تكتل اللقاء المشترك يطلق دعوة لـ«المصالحة السياسية» في اليمن

الداخلية اليمنية: نزوح عشرات الأسر بسبب المواجهات في حجة

TT

أصيب 8 أشخاص بينهم جنود في حوادث متفرقة بمدن جنوبية أمس، بينما دعا تكتل أحزاب المشترك، الذي يقود الحكومة، إلى إجراء مصالحة وطنية شاملة بين أفراد المجتمع تنهي الصراعات السياسية، وخرج المئات من شباب الثورة في مسيرات احتجاجية في العاصمة صنعاء، ومدينة قعطبة الجنوبية.

وأطلق تكتل اللقاء المشترك، الذي يترأس حكومة الوفاق الوطني، دعوة لـ«إجراء مصالحة وطنية شاملة بين أفراد المجتمع، تنهي جميع الصراعات السياسية منذ عام 1978م، مرورا بحرب صيف 1994م وحروب صعدة، وانتهاء بالثورة الشبابية الشعبية السلمية وإنصاف وتعويض وجبر ضرر من انتهكت حقوقهم أو عانوا تلك الصراعات ليغدو المستقبل أكثر أمنا واستقرارا». وحث «المشترك»، في بيان صحافي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «أعضاءه وأنصاره وكل القوى على أن يكونوا في مقدمة الصفوف للإدلاء بأصواتهم لمرشح الرئاسة التوافقي عبد ربه منصور هادي». ودعا «المشترك» الحكومة إلى «تشكيل لجنة الاتصال والتواصل لبدء برنامج حواري واسع مع مختلف المكونات الشبابية والنسوية والشعبية للثورة في مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير لإشراكهم في العملية السياسية المنوط بها تحديد الملامح الرئيسية لحاضر البلاد ومستقبلها، وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة المقبلة».

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني، محمد باسندوة، قد ناقش، أمس، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة المعنية بمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، الخطوات الإجرائية التي تم اتخاذها في تنفيذ المبادرة، وآليات التنسيق المشترك لإنجاح الانتخابات الرئاسية، وتطرق الاجتماع إلى تشكيل لجنة للتواصل من القوى السياسية وسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن، المعنيين بمتابعة تنفيذ المبادرة الخليجية من أجل خلق رأي عام مساند للمبادرة وحشد التأييد الشعبي لإجراء الانتخابات. بينما واصل شباب الثورة مسيراتهم الاحتجاجية الحاشدة، في كل من العاصمة صنعاء، ومدينة قعطبة الجنوبية، وطافت المسيرات، التي شارك فيها المئات من المحتجين، شوارع المدينتين، مرددين هتافات ترفض الحصانة للمتورطين في جرائم قتل المتظاهرين، مطالبين المجتمع الدولي بإحالة ملف الجرائم ضد شباب الثورة إلى محكمة الجنايات الدولية.

وعلى الصعيد الأمني، هاجم مسلحون يُعتقد انتماؤهم للحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط، بين الشمال والجنوب، مقر لجنة الانتخابات في مدينة الضالع مساء أول من أمس، وأعلن الحراك الجنوبي رفضه الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجرى في 21 فبراير (شباط) المقبل وتعهدت قيادته بمنع إقامتها، بكل الوسائل الممكنة، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»: «إن المسلحين أطلقوا قذائف (آر بي جي)، والرصاص من أسلحة خفيفة على مقر اللجنة، مما أسفر عن إصابة أربعة جنود، من حراسة المقر بجروح مختلفة». وتكررت هجمات المسلحين مؤخرا على مقرات حكومية داخل مدينة الضالع التي تُعرف بأنها أكثر المدن الجنوبية المؤيدة للحراك الجنوبي. في السياق نفسه، قالت مصادر في الحراك الجنوبي إن أحد قياداتها نجا من محاولة اغتيال أمس، وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «رئيس مجلس الحراك بمحافظة الضالع، شلال علي شائع، تعرض لإطلاق نار أثناء مروره في نقطة الزغلول في منطقة جحاف، وأصيب فيها شخصان من مرافقيه». واتهم المصدر «جنود النقطة العسكرية باستهداف شلال بعد عودته من مهرجان للحراك في مدينة جحاف»، كما شهدت مدينة عدن صباح أمس اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن ومسلحين مجهولين، بعد استهداف المسلحين جنودا كانوا على متن سيارة في منطقة خور مكسر، صباح أمس، وأسفر الهجوم عن إصابة جنديين، بينما لاذ المسلحون بالهروب، وعبَّر مواطنون في عدن عن مخاوفهم من انتشار مسلحين في أكثر من منطقة داخل عدن، وأوضح المواطنون أن الاشتباكات تزداد حدة في الفترة الأخيرة، مؤكدين أنهم شاهدوا مسلحين متشددين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة داخل بعض الأحياء.

ودعا عسكريون أكاديميون منتسبي القوات المسلحة إلى عدم الانخراط في العمل السياسي، وبدأ أكاديميون من الأكاديمية العسكرية العليا ودائرة التوجيه المعنوي سلسلة محاضرات توعوية لمنتسبي الجيش، في عدد من الوحدات العسكرية، التي يشهد عدد منها اضطرابات واسعة لمنتسبيها، تطالب بإقالة قيادتها، وبحسب موقع وزارة الدفاع الإلكتروني فإن المحاضرات تهدف إلى «أهمية اضطلاع أفراد الجيش بمسؤولياتهم الوطنية في أداء المهام والواجبات المنوطة بهم في الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الوطن والعمل بحيادية مطلقة».

في موضوع آخر، قالت وزارة الداخلية: إن الهدوء يسود مناطق القتال بين الحوثيين والقبائل في مديريتي كشر ومستبا بمحافظة حجة شمال غربي اليمن، وذكرت الوزارة، على موقعها الإلكتروني، أن هناك اشتباكات متقطعة بين الطرفين يوم السبت، مع استمرار تمركز المسلحين في المناطق التي يوجدون فيها. وأكدت الشرطة نزوح عشرات الأسر من مناطق عاهم وأبو دوار، التي تتركز فيها المواجهات، بينما اندلعت اشتباكات مسلحة في صعدة بين الحوثيين والسلفيين بمنطقتي الفلحوين والقطعة واستمرت حتى ساعة متأخرة من أول من أمس، وأشارت المصادر الأمنية إلى أن خمسة مصابين من السلفيين أسعفوا إلى المستشفيات».

إلى ذلك، نفي مصدر عسكري في قوات الحرس الجمهوري وجود اضطرابات في معسكر اللواء الرابع حرس جمهوري الذي يقف في المدخل الجنوبي للعاصمة اليمنية صنعاء. وقال مصدر في قيادة الحرس، التي يقودها نجل صالح العميد أحمد علي، إن ما نشر «مجرد أكاذيب تندرج ضمن حملة التشويه والتضليل الإعلامي ضد قوات الحرس الجمهوري، في محاولة بائسة للنيل من هذه المؤسسة الوطنية التي تمثل قلب الوحدة وصمام أمان للأمن والاستقرار». كانت مصادر إعلامية محلية قد ذكرت أن «أربعة جنود أصيبوا بعد فض قوات من الحرس لضباط وجنود من اللواء الرابع طالبوا بتغيير قائدهم».