رنكوس تتحول إلى مدينة أشباح وفرقة ماهر الأسد تدك أحياءها

سكانها نزحوا خوفا من عمليات انتقامية

TT

تحولت بلدة رنكوس، الواقعة في محافظة ريف دمشق السورية، إلى مدينة أشباح، بعد أن نزح معظم سكانها إلى المناطق المجاورة، هربا من القصف العشوائي الذي تشنه دبابات الجيش السوري الموالية للرئيس بشار الأسد على البلدة الصغيرة.

ويؤكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أن «وحدات من الفرقة الرابعة التابعة للعميد ماهر الأسد (شقيق الرئيس السوري) تحاصر مدينة رنكوس منذ خمسة أيام وتستخدم جميع الأسلحة المدفعية لاستهداف أحياء البلدة ومنازلها الآمنة». وتظهر فيديوهات، تم نشرها على «فيس بوك»، مجموعة كبيرة من الدبابات والمدرعات تتمركز على أطراف البلدة، كما أبرزت الأشرطة آثار القصف على الأبنية والبيوت والأحياء السكنية، إضافة إلى عناصر من الأمن السوري يطلقون النار عشوائيا على المتظاهرين السلميين.

ويأتي الهجوم على البلدة التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 45 كيلومترا في سياق التصعيد العسكري والأمني الذي يقوم به النظام السوري ضد مدن سورية عدة، أبرزها: ريف دمشق، التي احتضنت وحدات من «الجيش السوري الحر» المكون من جنود سوريين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين وانشقوا عن الجيش النظامي وانضموا إلى الثورة.

ويشير الناشطون إلى أن «عدد القتلى منذ بدء العمليات العسكرية على المدينة، يوم الأربعاء، قد تجاوز الأربعين شهيدا، وهناك الكثير من المنازل تم تدميرها بسبب القصف العشوائي، ومعظم السكان نزحوا عن المدينة خوفا من سيطرة النظام على البلدة وتنفيذ عمليات انتقامية ضدهم». ويؤكد هؤلاء أن «مناطق ريف دمشق صارت معقلا للجيش السوري الحر، ومنها مدينة رنكوس، وهذا ما يجعل النظام يركز عملياته على هذه المدن».

وأعلنت تنسيقية رنكوس للثورة السورية المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 20 ألفا بلدة منكوبة. وقالت، في بيان نُشر على صفحة التنسيقية على «فيس بوك»: «تتعرض بلدة رنكوس منذ خمسة أيام لحصار وقصف من الدبابات والرشاشات الثقيلة على منازل المدنين وعلى كل شيء متحرك في بلدة رنكوس، وقد اشتد القصف بشكل غير مسبوق اليوم (أمس) الأحد، فقصفت البيوت والمحلات واستهدف مسجد الشيباني ومدرسة التعليم الأساسي للبنين في الحي الغربي، من بينهم منزل أبو ميران جحا ومنزل أبو كمال عبد الجليل ومنزل لشخص من آل عودة، مع ما يترافق معها من قنص كل ما يتحرك في رنكوس، وخطف أبنائها الذين يحاولون الفرار من الموت». وأضافت: «إننا نعلن رنكوس منطقة منكوبة، ونناشد كل من لديه ضمير حي في هذا العالم الحر، نناشد خادم الحرمين الشريفين، كما نناشد الاتحاد الأوروبي والدول الإسلامية والدول العربية والمجلس الوطني السوري أن يساعدونا». كان الجيش السوري قد اقتحم رنكوس في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ حيث تمت مداهمة المنازل وإحراقها وترويع الأهالي، وذلك بعد توزيع القناصة على المباني المرتفعة. وهي تعد واحدة من أكثر مصايف ريف دمشق جذبا للسياح العرب، وتشتهر البلدة، التي لا تتجاوز مساحتها 22277 هكتارا، بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات والمزروعات، إضافة إلى ثروة حيوانية لا يستهان بها. وقد شهدت رنكوس أيام الاحتلال الفرنسي معارك طاحنة بين الثوار والجيش الفرنسي، خلال ثورة القلمون التي قامت ضد سلطة الانتداب آنذاك.