واشنطن تباشر «دبلوماسية الهاتف» مع القادة العراقيين بالتزامن مع عودة طالباني إلى بغداد

مقرب من رئيس الجمهورية لـ «الشرق الأوسط» : اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني هذا الأسبوع

TT

بخلاف المعلومات التي تحدث بها عدد من نواب التحالف الكردستاني وتوقعات المراقبين بشأن عودة الرئيس العراقي جلال طالباني إلى مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق بدلا من بغداد، عاد في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس الرئيس طالباني إلى العاصمة بعد رحلة علاج إلى ألمانيا استغرقت نحو أسبوعين. الرحلة العلاجية التي كان مقررا لها أسبوع واحد تلاها أسبوع اضطراري للنقاهة بحسب تعليمات الأطباء، تركت أثرها الواضح على الأجواء الخاصة بالمؤتمر الوطني، حيث لم تتمكن اللجنة التحضيرية التي شكلت قبيل سفر طالباني إلى ألمانيا من عقد اجتماع عملي لها. وبينما كان المتفائلون بعقد المؤتمر الوطني قد عزوا عدم مباشرة اللجنة اجتماعاتها إلى حرص الأطراف السياسية على أن تكون الاجتماعات تحت إشراف الرئيس شخصيا, فإن المشككين بعقد هذا المؤتمر ذهبوا إلى نظرية المؤامرة التي مفادها أن طغيان الخلافات ورفع سقوف المطالب بين الكتلتين المتخاصمتين: «العراقية» بزعامة إياد علاوي، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، هو أحد أبرز الأسباب التي حالت دون المباشرة بعقد الاجتماعات.

المعلومات التي كانت قد أفادت بوصول طالباني إلى السليمانية بدلا من بغداد بهدف حسم المناصب السياسية والوزارية في كردستان، نفاها رئيس كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي، فؤاد معصوم، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «عودة الرئيس جلال طالباني كانت مقررة إلى بغداد أصلا وليس إلى أي من مدن إقليم كردستان وهو ما حصل بالفعل». قال معصوم إن «الرئيس سوف يباشر اتصالاته واجتماعاته بدءا من مساء اليوم (أمس) مع زعماء الخط الأول من أجل بلورة الأفكار العملية بخصوص مكان وزمان والآليات الخاصة بالمؤتمر الوطني»، مشيرا إلى أن «طالباني يعتبر أن هذا الأمر يحتل أولوية بالنسبة له، وبالتالي فإن من المتوقع أن تعقد اللجنة التحضيرية الخاصة بالمؤتمر أول اجتماع عملي له في بحر هذا الأسبوع».

إلى ذلك، قال فرياد رواندوزي، عضو قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «صحة الرئيس مستقرة ومطمئنة وليست هناك أي موانع من أن يستأنف لقاءاته ومشاوراته مع الأطراف العراقية الأخرى للاستعجال بعقد هذا المؤتمر». وبسؤاله عن مقترح تقدم به المالكي إلى الرئيس طالباني لتحويل المؤتمر إلى لقاء أو اجتماع بين قادة الكتل السياسية، قال رواندوزي: «سمعنا بمثل هذا المقترح، ولكن القائمة العراقية وكتلة التحالف الكردستاني رفضتا هذا المقترح على اعتبار أن الأزمة سياسية وكبيرة لا يمكن معالجتها بمجرد لقاءات بين القادة، ويفترض إشراك جميع الأطراف والقوى السياسية للبحث عن حلول جذرية للصراعات الدائرة في العراق، وإعادة تقويم العملية السياسية وفق اتفاقات يوقعها الجميع».

على صعيد متصل باشرت الولايات المتحدة الأميركية ما يمكن تسميته «دبلوماسية الهاتف» مع الزعماء العراقيين، وفي المقدمة منهم رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، فعقب اللقاء الذي جمع النجيفي بالسفير الأميركي في بغداد، جيمس جيفري، مؤخرا، والذي طلبت من خلاله واشنطن من النجيفي أن يكون وسيطا لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، أجرى نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتصالا هاتفيا مع النجيفي تم خلاله بحث الأزمة السياسية الراهنة في العراق وسبل حلها في ظل التطورات الأخيرة.