انطلاق أعمال القمة الأفريقية بأديس أبابا وانتخاب رئيس بنين لرئاسة الاتحاد

بان كي مون: أزمة النفط بين السودان وجنوبه تهدد المنطقة.. والمرزوقي: التحالف بين الإسلاميين والعلمانيين قوي

صورة تذكارية لقادة الاتحاد الأفريقي قبل افتتاح قمة تستمر ليومين في اديس أبابا أمس (إ.ب.أ)
TT

انطلقت أمس أعمال القمة الثامنة عشرة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بمشاركة 53 دولة أفريقية أعضاء في الاتحاد في غياب دولة مدغشقر المجمدة عضويتها وبمشاركة دولة جنوب السودان لأول مرة في الاتحاد الأفريقي. وهي القمة الأولى من دون العقيد الليبي الراحل معمر القذافي باعتباره أحد مؤسسي الاتحاد الأفريقي.

وبينما تشهد القمة التي تعقد تحت شعار «تعزيز التجارة البينية بين الدول الأفريقية»، بمشاركة 34 رئيس دولة أفريقية بينهم الرئيسان الجديدان، التونسي المنصف المرزوقي والجنوبي السوداني سلفا كير رئيس جنوب السودان. ويتوقع مراقبون أن ينتهي اجتماع رؤساء الدول الأفريقية إلى إقرار خطط لتسهيل التبادل التجاري بين دول القارة الأفريقية، والنظر في توصيات المجلس التنفيذي حول تقرير مفوضية الاتحاد بشأن تنفيذ مختلف المقررات السابقة للمجلس التنفيذي وتقرير مجلس السلم والأمن حول أنشطته وحالة السلم والأمن في أفريقيا. وانتخب زعماء الاتحاد الأفريقي أمس رئيس بنين، توما بوني يايي، لرئاسة الاتحاد الأفريقي، خلفا لرئيس الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما.

ومن جانبه، قال نغيما المنتهية رئاسته عقب الإعلان الرسمي في اجتماع القمة الأفريقية في العاصمة الإثيوبية «أهنئ الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي.. بوني يايي». وقال: «لا شك لدي في أنه بقيادتكم العظيمة ستوجهون عمل اتحادنا نحو أجندة من السلام والرخاء، أتمنى لكم التوفيق في مسعاكم».

وأضاف أوبيانغ ختاما للعام الذي أمضاه في رئاسة الاتحاد قبيل القمة «أأسف لكون أفريقيا اليوم أشبه برقعة شطرنج فيها الأمم والزعماء كبيادق.. تحركها قوى خارجية». وأعرب يايي عن قبوله للمنصب بارتياح شديد، مشيدا «بجلل المسؤولية». ومن المعروف أن الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي خبير اقتصادي تولى رئاسة بنين البلد الصغير بغرب أفريقيا قبل ست سنوات.

وقال يايي بعد نتيجة التصويت «دعوني أعرب عن امتناني مقرونا باحترامي وتقديري لرؤساء الدول الحاضرين اليوم لثقتهم التي منحوني إياها»، مضيفا: «سنواصل العمل معا لضمان تعزيز كافة ما حققناه من منجزات حتى الآن».

ومن جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن «أزمة النفط بين السودان وجنوب السودان أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لأمن وسلام المنطقة». وقال بان كي مون، إنه «على المجتمع الدولي التحرك، ويجب عليه التحرك الآن فطالما بقيت هذه القضايا العالقة دون حل، فإن التوترات ستزداد».

وكان جنوب السودان انفصل عن الخرطوم في يوليو (تموز) الماضي بعد عقود من الحرب؛ ولكن لا تزال الكثير من القضايا الرئيسية عالقة ومن بينهما الخلاف الحاد حول رسوم عبور خطوط الأنابيب التي تنقل النفط من جنوب السودان إلى ميناء في السودان، إضافة إلى ذلك لا يزال التوتر سائدا بشأن الحدود التي لم ترسم بعد بين الجانبين وتقطع حقول النفط.

وقال الرئيس التونسي منصف المرزوقي في مؤتمر صحافي عقده أمس على هامش قمة الاتحاد: «التحالف بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس صلب ومتين، لأنه مبني على معرفة بين القوى السياسية بعضها البعض، وتوجد بينها اتصالات على مدى 20 عاما تحت حكم الاستبداد، وهناك أيضا خريطة طريق وخطوط حمراء كل الأطراف تعرفها عن بعضها البعض». وأضاف المرزوقي: «أتوقع أن يصمد هذا التحالف وسيكون مثالا لكل الدول العربية، على اعتبار أنه ليس هناك قدرة اليوم للإسلاميين أن يحكموا وحدهم أي بلد عربي الآن، وكذلك العلمانيون لا يستطيعون أن يحكموا وحدهم».

وتابع: «وبالتالي لا بد من الوصفة التونسية بالتحالف بين العلمانيين المعتدلين والإسلاميين المعتدلين وإلا فإنها الحرب العقائدية والحرب السياسية التي لا تقود إلى أي مكان». وحول طلبه 6 أشهر من شعبه للتهدئة، قال الرئيس التونسي المرزوقي: «لقد لاحظنا أنه مع الاحتفال الأول للثورة التونسية أصبح هناك (غليان) والكثير من الاعتصامات والاحتجاجات»، مضيفا: «نلاحظ الآن أن هذه الاحتجاجات تقل شيئا فشيئا، وأكثر من 90 في المائة من الشعب يعرف أن هذه الإضرابات والاحتجاجات غير مدعومة وغير شرعية وتؤدي إلى انتحار الاقتصاد».

وأكد المرزوقي أن الحكومة التونسية «ستواجه ما تبقى من هذه الاحتجاجات في إطار القانون، وكذلك ستواجهها بنوع من الصرامة وهي تعلم أن ظهرها محمي بالرأي العام الوطني»، وتوقع الرئيس التونسي أن يتحقق الاستقرار في بلاده قريبا.

وردا على سؤال حول موقفه من النقاب والحجاب، قال المرزوقي: «نحن مع الحريات الفردية؛ ولكن فيما يخص النقاب فهناك أمور أمنية يجب وضعها في الاعتبار، وأنه من حق الشرطة التثبت من شخصية الفتاة المنتقبة، علما بأنه من حقها أن تسير في الشارع وتمارس عملها دون أي مشاكل».

في السياق ذاته، أكدت مصادر دبلوماسية أن رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود سوف يتبادلون وجهات النظر حول تقرير بشأن الاستعدادات الأفريقية لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (ريو + 20) والمتعلقة بالموقف المشترك والاستراتيجيات والتحديات التي يفرضها الاقتصاد العالمي والإدارة الدولية للبيئة.

وقالت المصادر إنه «سوف تتم مناقشة تقرير إرنست باي كوروما رئيس سيراليون، رئيس لجنة العشرة حول إصلاحات الأمم المتحدة، وكذلك تقرير بول كيجامي رئيس رواندا حول المنتدى الرابع عالي المستوى حول فعالية المعونات، والذي عقد في بوسان بكوريا الجنوبية في الفترة من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أول ديسمبر (كانون الأول) الماضيين.