العربي يأمل في تغير موقف روسيا والصين.. وموسكو تريد قراءة تقرير الدابي أولا

الجامعة العربية تناقش الأحد الموقف من استمرار مهمة المراقبين.. وبان يدعو الأسد إلى إنهاء سفك الدماء

سوريون يتظاهرون أمام السفارة الروسية في القاهرة أمس احتجاجا على دعم موسكو لنظام الأسد (إ.ب.أ)
TT

أعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن أمله في أن يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري إعداده في مجلس الأمن الدولي لدعم المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، في وقت قال فيه نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي، إن الاجتماع الوزاري العربي يناقش يوم الأحد المقبل تقرير البعثة والموقف من استمرارها. في غضون ذلك، أدانت روسيا أمس قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا واشترطت قراءة تقرير رئيس البعثة الفريق محمد مصطفى الدابي قبل الإعلان عن موقفها في مجلس الأمن الدولي.

وأوضح العربي في تصريحات للصحافيين في مطار القاهرة قبل أن يتوجه إلى نيويورك حيث سيعرض على مجلس الأمن الدولي غدا المبادرة العربية الأخيرة لتسوية الأزمة السورية، أن «هناك اتصالات تجري مع روسيا والصين حول الوضع في سوريا». وأضاف أنه «يأمل في أن يتغير موقف البلدين» من مشروع القرار المعروض على مجلس الأمن الذي يستهدف «دعم المبادرة العربية»، مؤكدا أن قرار الجامعة العربية الصادر أول من أمس بتعليق عمل بعثة مراقبيها في سوريا «اتخذ بسبب تدهور الأوضاع هناك بشكل كبير، ضمانا لسلامة المراقبين».

ويرافق العربي في زيارته إلى نيويورك كل من مساعده السفير وجيه عيسى، والسفير علي جروش. وعلمت «الشرق الأوسط» أنه تم الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث تطورات الوضع في سوريا يوم الأحد المقبل. وأوضح بن حلي أن الاجتماع سيناقش تقريرا عن بعثة الجامعة العربية في سوريا المتوقفة عن العمل لحين اتخاذ القرار المناسب، سواء بدعمها أو سحبها أو تعديل مهمتها في ضوء المناقشات التي سيجريها وزراء الخارجية العرب بالإضافة إلى تقييم عملها في إطار الالتزامات الموكلة إليها.

من ناحية أخرى، أعلن السفير بن حلي أنه تقرر تأجيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة مبادرة السلام العربية 24 ساعة لتعقد يوم الأحد الخامس من فبراير المقبل وذلك بمقر الجامعة العربية بدلا من يوم السبت الذي يوافق الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف.

من جهتها، أدانت روسيا أمس قرار تعليق مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا بعد حملة عنيفة على المتظاهرين المناهضين للحكومة. ونقلت وكالة «إيتار تاس» الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور بروناي: «نود أن نعرف السبب الذي يجعلهم يتعاملون مع مهمة مفيدة بهذه الطريقة». وقال لافروف: «لو كنت مكانهم لكنت أؤيد زيادة عدد المراقبين». وتابع: «إننا مندهشون من أنه بعد اتخاذ قرار بتمديد بعثة المراقبين لشهر آخر قامت بعض الدول، بالأخص بلدان الخليج، باستدعاء مراقبيها من البعثة».

وقال لافروف إنه لا يدعم البلدان الغربية التي قالت إن البعثة لا طائل منها وإنه من المستحيل إجراء حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضاف: «أعتقد أن هذه تصريحات غير مسؤولة إطلاقا؛ إذ إن السعي لإجهاض فرصة لتهدئة الوضع أمر لا يغتفر».

وقد رفضت روسيا دعم مشروع قرار أوروبي - عربي مشترك في الأمم المتحدة حول الأزمة السورية يمنح دعما قويا لمبادرة أطلقتها الجامعة العربية تدعو الأسد للتنحي.

وقال لافروف إن روسيا تريد قراءة تقرير المراقبين العرب الذي وضعه رئيس الفريق، محمد مصطفى الدابي، قبل زيارة يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية ورئيس وزراء قطر لمجلس الأمن غدا؛ حيث سيطالبان بتحرك على صعيد الأمم المتحدة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله: «بالطبع سنستمع لهم، غير أننا أوضحنا أنه يتعين علينا الاطلاع على التقرير بأنفسنا، الذي يتم التقدم بالمبادرة على أساسه». وقد تقدمت روسيا بمشروع قرار من جانبها يلقي باللائمة في أعمال العنف بالتساوي بين الأسد والمعارضة، وهو ما رفضه الغرب. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض السوريين في الخارج للتظاهر أمس خارج البعثات الدبلوماسية الروسية احتجاجا على معارضة موسكو مشروع القرار.

إلى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إن على الأسد وقف عمليات القتل في بلاده.

وصرح بان للصحافيين، في العاصمة الإثيوبية حيث كان يشارك في افتتاح قمة الاتحاد الأفريقي، أنه على الأسد «أولا وقبل كل شيء أن يوقف سفك الدماء فورا»، مضيفا أن «القيادة السورية يجب أن تقوم بعمل حاسم في هذا الوقت لوقف هذا العنف».