الزياني يزور بروكسل ويلتقي كبار المسؤولين في الناتو والاتحاد الأوروبي

يبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطوير التعاون في مختلف المجالات

عبد اللطيف بن راشد الزياني
TT

يبحث عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الكثير من الملفات الدولية والإقليمية المهمة، بالإضافة إلى تطوير التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها إلى بروكسل، وسيلتقي الزياني كبار المسؤولين داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي لبحث العلاقات بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي. وحسب بيان صادر عن الأمانة العامة للمجلس يرافق الزياني خلال الزيارة وفد رسمي يضم في عضويته كلا من الأمين العام المساعد للشؤون السياسية الدكتور سعد العمار والأمين العام المساعد لشؤون الحوارات الاستراتيجية الدكتور عبد العزيز العويشق.

جدير بالذكر أن منطقة مجلس التعاون الخليجي هي خامس أكبر سوق تصدير بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بقيمة 61.5 مليار يورو تتكون في الأساس من صادرات الآليات الصناعية ووسائل النقل. أما منطقة الاتحاد الأوروبي فهي أكبر شريك تجاري بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي، بصادرات قيمتها 30.7 مليار يورو أغلبها من الوقود ومشتقاته. وإلى جانب محادثات سيجريها المسؤول الخليجي مع الحكومة البلجيكية، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إن الأمين العام لمجلس التعاون، سيزور مقر الحلف ببروكسل، الاثنين، وسيجري محادثات مع الأمين العام للناتو آندريه فوغ راسموسن، وبعد ذلك سيلتقي عددا من القيادات الأوروبية ومنها هرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد، ومانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية وكاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية، وقال البرلمان الأوروبي ببروكسل، إن لجنة الشؤون الخارجية داخل المؤسسة التشريعية الأعلى في الاتحاد الأوروبي، سوف تستضيف الثلاثاء الزياني، لتبادل وجهات النظر حول الكثير من القضايا والملفات الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسيلقي الزياني كلمة تتناول دور دول مجلس التعاون إقليميا ودوليا، وآفاق العلاقات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي. كما سيجري المسؤول الخليجي محادثات مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، تتناول مجمل التطورات الأخيرة، وسبل تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون الخليجي. وتعتبر تلك هي الزيارة الأولى، التي يقوم بها الزياني إلى البرلمان الأوروبي بعد توليه منصب الأمين العام لمجلس التعاون، وأول لقاء يجمع رئيس البرلمان الأوروبي الجديد شولتز، مع شخصية خليجية رفيعة المستوى. وسيكون لقاء الزياني وشولتز هو الأول من نوعه بين مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين منذ فترة، وحسب مصادر بروكسل سيشكل ذلك فرصة للتباحث حول ملفات عالقة بين الجانبين، كانت وراء تعطل التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاق للتبادل التجاري الحر.. وفي ربيع العام الماضي تبنى البرلمان الأوروبي بأغلبية كبيرة، تقريرا يتناول مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحث التقرير، الاتحاد الأوروبي على بدء حوار استراتيجي مع الدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشأن القضايا الأمنية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مثل القضية الفلسطينية، والبرنامج النووي الإيراني، وملفات العراق، واليمن، ودارفور، والإرهاب، والقرصنة، بالإضافة إلى المساهمة في بناء هيكل أمني إقليمي في الشرق الأوسط بالشراكة مع دول الخليج. وجاء في التقرير أن «الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى وضع استراتيجية للمنطقة تهدف إلى تعزيز علاقاته مع مجلس التعاون لدول الخليج، ودعم عملية التكامل الإقليمي، وتشجيع العلاقات الثنائية مع الدول الأعضاء بمجلس التعاون»، وشدد على أن «الهدف هو إقامة شراكة استراتيجية ويدعو إلى عقد اجتماعات قمة دورية لرؤساء دول وحكومات الكتلتين». ويدعو التقرير هيئة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى تكريس المزيد من الموارد البشرية تجاه المنطقة، وافتتاح بعثات دبلوماسية جديدة للاتحاد الأوروبي في الدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما يساعد على تعزيز صورة الاتحاد الأوروبي. ويستنكر التقرير تكرار تأجيل المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون حول اتفاقية للتجارة الحرة لفترات طويلة، فيما يأسف لقرار اتخذه مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتعليق هذه المفاوضات عام 2008. ويعتقد التقرير أن الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى حل نهائي يقدم أقصى قدر من المنافع للجانبين، ومجتمعات الأعمال فيهما أيضا. ويشيد التقرير بالعمل الذي قامت به مجموعة خبراء الطاقة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي، ومجلس التعاون لدول الخليج، لا سيما فيما يتعلق بالغاز الطبيعي وكفاءة الطاقة والسلامة النووية. ويرحب بإقامة «مشروع الجسر» للدبلوماسية العامة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، ويشدد التقرير على أهمية وضع استراتيجية لتحسين الاتصالات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تشمل شرح سياسات ومواقف الاتحاد الأوروبي بهدف حشد تأييد أوسع في المنطقة. و«يبدو أن دول الخليج هي الأكثر دينامية، والأكثر استعدادا للتعاون في مجال الاستثمار والاستفادة من الاقتصاد الأوروبي» هذا ما جاء في تقرير أوروبي صادر عن مؤسسة بيرتيلسمان (ألمانيا)، ونشرت فقرات منه في وسائل إعلام أوروبية ببروكسل في وقت سابق، كما أشار التقرير إلى الإمكانيات الحقيقية للتبادل التجاري بين أوروبا ودول الخليج العربي. وأضاف «تفيد المعلومات المتوفرة بأن قيمة البضائع القادمة من أوروبا إلى دول الخليج قد بلغ عام 2010، 260 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 8 في المائة، وهو ما يقدم آمالا واعدة بإمكانية تعزيز التبادل التجاري الثنائي»، وسبق أن انطلقت دعوة من أعضاء البرلمان الأوروبي وخبراء في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة عضوا ومجلس التعاون الخليجي المؤلف من 6 دول إلى تطوير وتوسيع التعاون والعلاقات بين الكتلتين.