر المفاوضات

TT

أعلن مسؤول سابق في حركة طالبان، الأحد، أن مفاوضين يمثلون حركة طالبان بدأوا في قطر محادثات أولية مع مسؤولين أميركيين تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان. وقال مولوي قلم الدين، الذي كان قائدا للشرطة الدينية خلال حكم حركة طالبان (1996-2001) لوكالة الصحافة الفرنسية «لم تبدأ بعد محادثات السلام الفعلية، ولكنهم بدأوا عملية لبناء الثقة وسيستغرق ذلك بعض الوقت». وقلم الدين حاليا عضو في المجلس الأعلى للسلام الذي عينته حكومة الرئيس حميد كرزاي.

وفي إجابة عن سؤال من «الشرق الأوسط»، رفض مسؤول في الخارجية الأميركية التعليق على مفاوضات الدوحة بين الولايات المتحدة وطالبان. وأشار إلى تصريح كانت أدلت به فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، في الأسبوع الماضي، قالت فيه: «لن نتحدث عن تفاصيل مفاوضات دبلوماسية مع أي جهة. وكما قالت الوزيرة (هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية)، نحن مستعدون للتفاوض مع أي جهة. وبالنسبة لأفغانستان، نحن مستعدون للإسهام وتشجيع أي حلول سلمية تجمع كلمة الأفغان».

وقال قلم الدين إن وفد طالبان يوجد حاليا في قطر ويضم محمد طيب أغا الحليف المقرب والسكرتير لزعيم طالبان الملا عمر، وشهاب الدين ديلاور، سفير طالبان السابق في الرياض. وأضاف «في الوقت الحالي يجري الوفد محادثات أولية. وهذه العملية هي في مراحلها المبكرة للغاية. نحتاج إلى بناء بعض الثقة قبل بدء المحادثات».

ومن بين خطوات بناء الثقة التي تطالب بها طالبان الإفراج عن 5 من عناصرها المحتجزين في معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا، فيما تطالب واشنطن المسلحين بنبذ العنف. وقال قلم الدين إنه «من الواضح» أن وفد طالبان ذهب إلى قطر من باكستان، في إشارة إلى أن الجارة الجنوبية لأفغانستان التي تتهمها كابل بعرقلة محاولات سابقة لإجراء محادثات سلام، ربما بدأت المشاركة في العملية.

وقال جانان موسى زاي، المتحدث باسم الخارجية الأفغانية، إن الزيارة تعتبر مؤشرا على «مرحلة جديدة» في التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن خار ستجري محادثات مع وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول والرئيس حميد كرزاي.

وأضاف أن «الجانبين سيناقشان القتال ضد الإرهاب ودعم باكستان الضروري لعملية السلام في أفغانستان». وقال إن «باكستان تلعب دورا رئيسيا في عملية السلام الأفغانية، وأفغانستان تحتاج إلى الجهد المخلص من الدولة المجاورة في مفاوضات السلام».

وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الباكستانية بعد بادرات باكستانية لأفغانستان بشأن استئناف المحادثات بشان طالبان والتي توقفت في أعقاب اغتيال كبير مفاوضي السلام الأفغان برهان الدين رباني في هجوم انتحاري في سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب مسؤولين.

واتهم كرزاي باكستان بالمسؤولية عن مقتل رباني، وقال الشهر الماضي إن إسلام آباد تخرب جميع المحاولات للتفاوض مع طالبان.

وفي البداية، خشي كرزاي من تهميشه في محادثات قطر، وبعثت واشنطن مبعوثها الخاص مارك غروسمان إلى كابل الأسبوع الماضي لطمأنته بأن حكومته ستلعب دورا رئيسيا في أي مفاوضات مهمة مقبلة.

وفي مسعى آخر لتهدئة شكوك كرزاي، يتوقع أن يصل وفد من الحكومة القطرية إلى كابل لتوضيح دورها في المحادثات، بحسب ما أفاد سكرتير المجلس الأعلى للسلام أمين الدين مظفري لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مظفري «نتوقع حضور وفد من قطر إلى كابل ليناقش معنا دور الأفغان في محادثات السلام ومتى وكيف ستجري، وستتواصل محادثات السلام في قطر».