«بوكو حرام» ترفض الحوار وتهدد بتوسيع هجماتها

منشورات تحمل توقيع الحركة المتشددة تحدد الجهات التي تستهدفها في نيجيريا

TT

رفضت حركة «بوكو حرام» المتشددة إجراء محادثات مع الحكومة النيجيرية، وهددت بشن هجمات جديدة في البلد الأكثر سكانا في أفريقيا والذي أدت الاضطرابات فيه إلى مقتل أكثر من 200 شخص هذا العام. وقال سكان مدينة كادونا بشمال نيجيريا، إن الجماعة، التي استهدفت الشرطة مرارا، قد تكون هي المسؤولة عن قتل شرطي في وقت متأخر السبت تعرض لإطلاق نار من قبل مسلحين على متن دراجات نارية. وأكدت الشرطة مقتل الشرطي في وقت مبكر أمس، لكنها قالت إن المهاجمين كانوا يحاولون سرقة الدراجة النارية للشرطي. غير أن أحد سكان كادونا ويدعى ربيعو توكور قال «لم يحاولوا على الإطلاق أخذ دراجته، مما يثير مخاوف بأن المهاجمين من (بوكو حرام)».

وكانت أعنف هجمات الحركة حتى الآن وقعت في العشرين من يناير (كانون الثاني) شمال كادونا في مدينة كانو ثاني كبرى المدن النيجيرية، حيث نفذت حركة «بوكو حرام» مجموعة من الهجمات المنسقة بالرصاص والقنابل أسفرت عن قتل 185 شخصا على الأقل معززة المخاوف من تجدد قوة المتشددين.

وقد أعلنت «بوكو حرام» بالفعل مسؤوليتها عن قتل أكثر من 200 شخص هذا العام في نيجيريا، البلد المنتج الأكبر للنفط في أفريقيا والمنقسم بين شمال إسلامي وجنوب مسيحي. وتعرض الرئيس غودلاك جوناثان لانتقادات شديدة، متهما بالعجز عن وقف العنف وبعد أن حث خلال مقابلة هذا الأسبوع جماعة «بوكو حرام» على إيضاح مطالبها والدخول في حوار. غير أن أبا القعقاع الناطق باسم «بوكو حرام» اعتبر أن دعوة الرئيس «غير صادقة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله في حديث هاتفي أجري معه من مدينة مايدوغوري بشمال شرقي البلاد: «لا نعتقد أن الحوار ممكن في ظل الوضع الراهن». وهدد بأنه ما لم يتم الإفراج عن عناصر الحركة المعتقلين فإن جماعته «ستشن هجمات في سوكوتو مماثلة لهجمات كانو المدوية»، وسوكوتو مدينة تقع بشمال غربي البلاد وتعد عاصمة ولاية تحمل نفس الاسم.

وفي شريط بث مؤخرا على الإنترنت قال شخص يدعى أبو بكر محمد شيكاو بصفته قائد جماعة «بوكو حرام»، إنه أمر بهجمات كانو لأن الجيش عذب أفرادا من جماعته. وقال في الشريط «أمرت بها وسآمر بمثلها أيضا وأيضا». وقال أبو القعقاع إن الحكومة اعتقلت أيضا أنصارا لـ«بوكو حرام» في سوكوتو. وتابع: «فليبشروا بهجمات وشيكة على سوكوتو إن لم يطلقوا أسر إخواننا»، محذرا من أن ما وصفه بالاعتقالات غير الشرعية جعلت الحوار أبعد منالا. وقال أيضا: «في نفس اليوم الذي خرج غودلاك جوناثان ليطلب منا الحوار اعتقلت عناصر الأمن في سوكوتو عددا ضخما من أنصارنا في مداهمات استهدفت منازلهم».

وجاءت اتهامات «بوكو حرام» بعد إعلان الجيش النيجيري عن قتل 11 من أعضاء الحركة خلال عملية السبت في مايدوغوري. غير أن أبا القعقاع رفض بيان الجيش قائلا إن أعضاء الحركة كانوا دون سلاح، «واقتيدوا واحدا واحدا من بيوتهم، حيث أردوهم بالرصاص».

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس بأنها حصلت على نسخة من منشورات وزعت تحمل توقيع «بوكو حرام» في كانو ليل السبت/ الأحد، حددت الشرائح التي يفترض أن الحركة تستهدفها. وقالت الحركة في هذا المنشور الذي حمل توقيع الأمير المفترض أبو بكر شيكاو: «بادئ ذي بدء، ليعرف الناس أننا قلنا مرارا إن أي أشخاص نهاجمهم، هؤلاء من يمثلون الحكومة، وأفراد الأجهزة الأمنية الحكومية، والمسيحيون الذين يوالون رابطة مسيحيي نيجيريا، وجميع من يتعاونون من أجل الاعتقال أو القتل (الذي يطال أعضاء الحركة)، حتى وإن كان بينهم مسلمون». وقال المنشور أيضا: «في كل مرة يقتل شخص لا ينتمي لأولئك، فإن ذلك ليس منا، وإن قتل برصاصنا، فقد كان خطأ»، باعتبار أن حركته لا تستهدف مدنيين.

وكانت تهديدات «بوكو حرام» قد تكثفت خلال الأسابيع الأخيرة، بينما تجهد قوات الأمن النيجيرية في التعامل معها، إذ يبدو أن الحركة قادرة على الضرب. ولكن مع تصعيد الجماعة عنفها لا يتضح أن لها أهدافا محددة أو طبيعة بعينها.. فقبلا قالت إنها تريد إقامة دولة إسلامية في الشمال النيجيري المسلم الذي يعاني من الفقر، متهمة الحكومة باضطهاد المسلمين والحملة على المدارس الإسلامية. ويقول السياسيون النيجيريون إن هجمات «بوكو حرام» ليست بدافع توترات دينية، مصرين على صلات بين «بوكو حرام» وجماعات إسلامية خارجية على شاكلتها مثل «القاعدة». غير أن العديد من المحللين يشككون في مدى قوة الصلات التي يتم التحدث عنها، ويقولون إن «بوكو حرام» لا تزال تركز على أجندة محلية وتعزز قوتها مستغلة التوتر الديني في داخل نيجيريا. وقد كمنت الحركة نحو عام قبل أن تطل برأسها من جديد في 2010، ويعتقد الآن أنها تجمع فرقا شتى حول محور إسلامي متشدد.